تعدّ غيبوبة السكر من أهم الحالات التي تعرض حياة صاحبها للخطر، وهي أحد أخطر المضاعفات التي تحدث لمريض السكر، لذلك فالتعامل معها بعد إدراك أعراضها وأسبابها سيكون سبباً كبيراً في إنقاذ حياة صاحبها.
لكن قد يبدو للبعض أن غيبوبة السكر لها أعراض متطابقة لدى كل مرضى السكر، وهو أمر غير صحيح تماماً. نتعرف في هذا المقال على أنواع الغيبوبة التي يتعرض لها مريض السكر، وما أسبابها، وخطورتها، وكيفية التفريق بين أنواعها، والتعامل السريع معها، حتى وصولها إلى أقرب استقبال حالات طوارئ.
يتوجب عليك فعل الآتي في حال تعرض أحدهم لغيبوبة سكر:
1. الاتصال بالطوارئ وإعلامهم بأن المصاب مريض بالسكر.
2. محاولة قياس نسبة السكر في الدم إذا توافر جهاز قياس السكر.
3. التعرف على الأعراض المصاحبة ونوع غيبوبة السكر، وتقديم العلاج المناسب لكل حالة.
حرق السكر ليس المتهم الوحيد
قد يبدو الشائع لدى العامة أن غيبوبة السكر تكون نتيجة لانخفاض نسبة السكر في الدم، لكن ليس هذا السبب الوحيد للغيبوبة، فارتفاع نسبة السكر عن الحد الطبيعي، والذي يعرف باسم «فرط سكر الدم»، قد يؤدي إلى حدوث مضاعفات قد تصل بدورها إلى الغيبوبة أيضاً. أما عن أعراض غيبوبة ارتفاع السكر في الدم فهي كالآتي:
1. زيادة الإحساس بالعطش لدى المريض.
2. التبول المتكرر.
3. بعض الصعوبات في التنفس.
4. وجود رائحة غريبة للفم مع الإحساس بجفافه.
5. زيادة سرعة ضربات القلب.
6. الإرهاق الشديد.
7. الإحساس بالغثيان والتقيؤ.
ماذا عن الأسباب؟
السبب الرئيسي المباشر لحدوث تلك الأعراض هو ارتفاع نسبة السكر في الدم، إذ قد تتجاوز أكثر من 600 ميليغرام/ديسيليتر أو 33 ملليمول/لتر. بينما الطبيعي أن الفائض من سكر الدم يُنقى، ويتخلص منه الجسم عن طريق البول، لكن قد تؤدي عملية الفلترة إلى سحب كميات كبيرة من السوائل من الجسم، فتظهر أعراض الجفاف والتي تكون خطرة جداً إذا تم تجاهلها وعدم التعامل معها. وهناك نسبة بين 25%إلى 50% من مرضى السكر معرضون للإصابة بغيبوبة ارتفاع نسبة السكر في الدم.
كيف تميّز غيبوبة انخفاض نسبة السكر بمجرد النظر؟
أما بالنسبة لغيبوبة السكر الناتجة من انخفاض نسبة السكر في الدم فقد تكون أكثر خطورة، حيث تعتمد جميع أعضاء الجسم -خاصة المخ- بشكلٍ كبير على سكر الجلوكوز لتأدية وظائفه، وانخفاض نسبة السكر تؤدي إلى اضطرابات وظيفية، وقد تؤدي إلى ظهور أعراض مثل:
1. التهيج والارتباك الشديد.
2. ظهور أعراض القلق.
3. التعب والإرهاق.
4. الإحساس الشديد بالجوع.
5. التعرق.
6. ظهور رعشة خفيفة.
7. شحوب الوجه.
8. اضطراب نبضات القلب.
وعلى الرغم من وجود أعراض واضحة تدل عليها، لكن قد يدخل بعض المرضى في حالة غريبة بعض الشيء، وهي أن يكون المريض يعاني من إنخفاض نسبة السكر، لكن قد لا تظهر أي أعراض سريرية عليه، لذا يجب الانتباه والحرص الشديد على قياس نسبة السكر في الدم تجنبا لحدوث غيبوبة.
كيف تتعامل مع مريض سكر تعرض لغيبوبة؟
بعدما تعرفنا إلى أنواع غيبوبة السكر، واختلاف أسبابها ما بين انخفاض أو ارتفاع لنسبة السكر في الدم، هنا يأتي دورنا في كيفية التعامل معها حسب سببها.
غيبوبة السكر الناتجة من ارتفاع نسبة السكر في الدم يجب التعامل معها في المستشفى فوراً، لإعطاء المريض المحاليل اللازمة لتعويض فقدان السوائل، وفقدان الالكتروليتات الهامة في الجسم مثل البوتاسيوم، ومن ثم إعطاء الجرعات المناسبة من الأنسولين للتحكم في نسبة السكر في الدم.
أما بالنسبة لغيبوبة السكر الناتجة من انخفاض نسبة السكر في الدم، فيجب أن تفعل الآتي فوراً:
1. إعطاء المريض بعض العصائر أو السكر والانتظار لمدة 15 - 20 دقيقة.
2. قياس نسبة السكر في الدم بعد الانتظار، وإذا لم يحدث أي تحسن، يتم إعطائه السكريات مرة أخرى والانتظار المدة نفسها، ومن ثم قياس نسبة السكر.
3. في حالة فقدان الوعي، يتم وضع بعض العسل في الجانب الداخلي للخد وتدليكه بحركات بسيطة حتى يستعيد المريض وعيه بعد مرور 10- 20 دقيقة.
4. في بعض الحالات الشديدة يتم التوجه للطوارئ، وهناك سوف يتم القيام باللازم لزيادة نسبة السكر في الدم مثل حقن الجلوكاجون.
خطوات بسيطة سهل تعلمها وممارستها، لكنك إن أحسنت التصرف من خلالها مع مريض سكر تعرض للغيبوبة، قد تصبح الفيصل الذي ينقذ حياته أثناء تلك اللحظات الفارقة.