لم يعد الأطفال يمرحون بعد الآن، ألست على حق؟ إذ كنا في السابق نلعب في الشوارع ونطارد السيارات ونتسلق الأشجار وكنا نسقط وأحياناً نصاب بالأذى، ولكن ذلك كان أمراً عادياً! كم نتمنى أن نعود إلى تلك الأيام. حيث كانت الحياة رائعة جداً عندما لم نكن نفهم المخاطر التي تنطوي عليها أنشطة الطفولة المحببة.
للأسف، فنحن لا نعيش في ذلك الوقت بعد الآن، لذا فقد حان الوقت لإخبارك بأن منصات القفز (الترامبولين) ليست آمنة. فهي عبارة عن سطوح عملاقة يقفز عليها الأطفال ذوي التنسيق الحركي غير مكتمل التطور ويدفعون بأنفسهم عليها. وفي الواقع ليس هذا من الأمور المستجدة، ولكنه ظهر على الأخبار في الآونة الأخيرة لأن إحدى الأمهات وضعت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لابنها البالغ من العمر ثلاث سنوات مع الجبيرة بعد أن كسر عظم الفخذ في منتزه الترامبولين. وعندما أخذت طفلها إلى الطبيب، قيل لها بأنه لا ينبغي السماح للأطفال دون سن السادسة باللعب على الترامبولين حتى المنزلي منه، والذي يُترك رخواً للقفز عليه بشكل أقل بكثير من منتزه الترامبولين الذي يوجد به الكثير من الناس الآخرين. وأكثر من ذلك، فقد تم إبلاغها بأن كل هذا مذكور بالفعل في توصيات السلامة التي وضعتها الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.
فهل تم إنشاء الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال لإفساد البهجة فقط؟ قد يكون ذلك. ولكن الترامبولين يودي بالأطفال إلى المستشفى كل عام، ومن مهام الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أن تحاول منع تلك الإصابات. كما أن بعض الأنشطة مثل السباحة أو ركوب الدراجات تودي الأطفال إلى المستشفى بشكل أكبر من الترامبولين، ولكن بما أن تلك الأنشطة أكثر شعبية من الترامبولين، فنحن لا نعرف فيما إذا كان ذلك لأن السباحة وركوب الدراجات هي أكثر خطورة أو لأنها أكثر انتشاراً فقط. في كلتا الحالتين، دعونا لا نضحك على أنفسنا هنا، فالترامبولين ليست فائق الأمان. ولكن هل يعتبر أخطر أنشطة الطفولة؟ بالطبع لا. ولكن هذا لا يعني بأننا لا نستطيع اتخاذ بعض الاحتياطات.
تعلّم كيفية التناوب
تحدث ثلاثة أرباع إصابات الترامبولين عندما يكون العديد من الناس عليها. إذ أنّ قفز الشخص لوحده يجعله يسيطر على مدى ارتفاعه، ولا يكون هناك أي اهتزازات طائشة لتحويل القفزة المسيطر عليها إلى قذيفة تنطلق في الأرجاء. بالإضافة إلى أنك لن تنجرّ إلى منافسة لا مفرّ منها لمعرفة من سيقفز أعلى. والأهم من ذلك، أن رؤوس الأطفال لن تصطدم ببعضها إذا كانوا يقفزون منفردين.
هذه المواد المبطنة والشبكات لا تساعد كثيراً
مع الأسف، فإن هذه المواد المبطنة الموجودة على النوابض لن تحميك من كسر عظم الترقوة. ربما تمنع بعض الخدوش، ولكن لا تتوقع أن تبقيك بأمان تام. والكثير من المواد المبطنة التي تأتي مع الترامبولين تتلف بسرعة. ومن المفترض أن تبدّلها بانتظام، ولكن متى كانت آخر مرة فعل أيّ منا ذلك؟ إذ أن الترامبولين يبقى في الفناء الخلفي ليصدأ ويفقد مفاصله الأساسية و تتساقط المواد المبطنة الموجودة فيه حتى يقوم الوالدان بإعطائه لمن هو على استعداد لأخذه بعيداً.
والشبكات ليست أفضل بكثير. صحيح أنها تبقيك بعيداً عن الأرض، ولكن معظم إصابات الترامبولين تحدث عليه نفسه. إذ أنك تسقط على سطح صلب - وإن كان قابلاً للتمدد - بقوة أكبر من قوة السقوط الطبيعي، وتتأرجح أثناء قيامك بذلك. وبالطبع فإنك ستسمتع بالسقوط وستكسر بعض العظام من حين لآخر. ولزيادة الإصابة سوءاً، فإن الكثير من الأطفال ينظرون إلى الشبكة على أنها تحدٍّ أكثر من كونها مخصصة للسلامة.
الأطفال الصغار لديهم عظام قابلة للكسر
وكما اتضح، فإن الأطفال الصغار لا يتحملون الضربات القوية. وهذا يشمل السقوط من ارتفاع كبير، والذي هو أساساً الهدف من اللعب على الترامبولين. وبالتالي، فإن الترامبولين ليس من الأماكن المثالية للأطفال الصغار.
ولا ينبغي للأطفال دون سن السادسة أن يلعبوا على الترامبولين. حيث يجب السماح لعظامهم (ولحواس التنسيق) أن تتطور بشكل أكبر قليلاً قبل السماح لهم باللعب عليها.
فلنكن واقعيين، سيستمر الجميع بالقفز على الترامبولين
ينصح الأطباء الناس بعدم التدخين، وهذا لا يعني بأن الناس سيتوقفون عنه. إذ تنطوي الحياة على مخاطر لا مفر منها، ولا أحد يقول لك بأن لا تفقز أبداً. إذ يقولون: "تذكر بأن هذا خطر نوعاً ما، ويجب أن تتعامل معه على أنه نشاط محفوف بالمخاطر". كما أنهم بالتأكيد سيقولون بألا تسمح للأطفال الصغار باللعب عليه. وبأنه إذا ذهبت إلى منتزه الترامبولين، فتذكر بأنه لا توجد أي قوانين لإدارتها، وبأن الشخص الذي يبلغ من العمر 20 عاماً والذي أدخلك إلى الترامبولين لا يستطيع حمايتك من الأذى ولن يقوم بذلك أصلاً.
ما عليك الآن سوى أن تقفز بحذر.