ربما يستغرب عشاق القطط من شخصٍ لا يريد قضاء حياته حول تلك الكائنات، فقد يختار بعض الناس عدم التسكع أو اللعب مع القطط؛ لكن لدى البعض الآخر خوفاً حقيقياً منها، ويُطلق عليه اسم «فوبيا القطط» أو «الأليوروفوبيا»؛ إذ يُصنف الخوف من القطط وفقاً لجمعية القلق والاكتئاب الأميركية، على أنه رهاب محدد، ويمكن أن يؤثر الرهاب المحدد على حياة الناس على جميع المستويات؛ من الطفيف إلى المتطرف.
ما هي فوبيا القطط؟
يُعد رهاب القطط رهاباً غير شائع نسبياً مقارنةً بمرض رهاب الحيوانات الأخرى؛ مثل رهاب الأفاعي أو رهاب العناكب. قد يعاني المصابون برهاب القطط من الخوف والذعر لمجرد التفكير في القطط، أو تخيل مواجهة قطة، أو الملامسة الجسدية عن غير قصد مع قطة، أو رؤية صور القطط في وسائل الإعلام.
يمكن أن يمنع الخوف أيضاً من القيام بأنشطة معينة؛ مثل زيارة منازل الأصدقاء، خوفاً من مواجهة قطة، وقد يواجهون قلقاً وخوفاً شديدَين عند سماع أصوات المواء أو الهسهسة -أو الخرخرة- أو غيرها من الأصوات التي يربطها الرهاب بالقطط. في إحدى الحالات الطريفة بعض الشيء؛ تم الإبلاغ عن أن المريض المصاب برهاب القطط لم يكن قادراً على لمس الملابس التي لها ملمس ناعم يشبه الفراء؛ ربما بسبب تشابه ملمس الملابس مع فراء القطط.
أعراض فوبيا القطط
تتم معاملة الخوف من القطط بنفس طريقة معاملة أية رهاب محدد آخر، وقد تشمل أعراضه ما يلي:
- الخوف والقلق الشديد عند الاقتراب من قطة أو التفكير فيها.
- الوعي بأن الخوف غير منطقي؛ ولكن الشعور بالعجز تجاهه.
- زيادة القلق عند الاقتراب من قطة.
- تجنب القطط قدر الإمكان.
- المعاناة من ردود فعل جسدية؛ بما في ذلك التعرق وصعوبة التنفس والدوخة وتسرّع ضربات القلب.
- بكاء لدى الأطفال المصابون بالرهاب أو يتشبثون بوالديهم.
- ألم أو ضيق في الصدر.
- صعوبة في التنفس بشكل طبيعي.
- اضطراب المعدة؛ خاصةً عند التفكير في حدثٍ مستقبلي حيث تكون قطةً حاضرة.
- الشعور بالخوف الشديد من المناطق الجديدة التي يمكن أن توجد بها قطط.
- قضاء الكثير من الوقت في التفكير في الطرق المحتملة التي قد تصادف بها القطط وكيف يمكنك تجنبها.
ويمكن أن يقع الأشخاص المصابون برهاب الخوف من القطط في معسكرين؛ إذ أوضح الدكتور «مارتن أنتوني»؛ أستاذ علم النفس في مقابلة مع مجلة «يور كات» البريطانية، أن القلق الأساسي يختلف باختلاف الأفراد الذين يعانون من رهاب القطط، فبالنسبة للبعض هو الخوف من الأذى؛ مثل التعرض للهجوم والخدش وما إلى ذلك، أما بالنسبة للآخرين، فقد يكون رد فعل مدفوعاً بالاشمئزاز والقرف.
ما قد تراه سلوكاً غريباً ولكن غير ضار لدى القطط؛ مثل الجري عبر الغرفة دون سبب، قد يُنظر إليه على أنه تهديد للأشخاص الذين يخافون القطط؛ إذ قال الأشخاص الذين تمت مقابلتهم لمقال في المجلة الآنفة الذكر نفسها إنهم يخافون من عدم القدرة على التنبؤ بحركة القط، ويشعرون بالإرهاق الجسدي بفعل فكرة تناول شعر القطط؛ لدرجة أنهم يفحصون الأواني والنظارات وغيرها من الأدوات بشكلٍ مهووس قبل استخدامها.
