فعالية اليوغا في علاج آلام أسفل الظهر قد تكون مماثلة لفعالية العلاج الفيزيائي

2 دقائق
تمارين اليوغا المعتدلة قد تساعد على تخفيف آلام أسفل الظهر المزمنة تماماً مثل العلاج الفيزيائي.

ينفق الأميركيون حوالي 200 مليار دولار سنوياً على علاج آلام أسفل الظهر، تذهب لشراء مسكنات الألم الدوائية، أو لسد نفقات العلاج الفيزيائي، على الرغم من أن معظم المرضى لا يكونون راضين في النهاية عن نتائجها العلاجية.

وتُشير الإحصائيات إلى أن ما نسبته 10% من البالغين الأميركيين يعانون من آلام أسفل الظهر، وأن هذه النسبة قد تكون في ارتفاع مستمر. والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لم ينجح العلماء حتى الآن في ابتكار علاج لهذه الحالة؟

لقد أظهرت العديد من الدراسات بأن ممارسة اليوغا قد تكون مفيدة في علاج آلام أسفل الظهر وبالتالي التقليل من الاعتماد على مسكنات الألم الدوائية. وكان آخرها دراسة حديثة جرى نشرها مؤخراً في مجلة حوليات الطب الباطني -وهي إحدى المجلات الطبية المرموقة- وقد أظهرت بأن فعالية تمارين اليوغا قد تماثل فعالية العلاج الفيزيائي التقليدي، ما يُعد خطوةً هامةً لكي تصبح ممارسة هذه الرياضة واحدة من الخيارات الطبية المعتمدة لعلاج الحالة، وبالتالي إلزام شركات التأمين بتغطية نفقاتها.

في تلك الدراسة، قام باحثون من مركز بوسطن الطبي بتوزيع 320 مريضاً مُصابين بحالات مزمنة من ألم أسفل الظهر، ومعظمهم من أصحاب الدخل المحدود ومن مجموعات عرقية متنوعة، في ثلاث مجموعات. تلقى أفراد المجموعة الأولى تثقيفاً صحياً حول تخفيف آلام أسفل الظهر والتعامل معه من خلال كُتيب إرشادي وبعض النشرات التوعوية. في حين تلقى أفراد المجموعة الثانية علاجاً فيزيائياً على مدى 15 جلسة، وواظب أفراد المجموعة الثالثة على حضور تمارين جماعية لممارسة اليوغا على مدى 12 أسبوعاً.

وعن طبيعة تمارين اليوغا التي مارسها أفراد المجموعة الثالثة، فقد تضمنت وضعيات معتدلة مثل الوضعية المثلثة، ووضعية القطة-البقرة، ووضعية الطفل. أما أفراد المجموعة الثانية قد واظبوا على ممارسة تمارين تمطيط وتقوية للعضلات.

أظهرت نتائج الدراسة بأن ممارسة تمارين اليوغا قد ساعدت على تخفيف درجة الألم وحسنت من الوظيفة في أسفل الظهر تماماً مثلما فعل العلاج الفيزيائي، وأن فعالية العلاج استمرت في كلا نوعي العلاج لمدة عام كامل، شريطة أن يكون المرضى قد واظبوا على القيام بالتمارين المطلوبة منهم.

كما أشارت النتائج إلى أنه بعد مضي 12 أسبوعاً من البدء بالعلاج تراجعت شدة الألم لدى أفراد مجموعتي العلاج الفيزيائي والعلاج باليوغا بنسبة تزيد بـ 22 و21% على التوالي على نسبة تراجع الألم لدى أفراد مجموعة التثقيف الصحي، وهو ما لم يكن مستغرباً أبداً.

لم يعثر الباحثون على فوارق واضحة في فعالية العلاج الفيزيائي والعلاج باليوغا، إلا أنه بالنسبة لمُستخدمي التأمين الصحي فقد يكون الفرق في التكلفة كبيراً بين نوعي العلاج، إذ أن مُعظم شركات التأمين لا تغطي نفقات العلاج باليوغا، على الرغم من أن تكلفة العلاج الفيزيائي الحقيقة قد تكون أكبر من تكلفة العلاج باليوغا. ولكن لا بأس، فمن الممكن تعلم ممارسة اليوغا عن طريق متابعة بعض القنوات على اليوتيوب، وإن كان بشكل مبدئي فقط؛ لأن ممارستها بشكل خاطئ قد تزيد من شدة آلام الظهر.

وهكذا، إذا أعيتك الحيلة في علاج آلام أسفل الظهر، فخذ نفساً عميقاً وجرب ممارسة تمارين اليوغا، فقد تعود بالفائدة عليك، وتساعدك على توفير بعض أموالك.

المحتوى محمي