عندما يكون لديكِ طفل صغير ينمو داخلكِ، ستكونين حريصة على كل شيء تضعينه في فمك. ولذلك فمن المنطقي أن تقلقي من تناول المضادات الحيوية، خاصة عندما تقرئين عناوين الأخبار التي تتحدث عن زيادة مخاطر الإجهاض. ولكن هل تعلمين ما هو الأسوأ من المخاطر المتزايدة للإجهاض؟ إنها العدوى الجرثومية الأكيدة. إذا كنت قد قرأت عن دراستنا الجديدة في عناوين الأخبار في صباح الأول من مايو، فسوف تعتقدين أننا اكتشفنا للتو أنه ينبغي على النساء الحوامل ألا يخفن من تناول المضادات الحيوية، أو أن تناولها يزيد من احتمال تعرضك للإجهاض، أو ستعتقدين بكلا الأمرين. ولكن القضية أحياناً تستحق المجازفة.
أظهرت هذه الدراسة الجديدة التي نشرتها مجلة الجمعية الطبية الكندية في الأول من شهر مايو عام 2017 أن تناول مضادات حيوية معينة خلال مراحل الحمل الأولى يرتبط بمخاطر متزايدة للإجهاض. ومن بين النساء الحوامل اللواتي تناولن مضادات حيوية، كان هناك 16.4% تعرضن للإجهاض. ومن بين النساء اللواتي لم يتناولن المضادات الحيوية بقيت نسبة من تعرضن للإجهاض 12.6%. وهي نسبة غير قليلة. ومع أنه يجب ألا نهمل هذه الفرق بين النسبتين، فإن هذه النسبة ستكون أكبر بكثير لو أن المضادات الحيوية لم تخترع أصلاً.
إن العدوى أمر سيئ جداً للجنين، فهو لا يملك جهازاً مناعياً كفؤاً بعد، ويمكن للجراثيم أن تفتك به، حتى ولو لم تعبر المشيمة. تكمن المشكلة في دراسة المضادات الحيوية في أنه من الصعب فصل مخاطر الدواء عن مخاطر العدوى نفسها.
والحقيقة الواضحة هي أن حاجتكِ إلى المضاد الحيوي تعني أن لديك على الأرجح مضاعفات تؤدي إلى حدوث الإجهاض. وهذا ما دعا مؤلفي الدراسة إلى القول بأنه لا يمكنهم أن يستثنوا تأثير العدوى. وإن جوهر المشكلة هو أنك لا تستطيعين التحكم بتأثير العدوى، وسيكون من الاستهتار وصف مضاد حيوي لامرأة حامل لمجرد أننا نريد رؤية ما الذي سيحدث.
إذا كنت في مرحلة الحمل ووصف لك الطبيب ميترونيدازول، فسيكون عندك أصلاً مخاطر من حدوث مضاعفات، وذلك لأنك مصابة بعدوى، ربما تكون إلتهاب المهبل الجرثومي. أما إذا لم تكوني حاملاً فإن إلتهاب المهبل الجرثومي قد يكون مجرد مضاعفات عابرة. ويكون الإلتهاب نمواً زائداُ لجراثيم لاهوائية داخل وحول المهبل. ولكن لا أهمية لكون العدوى غير موجودة لديك قبل الحمل. ومع ذلك فالتقاط العدوى أثناء الحمل قد يؤدي إلى ولادة مبكرة، والتي تأتي مع مشاكل أخرى كنزيف الدماغ وضعف السمع.
والخبر السار حول هذا الموضوع هو أن عدداً كبيراً من المضادات الحيوية الشائعة يعتقد أنها آمنة تماماً خلال فترة الحمل. فالبنسلين (وكذلك شبيهه أموكسيسيلين) لا يسبب أي ضرر للأم أو الجنين ما داما لا يعانيان من الحساسية، وهو الدواء الذي يتم اللجوء إليه عادة في حالات العدوى العامة.
وعندما تصاب الأمهات بالعدوى التي يتم علاجها بهذه الأدوية، يصبح من الصعب الإجابة على السؤال المتعلق بمدى تأثير الدواء في زيادة مخاطر الإجهاض. وبعد كل هذا، فإن البديل عن تناول المضادات الحيوية هو العدوى المستمرة، وبالتالي زيادة مخاطر الإجهاض.