قبل القيام بالعدو السنوي المعتاد في المدرسة المتوسطة، كان زملائي يتجادلون حول أفضل الطرق لمنع حدوث نخزة الجنب، وهي طعنة ألم متكررة تشعر بها في جانبك. كان هذا أكثر ما يخيفنا، ربما أكثر من التواء الكاحل أو أن نكون في المرتبة الأخيرة من السباق. وقد تنوعت طرق علاجنا لها حسب ما تعلمناه، كالتنفس من الأنف والزفير من الفم، وعدم الأكل لمدة ثلاث ساعات قبل السباق. أما الطريقة المفضلة عندي فكانت لكم البطن بعد الشعور بأقل قدر من الألم (لا تجربها، فهي غير مفيدة).
هناك مصطلح طبي لطعنة الألم الجانبية هذه وهو: آلام البطن العابرة المرتبطة بالتمارين الرياضية. وهي ليست حالة نادرة أبداً، فهي تصيب حوالي ثلثي العدائين كل عام. لكن ولسوء حظ طلاب المدارس المتوسطة، والرياضيين المحترفين، وممارسي رياضة الركض في عطلة نهاية الأسبوع في كل مكان، فإن هذه الظاهرة ليس لها حل طبي. ويرى براد موير، المختص بالعلاج الطبيعي، أنه لا يوجد نصيحة عامة يمكن تقديمها لكيفية منع نخزة الجنب، لأننا لا نعرف الآلية التي تنتج الألم. يقول موير: "ما تزال أسبابها غير محددة".
ويرجع ذلك جزئياً إلى أنه وعلى الرغم من شيوع نخزة الجنب، لكنها لم تحظى بالدراسة الكافية. في عام 2015، لاحظت مقالة مراجعة أنه وبعد بضع دراسات في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، كان هناك فجوة زمنية تعادل ما يقرب من 50 عاماً في البحوث على نخزة الجنب. ومع ذلك، هناك بعض الأشياء الأساسية التي نعرفها عن آلام البطن العابرة المرتبطة بالتمارين الرياضية: فهي أكثر شيوعاً في الشباب، حيث إن عدد الحالات المسجلة يميل إلى الانخفاض عندما يتقدم الناس في العمر. والألم يكون أكثر شيوعاً في الأنشطة التي يلتوي فيها الجزء العلوي من الجسم، مثل السباحة والعدو وركوب الخيل، ويصاب بها المحترفون بشكل أقل، ولكنها لا تكون لديهم أقل إيلاماً من تلك التي يصاب بها الهواة.
وقد علق نصف الرياضيين تقريباً إنهم يعتقدون أن حدوث النخزة لديهم سببه الأكل أو الشرب قبل ممارسة الرياضة. وقد أثبتت بعض الدراسات هذه الملاحظة. وظهر مخبرياً، أنه من المرجح أن شرب السوائل ذات التركيزات العالية من السكر كان يؤدي إلى حدوث تقلصات مؤلمة أكثر من المشروبات التي تحتوي على سكر قليل أو معدوم. ولم يتم ربط أشياء مثل مؤشر كتلة الجسم، وشكل الجسم، والجنس بتواتر أو شدة آلام البطن العابرة المرتبطة بالتمارين الرياضية.
إن ما نعرفه عن نخزة الجنب، والأعراض وعوامل الخطر، لا يوفر الكثير من المعلومات حول السبب الكامن وراء الألم. وتقول نظرية شائعة بإنه خلال ممارسة الرياضة، لا يصل ما يكفي من الدم (وبالتالي الأكسجين) إلى الحجاب الحاجز. ولكن نخزة الجنب تحدث أيضاً في أنشطة مثل ركوب الخيل، والتي لا ترهق الجهاز التنفسي. يقول موير: "إن هذا التفسير الذي يربط النخزة بالحجاب الحاجز لم يخضع للمزيد من التدقيق".
وهناك تفسير آخر هو أن حركات الارتجاج أثناء ممارسة الرياضة تجهد أربطة البطن التي تثبت الأعضاء في أماكنها. ويأخذ هذا التفسير بعين الاعتبار دور الطعام والشراب في حدوث النخزة. فعندما نضع شيئاً ما في المعدة سيجعلها أثقل، مما يصعب عمل تلك الأربطة. لكن هذا التفسير لا يأخذ بعين الاعتبار ارتفاع معدل الحركة في نشاط كالسباحة، حيث تكون حركات العضلات سلسة.
ويقول موير إن وضعية أو طريقة الجري يمكن أن تكون عاملاً في حدوث النخزة أيضاً. وهناك بعض الأدلة على أن اللعب ببعض فقرات العمود الفقري قد يعيد إنتاج الألم الخاص للنخزة ، ما يشير إلى أن الحلول الحركية الحيوية قد تساهم في حل هذه المشكلة. ويشكل الاحتكاك والتهيج في نسيج جدار البطن تفسيراً آخر لنخزة الجنب.
ويرى موير أن أحد الأسباب التي تجعل من الصعب تحديد تفسير لنخزة الجنب، هو أن هناك الكثير من المكونات المختلفة للمشكلة، ولا تطبق كلها على كل حالة. فعلى سبيل المثال، قد يكون الألم لدى أربعة أشخاص على الجنب الأيمن، ثم يكون هناك ثلاثة آخرون تكون المشكلة لديهم جميعاً على الجنب الأيسر. يقول موير إنه من النادر أن لا يكون هناك تفسير واضح لآلام البطن، "يبدو أنها آلام من النوع الذي يحدث من تلقاء نفسه".
ولأننا لا نعرف بالضبط ما الذي يسبب نخزة الجنب، يرى موير أنه لا توجد نصيحة عامة لكيفية منع حدوثها. وأفضل ما يمكن البدء به هو تذكر تاريخ حالتك: هل شربت الكثير من الماء قبل فقرة العدو التي شعرت خلالها بتقلصات مؤلمة؟ هل هناك شيء كنت تأكله في الأيام التي حدثت فيها المشكلة؟ إذا كنت تلعب رياضة معينة، فقد تكون الخطوة التالية أن تجد شخصاً يقوم بفحص جسمك، وإجراء أي تعديلات حركية حيوية.
عادة، ستتوقف آلام البطن العابرة المرتبطة بالتمارين الرياضية عندما توقف النشاط. فإذا لم يحدث ذلك، أو ازداد الألم سوءاً، يرى موير أنه من الأفضل اللجوء إلى الطبيب لاستبعاد أي مشاكل في الجهاز الهضمي أو البطن لا علاقة لها بممارسة الرياضة.
ولكن في حين أن نخزة الجنب مزعجة بشكل كبير، فهي غير ضارة، ولا توجد طريقة واضحة للتخلص منها. يقول موير: "لا توجد قاعدة عامة، فالأمر مرهون بالتجربة".