تصاب النساء بمرض سرطان الثدي احيانا بنحو 100 مرة أكثر من الرجال بسبب طبيعة تكوين جسدهن كسيدات، لكن هذا لا يعني أن الرجال في منأى عنه. فالرجال لديهم نفس أنسجة الثدي التي قد تصاب بالسرطان أيضاً، وليس الثدي فقط، بل أي خلية بالجسم معرضة للإصابة بالسرطان بشكل عام، وقد ينتشر إلى أماكن أخرى.
يعتقد بعض الرجال أن وجود كتل أو ورم غير طبيعي بالثدي هو عارض ناتج عن عدوى أو أي مسببات أخرى، كما يشعر بعض الرجال بالحرج عندما يكتشفون تورماً في الثدي. لنتعرف أولاً:
ما هو سرطان الثدي؟
يبدأ سرطان الثدي عادة عندما تبدأ بعض الخلايا العدائية بالنمو والانقسام الخلوي غير المحدود، وغزو الأنسجة المجاورة وتدميرها، أو الانتشار في مناطق أخرى بالجسم، وهو ما يُعرف لدى العامة بـ «الورم الخبيث»، وهو عكس الورم الحميد الذي يظل ورماً دون غزو أو انتقال إلى مكانٍ آخر بالجسم. عادة ما يتشكل ورماً يُرى بالأشعة السينية، أو يشكل كتلة متحجرة.
حتى سن البلوغ (ما بين 9 إلى 10 سنوات تقريباً)؛ يكون لدى الصبية والفتيات الصغار عدداً صغيراً من أنسجة الثدي، التي تكون متكونة من عدد قليل من القنوات الموجودة تحت الحلمة، والهالة البنّية حول الحلمة. أما عند البلوغ تتسبب الهرمونات الأنثوية في نمو قنوات الثدي، وتشكيل الفصيصات عند نهايات القنوات.
حتى بعد سن البلوغ، يكون لدى الذكور مستويات منخفضة من الهرمونات الأنثوية، ولا تنمو أنسجة الثدي كثيراً. كما تحتوي أنسجة الثدي لدى الرجال على قنوات، لكن عدد قليل من الفصوص إن وجدت.
أين يبدأ سرطان الثدي لدى الرجال؟ وما أعراضه؟
يبدأ سرطان الثدي في أجزاء مختلفة من الثدي، وتبدأ عادة في القنوات التي تحمل الحليب إلى الحلمة، ويسمى بـ «السرطان القنوي»، ويبدأ بعضها في الغدد التي تصنع حليب الثدي وتسمى بـ «السرطان الفصيصي». يمتلك الرجال كذلك هذه القنوات والغدد، لكنها لا تعمل بشكلٍ طبيعي مثلما هو الحال لدى السيدات.
لا تعد الأورام والكتل الثديية جميعها خبيثة، فالمعظم يكون ورماً حميداً. وهي عبارة عن نمو غير طبيعي للثدي، لكنه لا ينتشر خارج الثدي، ولا يهدد حياة المصاب بها. لذا إن لاحظ أي رجل أو امرأة نمواً غير طبيعياً بالثدي؛ يجب عليه زيارة الطبيب فوراً. هناك نوعان من سرطان الثدي الذي قد يصاب به الرجال.
النوع الأول: هو سرطان القنوات.
النوع الثاني: هو سرطان الثدي المعادي (الغازي) وهو الأكثر شيوعاً، حيث يشكل نسبة 80 - 90% من إصابة الرجال بسرطان الثدي. ليس هناك سبب واحد مباشر يتسبب في إصابة فورية بسرطان الثدي، سواء لدى الرجال أو النساء. لذا فالأعراض قد تكون خير دليل على ضرورة زيارة الطبيب في أسرع وقتٍ ممكن.
العرض الأكثر شهرة؛ هو تورم بمنطقة الثدي، وغالباً ما يكون مؤلماً، ولكن ليس بشكلٍ دائم. كذلك تقشير الجلد وتغير لونه إلى لون ثمرة البرتقال، أو حصوله على تجاعيد. كذلك تراجع الحلمة أي تحوّلها لتصبح غائرة إلى الداخل، واحمرار أو توسيع نطاق الحلمة، مع ظهور إفرازات من الحلمة (قد تكون سائل أصفر، أو حتى دماء)؛ وهذه أخطر الأعراض.
في إحدى مراحل المرض، ينتشر سرطان الثدي إلى الغدد الليمفاوية تحت الذراع أو حول عظمة الترقوة، مما يسبب تورماً في هذه المنطقة، وقد يكون قبل تضخم الورم بشكلٍ كبير.
أي الرجال عرضة للإصابة بسرطان الثدي؟
قد يندر إصابة الرجال قبل سن 35 بسرطان الثدي، فمعدل الإصابة يرتفع كلما تقدم به العمر. أكثر الحالات المصابة كانت بين 60 - 70 عاماً. هناك بعض الأسباب وراء الإصابة كالآتي:
1. التعرض للإشعاع في الصدر.
2. تضخم الثدي نتيجة علاج أو هرمونات أو تسمم.
3. تناول أدوية تحتوي على هرمون الإستروجين (هرمون الأنوثة).
4. حالة وراثية نادرة تدعى «متلازمة كلاينفلتر»، وتصيب الذكور الذين يولدون بعدد غير صحيح من الكروموسومات الجنسية.
5. الإصابة بتليف الكبد الحاد.
6. أمراض الخصيتين؛ مثل الخصية المعلقة والتهاب الخصية النكاف.
تشبه أعراض الإصابة بشكلٍ عام كما النساء من حيث نمو غير طبيعي على شكل ورم في الثدي، لكن الرجال يتأخرون قليلاً في الذهاب إلى الطبيب، وذلك عندما يظهر نزيف من الحلمة، وعند هذه النقطة يكون السرطان قد انتشر بالفعل.
هل كبر حجم الثدي لدى الرجال دليل على الإصابة بالسرطان؟
في مرحلة البلوغ، تُنتج كميات كبيرة من هرمون التستوستيرون، وهو الهرمون الرئيسي المسؤول عن ظهور الصفات الذكورية عند الرجال، لكن هناك كميات من هرمون الأستروجين، هرمون الأنوثة. هذا ما يضخم من حجم الثدي لدى الشباب، حيث يعرف باسم «التثدي»، ويكون على شكل تورمات دهنية تحت الحلمة قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان.
يصاب بذلك تقريباً نصف الأولاد المراهقون، وما يصل إلى ثلثي الرجال الذين تجاوزوا سن الـ 50 عاماً، لذا فلا تقلق، واستشر طبيبك في حالة وجود تورمات غير طبيعية.
الآن وقد تعرفت على أن سرطان الثدي ليس قاصراً على النساء فحسب، ويمكن أن يصيب الرجال أيضاً؛ أخبر صديقك أو أحد معارفك بذلك. فالمرض ليس مدعاة للإحراج.