كل ما تود معرفته عن التبرع بالدم

4 دقائق

متى كانت آخر مرة توقفت فيها عن تقدير كل الأشياء الرائعة التي يقوم بها دمك؟ فبدونه لن يصل الأكسجين إلى خلاياك أبداً، وسيقوم ثاني أكسيد الكربون بملء أوعيتك الدموية بالكامل. وبينما تعيش حياةً صحيةً بدون مشاكل، هناك آخرون في أمس الحاجة للدم؛ وفقاً لمنظمة الصليب الأحمر، يحتاج شخص واحد في الولايات المتحدة كل ثانيتين إلى نقل الدم، كما يمكن لعملية تبرع واحدة بالدم أن تنقذ حياة 3 أشخاص.

كما يعتمد آلاف الأشخاص حول العالم على عمليات التبرع بالدم ومنتجاته كل عام من أجل البقاء على قيد الحياة؛ حيث يمكن لبعض الإصابات والأمراض الخطيرة أن تتسبب في انخفاض مستويات الدم سريعاً، ما يؤدي إلى عدم تلقيهم الكمية الكافية من الأكسجين في الجسم، الذي سيؤدي بدوره إلى الوفاة. كما يحتاج الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية مزمنة إلى عمليات نقل الدم بشكل منتظم، مثل مرضى السرطان أو مرضى أنيميا الخلايا المنجلية.

اليوم العالمي للتبرع بالدم

يحتفل العالم سنوياً باليوم العالمي للتبرع بالدم، في 14 يونيو/حزيران من كل عام، تخليداً لذكرى عالم الأحياء والطبيب النمساوي «كارل لاندشتاينر»، الذي ولد في 14 يونيو/حزيران عام 1868، وهو الذي اكتشف نظام التقسيم الحديث لفصائل الدم (A-B-O) عام 1901، وحاز جائزة نوبل في الطب عن هذا الاكتشاف العظيم عام 1930.

ويهدف هذا الحدث العالمي إلى شكر كل من يتطوع ويتبرع بدمه، وينقذ حياة آلاف الأشخاص، كما يهدف أيضاً لمحاولة زيادة الوعي بضرورة التبرع بالدم بانتظام؛ لضمان حصول مختلف الأفراد والمجتمعات على إمدادات الدم الآمنة وعالية الجودة في الوقت المناسب.

قد تفكر في التبرع بالدم، أو ربما تكون تبرعت بالفعل في وقت سابق، وتتساءل ما الفائدة التي ستعود عليك من كل هذا؟

حسناً، بجانب مساعدتك للآخرين وإنقاذ حياتهم، هناك الكثير من فوائد التبرع بالدم، لذا دعنا نتعرف على بعض منها. وما هي شروط التبرع بالدم، وهل هناك آثار جانبية؟

ما هي فوائد التبرع بالدم؟

 

  1. قبل التبرع بالدم، يخضع المتبرعون لفحص جسدي مختصر، يتضمن قياس مستويات النبض، وضغط الدم، ودرجة الحرارة، ومستويات الهيموجلوبين في الدم. على الرغم من أن هذا الفحص ليس بديلاً عن زيارة طبيبك لإجراء الفحوصات المعتادة، إلا أنه قد يساعد في الكشف عن مشكلات صحية كامنة قد لا يعرف المتبرع أنه مصاب بها، مثل ارتفاع ضغط الدم.

وبعد ذلك، يتم إرسال ما تبرع به إلى المختبر، ليخضع للفحص والتأكد من عدم احتوائه على 13 نوع من الأمراض المعدية المختلفة، بما في ذلك فيروس نقص المناعة، والزهري والتهاب الكبد الوبائي. وإذا تم اكتشاف وجود أي فيروس في الدم، يشارك الصليب الأحمر النتائج مع المتبرع حتى يبدأ عملية الفحص الشامل والعلاج.

