هل رأيت يوماً أكياس جل السيليكا بعبارتها المميزة «DO NOT EAT»؟ في الغالب سيكون ردك بالإيجاب، فتلك الأكياس توجد بداخل العديد من المنتجات التي قد تفسدها الرطوبة.
ما فائدة هذه الأكياس؟ وماذا يحدث إن خالفت التعليمات وتناولت ما بداخلها؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
عن فوائد جل السيليكا
يمكن لجل السيليكا امتصاص الرطوبة وبخار الماء الموجود في المكان المحيط به، لذا توضع في المنتجات الجلدية، سواءً الأحذية أو الحقائب، لمنع تلفها.
كذلك يمكن إيجادها في بعض زجاجات الأدوية لامتصاص الرطوبة منها، والحفاظ على فاعليتها. فإذا تواجد البخار الرطب مع حبوب الدواء فإنه يدمر فاعليته.
يمكن لامتصاص الرطوبة أن يحد من نمو العفن، لذا قد يستخدم جل السيليكا لحفظ الأطعمة، وأغراض التجفيف.
تفيد أكياس جل السيليكا أيضاً في الحفاظ على الأجهزة الإلكترونية، مما يمنع التكثيف الذي قد يؤدي إلى تلف الأجهزة.
على ماذا تحتوي أكياس سحب الرطوبة؟
يتكون جل السيليكا من حبيبات صغيرة، وصيغتها الكيميائية H2SiO2، ويعرف بحمض السيليك، ويحتوي مجموعة السيليكا SiO2، الموجودة في الطبيعة في هيئة الكوارتز أو الرمل، كما أنها من أكثر العناصر انتشاراً في القشرة الأرضية.
يوجد جل السيليكا على هيئة كرات صغيرة تحتوي على ملايين المسام الدقيقة التي تجعله قادراً على امتصاص الرطوبة، والحفاظ عليها بالداخل.
يمكن أن يمتص جل السيليكا حوالي 40% من وزنه ماء، وبمجرد تشبعه لن يتمكن من امتصاص المزيد، إلا بعد تسخينه لدرجة حرارة من 100 إلى 150 درجة مئوية للتخلص من المياه، وحينها يمكن استخدامه مجدداً.
ماذا لو خالفت التعليمات وتناولت محتوى أحد هذه الأكياس؟
محتويات أكياس جل السيليكا غير ضارة وغير سامة في الأساس لأنها خاملة كيميائياً، لكن ستكون تجربة تناول بلورات السيليكا تجربة غير جيدة إلى حدٍ ما. فالمهمة الوحيدة لهذه الأكياس الصغيرة هي امتصاص الرطوبة.
إذا أفرغت محتويات أحد هذه الأكياس في فمك، فستشعر بمعنى عبارة جفاف الفم حرفياً. ستمتص الحبيبات الرطوبة من جوانب فمك وسقفه، واللثة، واللسان.
من غير المرجح أن تتجاوز تلك الحبيبات بعد ذلك حدود الفم إلى البلعوم والمريء، لأنك ستعاني من أجل ابتلاعها، لكن إن حدث فسوف تصاحبه بعض الأعراض مثل جفاف العيون، وجفاف الأغشية المخاطية في الأنف، وشعور بالتهيج في الحلق.
لن تهضم المعدة أو العصارات المعوية جل السيليكا، وإنما سيمر عبر الجهاز الهضمي ليخرج من الجسم مع البراز.
لا تسبب الجرعات الزائدة التسمم، وكل ما عليك إذا حدث وتناولتها بالفعل أن تشرب بعدها بعض الماء؛ لتعويض الرطوبة التي امتصتها السيليكا. كذلك إن وضعت تلك الحبيبات داخل عينك، فعليك غسلها بالكثير من الماء، أو ضع عليها قطعة من القماش النظيف المبلل.
ويرجع سبب كتابة عبارة «لا تأكلها» عليها رغم عدم سميتها، إلى أنها قد تسبب اختناق الأطفال عبر سد المجرى الهوائي.
كذلك قد تحتوي بعض الأكياس على حبيبات أخرى من مادة كلوريد الكوبالت الثنائي التي تعمل كمؤشر للرطوبة. تلك المادة لونها أزرق داكن عندما تكون جافة، وتتحول إلى اللون الوردي في حالة الرطوبة. وتكمن خطورة مادة كلوريد الكوبالت الثنائي في أنها مادة سامة قد تسبب الإصابة بالسرطان.
وقد تحتوي أكياس السيليكا كذلك على بنفسجي الميثيل وهو مؤشر للرطوبة، ولونه برتقالي في الحالة الجافة وأخضر في الحالة الرطبة، كما أنه مادة سامة.
نظرة تاريخية على جل السيليكا
استُخدم جل السيليكا في فترات الحروب في الأقنعة لامتصاص الغازات السامة، وسجل كبراءة اختراع لأول مرة في عام 1919 باسم «والتر باتريك» أستاذ الكيمياء بجامعة جونز هوبكنز، وانضم عقب ذلك إلى شركة جريس دافيسون الكيميائية في ولاية ماريلاند لمواصلة تطوير جل السيليكا.
بدأت الشركة في بيع جل السيليكا في عام 1923، لكنه لم يحظ بالشهرة إلا خلال الحرب العالمية الثانية.
استخدامات مختلفة لجل السيليكا
من الممكن الاحتفاظ بأكياس جل السيليكا واستخدامها فيما بعد في العديد من الأشياء لامتصاص الرطوبة، مثل:
- توضع مع الصور لمنعها من الالتصاق بعضها البعض.
- توضع في صندوق المجوهرات لتجعلها تحتفظ بلمعانها.
- يمكن وضعها في كيس مغلق مع الهاتف إذا أصابه الماء حتى تمتص الرطوبة منه.
- توضع داخل الأحذية للحفاظ عليها والتخلص من رائحتها.
- توضع في حقيبة الماكياج للحفاظ عليها من الرطوبة.
ختاماً، توجد أكياس جل السيليكا داخل العديد من المنتجات التي قد تتلفها الرطوبة، كما يمكن أن تستخدمها بنفسك للحفاظ على بعض الأشياء من الرطوبة. وعلى الرغم من أنها غير سامة في حد ذاتها، إلا أن حجم الأكياس قد يسبب الاختناق للأطفال بجانب الأعراض الجانبية التي ذكرناها، والتي تسبب جفاف الفم والأنف، ويمكن التغلب عليها بشرب كمية مناسبة من الماء.