كيف تساعدنا الضوضاء البيضاء على الاسترخاء والنوم؟

2 دقائق
الضوضاء البيضاء, النوم, الاسترخاء, اضطرابات النوم, صحة

دوران المروحة، التلفاز عند عدم وجود إشارة، زخات المطر، أمواج البحر؛ إذا استمعت إلى أيّ من هذه الأصوات أو أصوات أخرى مماثلة، ربما يراودك الشعور بالراحة والاسترخاء والنعاس أيضاً، وهذا ما يُعرف بالضوضاء البيضاء.

جاء مسمى «الضوضاء البيضاء» من الضوء الأبيض الذي يتكون من ألوان الطيف المجتمعة مع بعضها، وبنفس الطريقة فإن الضوضاء البيضاء ما هي إلا مزيج من الترددات الصوتية المختلفة التي يستطيع الإنسان سماعها. أي أنها تحدث عند الجمع بين أصوات جميع الترددات الصوتية المختلفة معاً.

هكذا تحدث الضوضاء البيضاء

نظراً لأن الضوضاء البيضاء تحتوي على جميع الترددات التي يمكن للأذن البشرية سماعها، فيمكن استخدامها للتغطية والتشويش على الأصوات الأخرى، ويمكن للأذن البشرية سماع جميع الترددات التي تتراوح بين 20 و20 ألف هرتز.

الأمر أشبه بسماعك حديث لأشخاص جالسين خلفك في مدرج الجامعة، ولكن عندما تتزايد الأصوات ويتحدث الجميع في نفس الوقت، فكل ما ستسمعه همهمات وأصوات غير واضحة لا تقوى أذناك على تفسيرها، لكن ستصبح هذه الضوضاء مثل صوت تسمعه بوضوح.

مصادرها

الضوضاء البيضاء, النوم, الاسترخاء, اضطرابات النوم, صحة

هناك العديد من الطرق التي تسمع فيها الضوضاء البيضاء من حولك دون أن تشعر؛ مثل صوت الجماهير في المباريات الرياضية، وصوت تلاطم الأمواج على الشاطئ وعند اصطدامها بالصخور، وصوت هطول الأمطار الشديد خاصة على الأسطح المعدنية والنوافذ الزجاجية، وصوت التلفاز عند انتهاء البث.

هناك أيضاً عدة تطبيقات خاصة بالهواتف، يمكنها محاكاة أصوات الطبيعة لتعمل كمصدر متاح دائماً للضوضاء البيضاء، ومنها ما هو مجاني تماماً مثل White Noise Lite، و Ambience.

تساعد على النوم، ولكن...

نظراً لاحتوائها على جميع الترددات المسموعة؛ فإن الضوضاء البيضاء تستخدم في حجب الأصوات غير المرغوب سماعها، ولذا يمكن اللجوء إليها عند الاسترخاء أو الحاجة إلى النوم في جو مليء بالأصوات المزعجة، ولكن عند تشغيل الضوضاء البيضاء بصوت منخفض، فإنها لن تحجب الأصوات المزعجة تماماً، ومن الأفضل أن يكون صوت الضوضاء البيضاء مرتفعاً حتى يعمل بشكل صحيح.

في نفس السياق حذر بعض الخبراء من التعود على النوم في ظل الضوضاء البيضاء، لأنه سيخلق رابطة للنوم؛ وهذا يعني أنه مع مرور الوقت سيربط العقل بين عملية النوم وبين الضوضاء البيضاء، مما يجعل من الصعب أن يغفو من اعتاد على ذلك دون صوت واحد، وسيدفع الأشخاص إلى الاعتقاد بأنهم بحاجة إلى سماع هذا الصوت للنوم.

هل هناك آثار سلبية للضوضاء البيضاء؟

أفادت دراسة علمية نشرت في عام 2010، أن الاستماع إلى كميات معتدلة من الضوضاء البيضاء يفيد الأشخاص الذين يعانون من نقص الانتباه، بينما يؤدي هذا إلى تدهور حالة الأطفال المنتبهين.

وأشارت مراجعة علمية لبعض الباحثين في جامعة كاليفورنيا في عام 2018، إلى أن الضوضاء البيضاء قد يكون لها تأثيراً ضاراً للنظام السمعي. واستشهد الباحثون في هذه المراجعة على دراسات علمية أجريت على الحيوانات، أفادت تلك الدراسات ظهور تأثيراً سلبياً على الدماغ عند تعرض الحيوانات للضوضاء البيضاء لفترات طويلة.

وفي النهاية، يلجأ الكثيرون ممن يعانون من الأرق وعدم انتظام النوم، إلى الاستماع إلى الضوضاء البيضاء بشتى صورها للتغلب على الأصوات المزعجة المحيطة بهم، وبالتالي الحصول على جو مناسب للراحة والاسترخاء والنوم. ولكن مثل كل شيء «ما يزيد عن حده ينقلب ضده»، هذا ما أوضحته إحدى المراجعات العلمية والتي أفادت بأن التعرض بكثرة للضوضاء البيضاء يسرع من شيخوخة الدماغ.

المحتوى محمي