أشارت التوقعات إلى أن الاحتباس الحراري سيداهمنا بحلول العقد القادم، لذا طُرحت الكثير من التنبؤات والأفكار من أجل الاستعداد لتلك الموجة المخيفة من التغيرات المناخية، لكن المفاجأة كانت في دخول الاحتباس الحراري إلى واقعنا اليومي قبل أن نستعد له كما ينبغي.
يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات الحرارة، وخلال السنوات الماضية، بدأت العديد من الدول العربية الاهتمام بمتابعة ودراسة ظاهرة الارتفاع المبالغ في درجات الحرارة. لذلك من المهم معرفة أفضل الطرق التي يمكن اتباعها لتجنب الأضرار الناتجة من ذلك الارتفاع المبالغ فيه، وكيف يمكن الوقاية من المضاعفات.
الماء، كلمة السر
تشير الأكاديميات الوطنية للعلوم والهندسة والطب إلى أن النساء يحتجن إلى 2.7 لتر، بينما يحتاج الرجال إلى 3.7 لتر من مدخول المياه الكلي، لكننا في الصيف نواجه أمراً مختلفاً بعض الشيء وهو التعرق الزائد لمواجهة ارتفاع الحرارة، لذا ينبغي تزويد الجسم بما يكفي من الماء، حتى تستمر عملية التعرق بشكلٍ طبيعي. لأنه في المقابل، إذا استمرت حالة التعرق بصورتها الطبيعية في أوقات بذل المجهود أو ارتفاع الحرارة، فسيصاب الجسم بالجفاف وفقدان قدرته على العمل بشكلٍ طبيعي.
وبجانب الشق المتعلق بفائدة الماء لمسألة التعرق، فإن الحصول على قدرٍ كافٍ من الماء يساعد في زيادة نشاط الجسم، وتعوض الإجهاد الناتج من فقدان السوائل منه، وتساعد في تبريد الحرارة الداخلية للجسم.
التكييف ليس كافياً، لنجرب التهوية
منذ أن أصبحت أنظمة التكييف والمراوح بديلاً مناسباً للحصول على نسمات الهواء خلال ساعات ارتفاع الحرارة، صار من الشائع إغلاق النوافذ باستمرار طوال اليوم، للاستمتاع بما تقدمه تلك الأدوات من تلطيفٍ للجو، وهروباً من حرارة الشمس، لكن ماذا لو كان لدينا مفهوماً خاطئاً حيال ذلك؟
ينصح بعض الخبراء بإغلاق النوافذ خلال ساعات سطوع الشمس، لتجنب تسرب الحرارة بشكل كبير إلى الداخل ورفع حرارة المكان، لكن في الوقت نفسه من الجيد التعرض لنسمات الهواء من الخارج عند بداية الليل، للمساعدة في تلطيف الجو خلال ساعات الليل، مثلما ينصح بعضهم فيما يتعلق بتحسين النوم، باتباع الطريقة المصرية، وهي عبارة عن وضع قطعة قماش مرطبة بالماء فوق وسادة النوم، في حال استمرار ارتفاع الحرارة بشكل كبير خلال الليل.
ومن المهم أيضاً الحصول على كمية كافية من الماء قبل النوم، لأنها ستساهم في راحة الجسم خلال ساعات الليل في حال زيادة التعرق، تجنباً لدخول الجسم في حالة من الجفاف.
كيف نعتني بالأطفال؟
ومثلما يحتاج الأطفال والمسنون في الأوقات العادية إلى رعاية خاصة، في أوقات ارتفاع الحرارة بشكل كبير، تظهر بعض الأمور التي يجب اتباعها بشكل منتظم لمساعدتهم في تخطي ذلك الوضع بشكل سليم.
يفقد الأطفال الماء بسرعة من أجسادهم خلال ساعات الحر، لذلك من الضروري أن يحصلوا على الماء والسوائل - الرضاعة في حالات الرضّع - بشكل مستمر خلال أوقات الحر، حتى لا تتعرض أجسادهم للجفاف، بجانب اختيار الملابس الخفيفة ذات الألوان الفاتحة التي تساعدهم في التعامل مع ارتفاع الحرارة.
يُنصح كذلك بمسح أجسادهم بشكل مستمر بمناديل رطبة لتخفيف درجة الحرارة لوقايتهم من الالتهابات المسببة لارتفاع الحرارة، كما أنه من المهم إبعادهم عن مناطق التعرض للشمس بشكل مباشر، وإبقائهم في أماكن جيدة التهوية قدر الإمكان.
ما هي الأطعمة المناسبة؟
بمجرد أن تهجم موجات الحر، يفقد بعضهم شهيته نحو الطعام، ويمتنع آخرون عنه؛ خشية أن يزيد ذلك من شعورهم بحرارة الجو، لكن الحقيقة هناك العديد من الأطعمة التي تساعد على مواجهة درجات الحرارة العالية، مثلما تساعد في شعور الجسم بالبرودة التي يحتاجها.
لذا يفضل الامتناع عن الوجبات التي تحتوي على كميات كبيرة من البروتين أو السكر أو الدهون، لأنها صعبة الهضم، وتؤدي في النهاية إلى إرهاق الجسم وزيادة شعوره بالحرارة. في حين يُنصح بالوجبات الخفيفة التي تحتوي على بعض السوائل، مثل الوجبات المضاف إليها الليمون أو أطباق الحساء.
وعلى غير الشائع فالأطعمة الحارة يمكن ترشيحها في هذه الظروف، فهي ترفع درجة التعرق، فيخرج كم كبير من الحرارة من الجسم، لتكون المحصلة الشعور بالهدوء والراحة.
في الوقت نفسه، يفضل الحصول على كمية جيدة من الفواكه التي تحتوي على سوائل مثل البطيخ والفراولة، بدلاً من تناول الأيس كريم والمرطبات لأنها توفر للجسم حالة من البرودة الداخلية لكن لوقت قصير، يتسبب في النهاية في زيادة الشعور بالحرارة والرغبة في الحصول على المزيد من تلك المنتجات.
وفي النهاية يمكن القول بأن المعرفة الجيدة يمكنها تشكيل حائط صد للحماية من الانهيار أمام أزمة الحرارة المرتفعة، وباتباع العادات الصحية يمكن العبور من تلك الفترة بشكل صحي، والخروج منها بأقل الأضرار الممكنة.