يُصاب بعض الأشخاص بالذعر حين يجد خصلات الشعر في يده وهو يصففه، وربما ينزعج أكثر حين يجد المزيد من خصلات الشعر ملتصقة بأدوات التصفيف، وفي فصل الخريف يزداد هذا الأمر، مما يجعلنا نتساءل فيها عن مقدار تساقط الشعر الطبيعي، وهل هو ملازم لفصل الخريف؟ وما إذا كان هناك حالة صحية تسبب ذلك؟، والسؤال الأكثر إلحاحاً ما نتيجة استمرار تساقط الشعر؟
دورة حياة الشعر
أولاً علينا أن نعرف أن تساقط الشعر أمر طبيعي تماماً، ربما يفقد المرء ما بين 50 إلى 100 شعرة في اليوم، لكن مع ذلك تظهر لدينا خصلات شعر جديدة، ولفهم ذلك بشكل أفضل، يتوجب علينا معرفة دورة حياة الشعر، يبلغ متوسط دورة حياة شعر الإنسان من 2 إلى 6 سنوات، وتحل خصلات الشعر الجديدة محل خصلات الشعر التي نخسرها يومياً.
تنقسم دورة حياة الشعر إلى 3 مراحل: مرحلة «الأناجين» وفيها ينمو شعرك حوالي نصف بوصة في الشهر وينمو بشكل أسرع في الصيف عن الشتاء. ومرحلة «الكاتاجين» وفيها يدخل الشعر مرحلة التراجع عن النمو، وهي مرحلة انتقالية قصيرة تدوم حوالي 10 أيام. ومرحلة «التيلوجين» وفيها يدخل الشعر مرحلة التساقط، وهي المرحلة الأخير التي يتحرر فيها جذع الشعر وبالتالي سقوطه. بعد انتهاء هذه الدورة تبقى بصيلات الشعر لدينا لمدة 3 أشهر خاملة، قبل أن تتكرر العملية برمتها.
أسباب تساقط الشعر في الخريف
يقول الخبراء إن هناك دليل على أن الناس يمكن أن يلاحظوا تساقطاً متزايداً في أواخر فصلي الخريف والشتاء، ويرجح الخبراء أن الجسم في أشهر الصيف ربما يتمسك بالمزيد من الشعر لتوفير حماية متزايدة من أشعة الشمس. أجرى باحثون سويديون دراسة لفهم ذلك، وتابع الباحثون فيها أكثر من 800 امرأة تتمتع بصحة جيدة على مدى 6 سنوات، ووجدوا أنهن فقدن معظم شعرهن في أشهر الخريف.
وجد الباحثون أن النساء كان لديهن أعلى نسبة كثافة من الشعر في شهر يوليو/تموز، ومع انتهاء حالة «التيلوجين» في معظمهن بعد حوالي 100 يوم يبدأ تساقط الشعر أي من شهر أكتوبر/تشرين الاول فصاعداً.
يرجح بعض الخبراء أيضاً أن تلف الشعر الناتج عن حرارة الصيف، والتعرض للكلور، والمياه المالحة وأشعة الشمس، يمكن أن يجعل شعر ما بعد الصيف هشاً وجافاً ومعرضًا للقصف. ونتيجة لذلك يواجه المرء تساقط الشعر في الخريف.
على الرغم من أن تساقط الشعر في الخريف أمراً طبيعياً إلا أن هناك أسباب صحية قد تزيد من تساقط الشعر، مثل؛ نقص الحديد، وبعض الأمراض الجلدية، ومشاكل الغدة الدرقية، وحبوب منع الحمل، والضغط النفسي، لذا في بعض الأحيان لابد من زيارة الطبيب للتأكد من الأسباب الصحية لتساقط الشعر.
علاج تساقط الشعر
هناك بعض الخطوات التي يمكن اتخاذها للحد من تساقط الشعر الموسمي، مثل تبديل النظام الغذائي، ومن المهم تناول نظام غذائي متوازن، ليس فقط من أجل الصحة العامة، ولكن أيضاً للشعر والبشرة، تساعد إضافة الأطعمة الغنية بالأحماض الدهنية مثل الأفوكادو، واللوز، وزيت جوز الهند، والسلمون، وبذور الشيا في دعم الشعر الصحي.
وفقاً لمايو كلينك فإن أكثر علاج تساقط الشعر شيوعاً؛ ويمكن شراؤه بدون وصفة طبية، هو دواء يسمى المينوكسيديل، ويأتي في أشكال سائلة وشامبو، يستخدم الدواء على فروة الرأس مرتين يومياً، وبشكل عام؛ تساعد المنتجات التي تحتوي على المينوكسيديل العديد من الأشخاص في الحفاظ على الشعر، ويمكن أن يعيد نمو ما يصل إلى 10٪ من الشعر المفقود، وللاحتفاظ بفوائد الدواء، لابد من الاستمرار في استخدامه بانتظام، حتى لا يتساقط الشعر الذي نما مجدداً.