هل سمعتم بمنتج تجاري اسمه بيضة الكريمة كادبيري؟ إنها قطعة حلوى تحتوي على كمية كبيرة من السكر. فالمادة الحليبية المحيطة بها من الخارج بالكاد تصلح لأن يُطلق عليها اسم "شوكولا"، في حين أن السائل الموجود في وسطها عبارة عن سكر صرف. لا ندري، ربما يكون الغلاف القصديري الذي يحيط بها من الخارج هو الجزء الأكثر تغذية من هذا المنتج!
عندما أفكر بتناول قطعة من بيضة الكريمة كادباري، أتريّث قليلاً. وحالما أفتحها لأتذوقها وأرى ما إذا كانت لا تزال تحتفظ بطعمها الذي عرفته في طفولتي، أتوقف فوراً لأنها تزكم أنفي برائحة السكر المركز فيها. إنها ليست مجرد نوع من الحلويات الحاوية على السكر وحسب، فقطعة سنيكرز واحدة تحتوي على كمية سكر أكثر منها، ولكنها سكر صرف.. وكأن الهدف من تناولها هو مجرد ابتلاع السكر. إنها جرعة جلوكوز لا مثيل لها، دون أن تشوبها أي نكهات إضافية!
منذ أن شاهدت وقرأت هذا الرسم الكاريكاتيري، أصبحت قطعة كادبيري هي المعيار الذي أستخدمه لقياس محتوى السكر في أي مادة غذائية أخرى.
قد لا أمتلك تقديراً عملياً لكمية 18 غرام من السكر. ولكن يمكنني أن أتخيل أنها أقل بـ 2 غرام من حبة كادبيري، التي يدفعني تركيز السكر فيها إلى التقيؤ، وبالتالي أمتلك صورة واضحة عن الأمر. تبرز فائدة هذا المعيار خاصة عند تقدير كميات السكر في أصناف الطعام التي نجهل تفاصيلها الغذائية.
تحتوي زجاجة مياه التونيك على 23 غراماً من السكر، في حين أن كل حبة من سكاكر كادبيري المذكورة تحتوي على 20 غراماً من السكر. ولعلي أكون غير حيادية عند المقارنة بين مياه التونيك وسكاكر كادبيري، فمياه التونيك تروي ظمأي في أيام الصيف الحارة وتجعلني أغض النظر عن تلك السعرات الحرارية الموجودة فيها. ولكن من الجيد استخدام مقياس سكاكر الكادبيري عند تقدير كمية السكر الموجودة في المنتجات الغذائية المختلفة، وخاصة تلك التي يعتقد الناس بأنها صحية أو مفيدة في الوقت الذي قد لا تكون فيه كذلك. غالباً ما تكون كميات السكر في المنتجات الغذائية كافية لأن تسبب المشاكل. ودعونا نستخدم مقياس حبات الكادبيري لتقدير كمية السكر فيها.
لنأخذ على سبيل المثال قطعة الدونات في الزاوية اليسرى السفلية من الرسم أعلاه. لقد بحثت في دليل المعلومات الغذائية التي تقدمه شركة دانكن دوناتس لأعرف كمية السكر فيها. وفي الوقت الذي كنت أتوقع احتوائها على النسبة الأكبر من السكر بين المواد الغذائية التي بحثت فيها، إلا أن الأمر كان معاكساً تماماً، فقد جاءت في أدنى السلم.
لنلقِ نظرةً على حبوب الإفطار. فهي صنف غذائي شائع جداً، وكثيراً ما يجهل الناس مقدار السكر الموجود ضمنها. إن كوباً واحداً من "ريسين بران" يحتوي على 18 غراماً من السكر. وإن كوباً واحداً من "كرنش توست سينامون" يحتوي على 12 غراماً من السكر. أما مُنتج "لاكي تشارمز" فيحتوي على العديد من حبات المارشميلو بداخله ورغم ذلك فلا يحتوي الكوب الواحد منه على أكثر من 13 غراماً من السكر. ولكن، يجب أن نعترف بأن منتج "ريسين بران" يحتوي على نسبة عالية من الألياف المغذية بشكل يفوق ما تحتويه حبوب الإفطار الخاصة بالأطفال، ولعل ذلك يعوض نسبة السكر العالية فيه. ولكن مع ذلك، فلا أعتقد بأن كمية 18 غ هي كمية كبيرة، وإلا كيف يمكن للناس تناول تلك الأغذية دون أية محليات؟
لا نقصد بكلامنا هذا تجنب تناول مُنتج "ريسين بران". ولكن ينبغي أن ننتبه إلى كميات السكر التي نتناولها دون أن نعي ذلك. كما ينبغي أن نقارن بين فوائد المنتج الغذائي والمضار المحتملة من وجود السكر فيه. فقد نميل لتناول صنف ما بسبب غناه بالألياف أو النخالة، أو للاستمتاع بطعم الزبيب، وقد يرى البعض بأن المياه الغازية لا تستحق تناول الكم الكبير من السعرات الحرارية، في حين أن مياه التونيك تستحق ذلك!