لماذا تتغير استجاباتنا للحساسية مع التقدم في العمر؟

3 دقائق
الحساسية

 مع المحفّزات المحتملة للحساسية، مثل عشبة الرجيد، وسلطعون البحر، وحتى الكلاب. لماذا؟ حسناً، هذا أمر أكثر تعقيداً وهناك أكثر من سبب محتمل وراء تَغيّر استجابتنا للحساسية.

1. لقد كبرت عليها

حوالي 60 إلى 80% من الأطفال الذين يعانون من الحساسية تجاه الحليب والبيض يتخلصون منها عند الوصول لعمر 16 عاماً. 20% فقط من الأطفال الذين يعانون من الحساسية تجاه الفول السوداني يتخلصون منها عند الوصول لنفس العمر، و14% فقط من الذين يهانون من الحساسية تجاه المكسرات الشجرية يتخلصون منها عند 16 عاماً أيضاً. بينما 4 أو 5% من الأطفال يتخلصون من الحساسية تجاه المحاريات عند نفس العمر.

لماذا؟ مع الأسف، الجواب هو أننا لا فكرة لدينا في الغالب. نعلم بعض الترافقات العامة (مثلاً، كلما كانت الحساسية تجاه للطعام أبكر عند الأطفال، زاد احتمال أن يتخلصوا منها بالتقدم في العمر)، لكنّ العلماء ليس لديهم فهم لسبب ذلك، لأن هناك أطفال آخرين لا يتخلصون منها. نعلم أن التعرض المبكّر لكميات صغيرة من العوامل المسببة للحساسية من الأطعمة، خاصة الفول السوداني، يساعد في الوقاية من الحساسية منها. إذا عانيت من الحساسية كطفل، يجب عليك فقط أن تنتظر لترى ما إذا تغيّرت قدرتك على التحمل في المستقبل أم لا.

أحد الأشياء القليلة التي اكتشفها الباحثون هي أنه لا يوجد وقت محدد تختفي فيها الحساسية في مرحلة الطفولة. إذا لم تتخلص من الحساسية تجاه شيء ما عند وصولك لسن المراهقة، فمن المرجّح أنك ستعاني منها طيلة حياتك.

2. الانتقال إلى أماكن جديدة

 

الحساسية، خاصة الموسمية منها، يمكن أن تتغير كثيراً بمرور الحياة، لكن قد لا يكون لهذا علاقة بجسمك. كل مكان تعيش فيه يحتوي على مجموعته الخاصة من العوامل المحفزة للحساسية، لذلك؛ فالانتقال من بلدة لأخرى سيغيّر طبيعة استجابتك للحساسية أيضاً. المراهقون الذين ينتقلون من بيوت ذويهم، أو البالغون الذين يغيّرون عملهم قد يعانون من دفقات فجائية من الحساسية، أو قد يتخلصون منها.

الأمر أيضاً يستغرق بعض الوقت حتى تصاب بالحساسية من الأشياء. قد لا تشعر برد فعل لعامل محفز للحساسية خلال أول صيف تقضيه في مكان جديد مثلاً، لكنك قد تعاني من حساسية نموذجية في الصيف الذي يليه. يعود هذا إلى أنك التقطت العامل في السنة الأولى، وتفعّل الحساسية في السنة التالية. بشكل مشابه، قد تزور أحداً يملك كلباً ولا تلحظ أي مشكلة، وتعاني من العطاس بشكل مستمر في المرة التالية التي تراه فيها في منزله.

3. أنت معرّض للحساسية ببساطة

بعض الأشخاص ليسوا محظوظين ببساطة. مجدداً، ليس لدينا أي فكرة عن السبب، لكن وضوحاً، تمتلك مجموعة من البشر أجهزة مناعية لديها استعدادات لتمييز العوامل المسببة للحساسية كأخطار محتملة، مما يُكسب هؤلاء الأشخاص مجموعة من الحساسيات، بينما لا يعاني الآخرون من شيء.

الأشخاص الذين يعانون من نوع واحد من الحساسية هم الأكثر عرضة بكثير للإصابة بنوع آخر من الحساسية، وحسب معلوماتنا الحالية، ليس هناك طريقة لتجنّب هذا إلا بالوقاية من التّعرّض للعوامل المسببة للحساسية منذ البداية. وبما أنّ معظمنا لا يحب العيش في فقاعات، فهذا يعني أن الأشخاص المعرضين للحساسية سيعانون على الأرجح منها لباقي حياتهم.

