هذه الفيروسات غير ضارَّة عادةً، ولكن بعض أنواعها مميت، فلماذا؟

2 دقائق
الفيروساتُ الغدَّانية تشبه الفيروساتِ الأنفية المسبِّبة للزكام من ناحية تركيبها والطريقة التي تؤثر بها على الجسم، وعادةً ما تسبِّب أمراض الجهاز التنفسي العلوي بحالات تتراوح بين الخفيفة والشديدة، ولكن يمكنها في بعض الأحيان أن تسبِّب الالتهاب الرئوي والإسهال والتهاب ملتحمة العين.

في الشهر الماضي، أبلغ مسؤولو الصحة بولاية نيوجيرسي عن وفاة سبعة أطفال، وكانوا جميعاً من المقيمين في أحد مراكز إعادة التأهيل في بلدة هاسكل في الولاية، وكان سبب الوفاة هو أحد أنواع الفيروسات الغدَّانية، وهو فيروس مُعدي يسبِّب في كثير من الأحيان أعراضاً شبيهة بالفيروس الأنفي الذي يسبِّب الزكام، ولكن يمكن لإحدى السلالات أن تكون أشدَّ بكثير في حالات نادرة، كما حدث في هذه الحالة.

كان جميع الأطفال يعيشون بشكل دائم في إحدى دور الرعاية وكانوا من بين أكثر الأطفال ضعفاً وقابليةً للتأثر في المركز، كما يذكر التقرير. وكان مجموع الحالات المؤكَّدة في المركز 18 حالة من العدوى الفيروسية، وليس من الواضح تماماً سبب تحوُّل هذه السلالة الخاصة من الفيروس إلى سلالة مميتة بهذه الشدَّة.

ما هي الفيروسات الغدَّانية؟

الفيروساتُ الغدَّانية تشبه الفيروساتِ الأنفية المسبِّبة للزكام من ناحية تركيبها والطريقة التي تؤثر بها على الجسم، وعادةً ما تسبِّب أمراض الجهاز التنفسي العلوي بحالات تتراوح بين الخفيفة والشديدة، ولكن يمكنها في بعض الأحيان أن تسبِّب الالتهاب الرئوي والإسهال والتهاب ملتحمة العين. والجميع معرَّض للإصابة بعدوى هذه الفيروسات، ولكن وفقاً لوزارة الصحة في نيوجيرسي ومراكز السيطرة على الأمراض، فإن معظم حالات الفيروس التي يتم الإبلاغ عنها تكون عند الأطفال، وغالباً في الأماكن العامة مثل المعسكرات اليومية والمدارس ومراكز رعاية الأطفال.

هل عدوى الفيروسات الغدَّانية مماثلة للأنفلونزا؟

من المرجَّح أن تسبِّب العدوى البسيطة بالفيروسات الغدَّانية أعراضاً أكثر شبهاً بالزكام، ولكن قد تكون العدوى في بعض الأحيان أكثر شدَّة، مما يتسبب في حدوث مشاكل أكثر شبهاً بالأنفلونزا، مثل الحمَّى وآلام الجسم.

وهناك سلالات أخرى من الفيروسات الغدَّانية (مجموعها 52) وتسبِّب أمراضاً في المعدة والأمعاء، وكذلك تلك التي تسبِّب التهاب الملتحمة، أو ما يُعرف بالعين الوردية.

لماذا كانت مميتة بتلك الشدَّة في هذه الحالة؟

يتعافى معظم الناس (البالغون والأطفال على حدّ سواء) بسرعة من عدوى الفيروسات الغدَّانية، ولكن الأشخاص الذين يعانون من اضطراب الجهاز المناعي أو من وجود عدوى في الجهاز التنفسي أو من بعض أمراض القلب قد يتأثرون بشكل أكثر شدَّة. وقد كان جميع الأطفال في المركز ضعفاء وقابلين للتأثر من الناحية الطبية، وفقاً للتقارير.

ولكن بغضِّ النظر عن مدى مرض الشخص قبل إصابته بعدوى الفيروسات الغدَّانية، فهناك -ببساطة- بعض السلالات التي تكون أكثر خطورة؛ إذ إنها تسبِّب استجابة مناعية أسوأ، وهذا يعني ارتفاع درجة الحرارة والإصابة بمشاكل أسوأ في المعدة والأمعاء وما إلى ذلك، ويمكن أن يكون هذا هو الحال في فاشية نيوجرسي الأخيرة. كما كان الأطفال جميعهم يعيشون في أماكن متقاربة، مما يسهِّل من انتشار الفيروس بسرعة في المركز.

ولا تُعتبر مثل هذ الفاشيات نادرة تماماً، فقد أدى تفشِّي إحدى سلالات الفيروسات الغدَّانية في عامي 2006 و2007 -وفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض- إلى إصابة 140 شخصاً في أربع ولايات أميركية من نيويورك إلى أوريغون. ووفقاً لصحيفة واشنطن بوست، فإن الفيروسات الغدَّانية تعدُّ مشكلة أيضاً في معسكرات الجيش وفي القواعد العسكرية، وفي الواقع يتم إعطاء بعض الأفراد العسكريين لقاحاً معتمداً من قِبل إدارة الأغذية والأدوية الأميركية لمنع تفشِّي المرض.

هل هو قابل للعلاج؟

في حين أنه لا يوجد دواء لعلاج الفيروسات الغدّانية، إلا أن الأعراض عادةً ما تكون قصيرة وتزول من تلقاء نفسها، وخاصة إذا كان الشخص شاباً وسليماً، أما الأشخاص الذين يجب الانتباه لهم فهم الأطفال وأولئك الذين يعانون من أمراض سابقة، مثل مشاكل القلب أو اضطرابات الجهاز المناعي.

ويمكن للناس تجنُّب العدوى عن طريق غسل أيديهم بانتظام، وتجنب لمس الوجه -وخاصةً العيون والأنف والفم- قدر الإمكان، فهذه إحدى أكثر الطرق الشائعة التي يتعرَّض الناس من خلالها للإصابة بالميكروبات المُعدية.

وبما أننا نتحدث عن الأمراض المُعدية، فنودُّ التذكير بأن الآن هو الوقت المثالي للحصول على لقاح الإنفلونزا، والذي من شأنه أن يحميك على الأقل من بعض السلالات السيئة من الميكروبات التي من المحتمل أن تصادفها هذا الشتاء.

المحتوى محمي