ارتفع معدل الإصابة بمرض السِمنة حوالي 3 أضعاف منذ عام 1975، بحسب منظمة الصحة العالمية. ووفقاً لدراسة في دورية «نيو إنجلاند» الطبية نُشرت عام 2017، فإن ثلث سكان العالم يعانون من السِمنة. وفي عام 2016، قدّرت المنظمة أن 1.9 مليار شخص بالغ يعانون من زيادة الوزن. لكن على الجانب الآخر تظهر الكثير من الحميات يومياً، مثل حمية الكيتو، والصيام، والحميات الكيميائية لكنها قد لا تنجح، فيكتسب الشخص وزناً بعد الانتهاء من الحمية، فما السبب؟ ولماذا ترتفع نسبة الإصابة بالسِمنة إلى حد كبير في العالم؟
عن أسباب السمنة
تنتج السمنة من عدة عوامل كالآتي:-
- أبسط سبب للسِمنة هو قلة النشاط البدني، وتناول الطعام بمعدّلات كبيرة. وهي عادة منتشرة في المجتمعات الحديثة التي يعمل فيها الناس في مكاتب، ويفتقرون للحركة والنشاط.
- الشعور بالقلق والاكتئاب قد يكون سبباً في زيادة الوزن. يقول «تراسي بال» عالم الأعصاب في جامعة بنسيلفانيا: «إن المشكلة تكمن في التوتر، فالتوتر يجعل الجسم يفرز هرمون الكورتيزول، الذي يُشعل نسبة السكر في الدم، ويؤدي ذلك إلى فتح الشهية واكتساب الوزن».
- أسباب جينية مثل متلازمة «برادر فيلي»، وهي اضطراب جيني ينتج عنه زيادة الشهية بشكلٍ كبير، واكتساب وزن.
- العادات الغذائية الخاطئة التي تعتمد على الوجبات السريعة، التي تحتوي على قدرٍ كبير من السعرات الحرارية والسكر، وتناول كميات دهون عالية.
الحمية الغذائية ليست حلاً سحرياً
تستطيع الحميات الغذائية مع الرياضة تغيير نظام الأيض الغذائي، لكنها تفشل بسبب وضع خطط غير منطقية لإنقاص الوزن، فالحمية وحدها لن تفعل ذلك. الأمر يلزمه تغيير نظام الحياة، وممارسة الرياضة بشكلٍ مستمر، هذا ما يجعل الحمية الغذائية لها جدوى بعد حين.
أحد أسباب فشل الحميات الغذائية هو تجربة عدة أنواع منها، وحرمان الجسم من العناصر اللازمة له بشكلٍ قاطع باعتقاد أن ذلك سيسارع في إنقاص الوزن. بالإضافة إلى ذلك، قد يكون العامل المادي أحد الأسباب، حيث لا يستطيع الفرد توفير ما تتطلبه الحمية من عناصر غذائية.
كذلك تجربة عدة أنواع من الحميات لها يد في فشل إنقاص الوزن، وتوقع النزول الفوري للوزن، وأهم سبب لفشل الحمية الغذائية هو حرمان الجسم من العناصر اللازمة له بشكلٍ قاطع، لكن تناول الطعام بكميات معتدلة هو الأفضل على المدى الطويل، وأحد أسباب فشل الحميات أيضاً هو عدم القدرة المادية على توفير أنظمة غذائية خاصة. ومن الضروري بالطبع أن تكون الحمية الغذائية تحت إشراف طبيب.
الحمية الغذائية وحدها لا تكفي
من العناصر الهامة لنظام حياة صحي، هو النوم بسبب أهميته في إحداث توازن بين هرمون «الجريلين»، وهو مسؤول عن شعورنا بالجوع، وهرمون آخر يسمى «الليبتين»، وهو مسؤول عن شعورنا بالشبع، فلا نشعر بالجوع الشديد بسبب اضطراب النوم.
بجانب أن هناك نظام يُسمى نظام التواتر اليومي وهو ما يؤدي للشعور بالتعب ليلاً والنشاط نهاراً، وهو نظام مسؤول عنه المخ، يخلق ساعة بيولوجية بداخلنا، والحفاظ على روتينية أوقات النوم، والاستيقاظ ما يساعد في تقليل الوزن. ومن المهم بالطبع ممارسة نشاط بدني، ويُنصح بستين إلى 90 دقيقة من الرياضة يومياً.
الحمية ليست فقط لتقليل الوزن
يتعرض من يعانون من السمنة لأمراضٍ خطيرة مثل السكري والخرف، لذا فالحمية سبيل للوقاية منها، ووقاية من أمراض أخرى مثل أمراض القلب، وزيادة ضغط الدم، وزيادة نسبة الكوليسترول في الدم.
الحمية كأسلوب حياة
لأن السِمنة حالة تراكمية، فإنقاص الوزن أيضاً لا يحدث بين ليلة وضحاها. وحتى يحافظ الإنسان على مُعدّل وزن طبيعي، يجب أن يتناول المرء يومياً حوالي 2000 ونصف سعر حراري بالنسبة للرجال، و2000 سعر حراري بالنسبة للنساء.
يؤدي تناول معدلات كبيرة من الطعام أكثر مما يحتاجه الجسم إلى اكتساب الوزن.كذلك تناول الكحوليات بشكلٍ مبالغ فيه، يُعرض الجسم لاكتساب وزن، ذلك لأن الكحول يحتوي على سعرات حرارية عالية. يقول دكتور بال: «الحمية الغذائية صعبة لأن فيها مخك يعمل ضدك»، ويعتقد بال أن صنع أدوية تستهدف مسارات القلق، قد تكون مفيدة للتخلص من الشهية المفتوحة الناتجة عن الحالة النفسية السيئة.
ومن المؤكد أن فقدان الوزن ليس بالشيء السهل، لكن الأسهل هو عدم ترك الجسم دون مراقبة للسعرات الحرارية التي نعطيها له يومياً، حتى نصل لدرجة عدم القدرة على السيطرة عليه. وفي جميع الأحوال، استشر طبيبك من أجل الحصول على نظام غذائي صحي، أو لإنقاص وزنك.
للمزيد عن الأنظمة الغذائية الضارة، شاهد هذا الفيديو من بوبيولار ساينس العربية.