اقرأ أيضاً: على عكس ما يبدو: القطط تحب أصحابها وتتعلق بهم
طرق التخلص من فوبيا القطط
على الرغم من عدم وجود علاج لرهاب القطط؛ إلا أن هناك طرقاً للتعامل معه بشكلٍ بنّاء، فقد لاحظ الطبيب النفسي الدكتور «فريدريك نيومان» في مجلة «سايكولوجي توداي»، أن رهاب الحيوانات، على الرغم من أنه أسهل في العلاج من أنواع الرهاب الأخرى، يمكن أن يكون شديداً ومتعباً للمريض. ويشمل العلاج ما يلي:
العلاج بالتعرّض
من المعتقد على نطاق واسع أن أفضل علاج لرهاب الحيوان -أياً كان- هو العلاج بالتعرض. شكل معين من العلاج بالتعرض؛ يسمى «إزالة الحساسية المنهجية»، كان ناجحاً لمرضى فوبيا القطط في الماضي؛ حيث يتم إجراء علاج التعرّض عن طريق تعريض المريض بشكلٍ منهجي للمثيرات التي تثير الخوف لديه بشكلٍ متزايد، بينما يتم الانتقال للمرحلة التالية فقط عندما يكون المريض مرتاحاً للمحفز السابق.
على سبيل المثال؛ خضعت إحدى المرضى المصابين برهاب الخوف من القطط للعلاج بالتعرض من خلال تعريضها لنسيج يشبه الفراء، وصور القطط، ولعبة قط، وأخيراً قطة حية ودودة؛ والتي ألفتها المريضة إلى أن تبنّتها لاحقاً. عندما نمت القطة، وظلّت ودودة، كانت المريضة أقل خوفاً من القطط كاملة النمو، تُستخدم هذه الطريقة لمساعدة المرضى الذين يعانون من فوبيا القطط وفوبيا الكلاب.
لا توجد أدوية مصممة لعلاج فوبيا القطط، ومع ذلك، فإن أدوية تخفيف القلق وتخفيف التوتر؛ مثل «حاصرات بيتا» و «البنزوديازيبينات»، يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض، كما تم ربط الـ«سيكلوسيرين» بتسهيل الحصول على نتائج أفضل في العلاج بالتعرض.
اقرأ أيضاً: نزع مخالب القطط قد يضرها بشكلٍ أكبر مما تعتقد: إليك البدائل
العلاج السلوكي المعرفي
إذا لم تكن متأكداً من فاعلية العلاج بالتعرض، فيمكنك التفكير في العلاج السلوكي المعرفي بدلاً من ذلك. في العلاج السلوكي المعرفي، ستتعلم بتوجيه من الأخصائي النفسي، كيفية تحديد أنماط التفكير التي تسبب الضيق وإعادة صياغتها.
كما أنه من المحتمل أن يتضمن العلاج السلوكي المعرفي القليل من التعرّض لبعض القطط؛ لكنك ستكون حينها مجهزاً جيداً بآليات التأقلم في تلك المرحلة.
طرق أخرى أقل فاعليةً
- القراءة عن القطط والتعلّم عنها.
- تعلم سلوك القطط، ولو بشكلٍ نظري.
- لمس الحيوان -إن أمكن- بإشراف.
في الحالات الشديدة؛ لا يستطيع المصابون برهاب الخوف من القطط مجرد رؤية قطةً في مرمى نظرهم، لأنها تسبب قلقاً شديداً قد يزعجهم ويزعج ممن حولهم، ناهيك عن إمكانية إلحاقهم الأذى بالقطط نفسها.
يستغرق الأمر عدة أشهر أو حتى سنوات للتغلب على فوبيا القطط؛ لكن غالباً ما يتم ذلك بمساعدة العلاج بالتعرض والعلاج السلوكي المعرفي.
اقرأ أيضاً: لماذا تخرخر القطط؟
أسباب فوبيا القطط
مكسب طفولي
على الرغم من أن السبب الدقيق لرهاب القطط غير معروف؛ إلا أن المصابين غالباً ما يكتسبون خوفهم هذا في وقتٍ مبكر من طفولتهم، فهذا هو الاتجاه الذي لوحظ في العديد من أنواع الرهاب الأخرى؛ وخاصةً تلك التي تشمل الحيوانات.
صدمة
تقول إحدى النظريات أن حادثاً صادماً منفرداً؛ مثل التعرض للهجوم من قبل قطة، أو مشاهدة قطة تهاجم شخصاً آخر، يمكن أن يؤدي إلى تطور هذا الرهاب.
رهابٌ مُعدٍ
نظريات أخرى حول بداية رهاب القطط تشمل ملاحظة الفرد لخوف شخص آخر، أو أن يتم غمره بمعلوماتٍ مقلقة حول خطر القطط.
بقايا تطورية
يمكن أن يكون التفسير الآخر أن البشر إلى حدٍّ ما مقترنون بالخوف من القطط، ويفقدونه لاحقاً في حيواتهم، ذلك لأن أسلاف القطط المنزلية كانت تفترس أسلاف البشر.