  1. قد يقلل التبرع بالدم من خطر الإصابة بأمراض القلب والنوبات القلبية؛ لأنه يقلل من لزوجة الدم. حيث خلصت دراسة أجراها باحثون في جامعة لاغوس في نيجيريا، ونشرتها دورية طب الدم عام 2013، أن التبرع بالدم بانتظام يخفض بشكل ملحوظ متوسط نسبة ​​الكوليسترول الكلية والبروتينات الدهنية منخفضة الكثافة، ما يحمي من أمراض القلب والأوعية الدموية.
  2. خلصت دراسة أخرى أجراها عدد من الباحثين في جامعات ألمانية عام 2016، ونشرت في دورية الرابطة الأمريكية لبنوك الدم على من تبرعوا بالدم على مدار عام واحد، أن الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم قل ضغط دمهم بعد التبرع. أما أولئك الذين تبرعوا 4 مرات على الأقل خلال العام، فقد أظهروا مزيداً من التحسن.
  3. يختزن الطحال كمية احتياطية من الدم، لضخه في حالة الفقد المفاجئ للدم في حالات الحوادث مثلاً؛ لذا عند التبرع بالدم، يقوم الطحال على الفور بضخ الاحتياطي لتعويض ما فقده الجسم، ويتم تجديد الاحتياطي من الدم الجديد الذي يُنتج في نخاع العظام لاحقاً.
  4.     وفقاً لدراسة أجراها عدد من الباحثين في مستشفى جامعة كارولينسكا بالسويد، ونشرتها دورية المعهد الوطني للسرطان، تنخفض معدلات الإصابة ببعض أنواع السرطانات لدى من يتبرعون بالدم بصفة دورية، ما يساعد في الحفاظ على معدلات الحديد بالدم في نسبته الطبيعية، دون أي زيادة قد تسبب تضرر الأنسجة، وقد تزيد من قابليتها للنمو السرطاني.

الفوائد الصحية للتبرع بالدم كثيرة ومهمة، لكن بالطبع يظل الجزء الأكثر أهمية هو مساعدتك في إنقاذ أرواح الآخرين.

ما هي شروط التبرع بالدم؟

لا توجد شروط كثيرة أو صعبة، لكن هناك بعض الشروط التي يجب أن تتوفر في الشخص المتبرع، مثل أن يتمتع بصحة جيدة بشكل عام، وأن يتراوح عمره بين 17 و66 عاماً، ويكون وزنه بين 50 إلى 160 كيلوجرام. ويمكن أن يتبرع الرجال بالدم كل 12 أسبوعاً، وللنساء كل 16 أسبوعاً.

وهناك بعض الأسباب الشائعة التي يجب فيها على المتبرعين أن يتأكدوا من قدرتهم على التبرع، في حالة كانوا يتلقون علاجاً أو أدوية طبية، أو خلال الحمل وبعده، أو في حالة الشعور بالمرض، أو إذا كان الشخص مصاباً بالسرطان، أو قد تلقى نقل للدم أو لأحد أعضاء الجسم.

بسبب خطر الأمراض المعدية المنقولة عن طريق الدم، لا يمكن لأي شخص التبرع، فهناك بعض الأشخاص الذين لا يمكنهم التبرع بالدم، مثل من تعاطى المخدرات عن طريق الحقن ولو لمرة واحدة، أو من لديه اختبار إيجابي لتحليل فيروس نقص المناعة، أو أي شخص كان على اتصال وثيق بشخص مصاب بالتهاب الكبد الوبائي المعدي خلال عام.

وهناك بعض النصائح البسيطة التي يمكن اتباعها قبل التبرع بالدم، مثل النوم جيداً في الليلة السابقة، وتناول وجبة طعام جيدة صحية خصوصاً من الفاكهة والخضروات، وتجنب الأطعمة التي تحتوي على الدهون، وكذلك شرب كمية وفيرة من المياه والعصائر.

هل هناك آثار جانبية للتبرع بالدم؟

إذا توفرت في الشخص المتبرع الشروط السابقة، واتبعت الجهة المسؤولة القواعد الصحية خلال العملية، من حيث تعقيم مكان دخول الإبرة على الذراع، واستخدام أدوات خاصة لكل متبرع، فلن تحدث مضاعفات أو آثار جانبية تذكر، ولن يتعرض الشخص للإصابة بأي نوع من أنواع العدوى التي تنتقل عبر الدم.

وبعد الانتهاء من التبرع، سيُطلب منك الجلوس لمدة 15 دقيقة، لترتاح قليلاً وتشرب بعض السوائل، مثل المياه أو العصائر، أو تناول وجبة خفيفة. سوف يساعدك الأكل والشرب والراحة على تخفيف الشعور بالدوار والغثيان المرتبط بالعملية، حيث يتعرض معظم الأشخاص لهذه الآثار الجانبية الخفيفة. إذا استمر هذا الشعور يمكنك الاستلقاء على الأرض في مكان آمن، ورفع قدميك لأعلى حتى تشعر بالتحسن.

كما قد تشعر ببعض الضعف الجسدي، خاصةً في مكان الحقنة، لذا تجنب النشاط البدني المكثف أو رفع أي شيء ثقيل لمدة خمس ساعات على الأقل بعد التبرع.

قد يصنع التبرع بالدم الفارق بين الحياة والموت؛ يمكنك إنقاذ حياة الآخرين ببضع قطراتٍ من دمك.

المحتوى محمي