هذا الأمر منفصل عن التأتّب، وهو استعداد جيني للإصابة بالحساسية؛ يعني بشكل أساسي أن كل العوامل التي يمكن أن تتعرض لها يمكن أن تتحول إلى حساسية تامة. هل تريد اقتناء كلب؟ حسناً، ستصاب بالحساسية قريباً. هل تنتقل من بيتك؟ ستصاب بالحساسية على الأرجح. أيضاً، الأشخاص المصابون بالتأتّب هو أكثر عرضة للإصابة بالأكزيما من الربو. الستيرويدات القشرية يمكن أن تساعد أحياناً، وكذلكالحقن الخاصة بالحساسية، لكن الحالة تبقى مدى الحياة عادة.

 

4. جسمك يتغيّر

العلاقة ما بين الهرمونات والحساسية لم تُدرس بشكل جيد بعد، لكن تشير بعض الدراسات الضيقة والدلائل المبنية على الخبرات الشخصية؛ أن الجهاز المناعي قد يتغيّر قليلاً كاستجابة للتغيّرات الهرمونية. مثل كل شيء متعلق بالهرمونات تقريباً، يؤثر هذا على النساء أكثر من غيرهن.

يقول باسيت: «عند النساء، أثر الهرمونات، مثل الأستروجين مثلاً، قد يقود إلى زيادة الربو سوءاً خلال أوقات مختلفة من الدورة الشهرية». البلوغ، الحمل، والدورة الشهرية هي من الفترات التي تُثار فيها الحساسية، على الأقل حسب الشهادات الشخصية، وذلك لأنه يوجد عدد قليل فقط من الدراسات في هذا المجال. أعراض الربو تتغير بالتأكيد خلال فترات التغيرات الهرمونية، وأجسام النساء تعاني من عدد أكبر من الأمراض المناعية الذاتية والاستجابات المناعية بشكلٍ عام. مما يشير، على ما يبدو، إلى أن الهرمونات الجنسية الأنثوية لها تأثيرات كبيرة على الجهاز المناعي.

يشير باسيت أيضاً إلى أن العوامل مثل اكتساب الوزن والسمنة يمكن أن تؤثر على الجهاز المناعي أيضاً، وتقود إلى ضعف التحكم بنوبات الربو، وإلى أعراض الحساسية الأخرى بمرور الوقت. البالغون الأكبر سناً يميلون أيضاً لأن يُظهروا انخفاضاً في عدد الأجسام المضادة التي تولّد ردود الأفعال التحسسية؛ مما يعني أنهم قد يتخلصون من ردود الأفعال تجاه الأطعمة أو حبوب اللقاح، وهي عوامل كانت تسبب لهم الحساسية كثيراً من قبل. لكن بنفس الوقت، الكثير من البالغين يفقدون قدرة تحملهم لأطعمة مثل المحاريات، حتى ولو كانوا قادرين من قبل على تناول السلطعون كل يوم.

5. ببساطة.. ربما لا نعلم

أخيراً، لنعترف مرّة أخرى بجهلنا بالعوامل المختلفة التي تحفّز إصابتنا بالحساسية. جزء كبير من أسئلتنا الأهم المتعلقة بالحساسية لا نمتلك أجوبة لها. لحسن الحظ، الأبحاث التي تُجرى لدراسة الحساسية تزيد بشكلٍ كبير الآن، لذلك نتمنى أن نحصل على أجوبة لهذه الأسئلة قريباً.

خلال هذا الوقت، إذا كنت تعاني من الحساسية تجاه أي شيء، فاحصل على مساعدة خاصة. يستطيع أخصّائيو الحساسية تحديد المشاكل الخاصة بك، وسيقترحون خيارات للعلاج؛ كلّها تساعدك (إن تحمّلت تكلفتها) في التعامل مع الحساسية بشكل أفضل.

هذا المقال محمي بحقوق الملكية الدولية. إن نسخ نص المقال بدون إذن مسبق يُعرض صاحبه للملاحقة القانونية دولياً

المحتوى محمي