نشر فريق بحثي من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة هارفارد الأميركتين مقال مراجعة للدراسات المنشورة عن العلاقة بين الفقر والصحة العقلية السلبية، وأشاروا إلى أنّ الدراسات أظهرت أنّ دعم الفقراء الذين يعانون من مشاكل الصحة العقلية يمكن أن يحسن مستوى معيشتهم؛ وبالتالي المجتمع ككل.
أظهرت الدراسات السابقة أنّ هناك علاقة بين الصحة العقلية والفقر لبعض الناس، وأظهرت الأبحاث أيضاً أنه ليس من السهل دائماً تحديد إذا ما كانت مشاكل الصحة العقلية تؤدي إلى الفقر، أو العكس. في كلتا الحالتين، بدأ الفريق البحثي مقالهم بالتساؤل عن سبب معاناة الأشخاص الذين يعيشون في فقر بشكل غير متناسب من الأمراض العقلية؛ مثل القلق والاكتئاب، واستكشاف إذا ما كان التدخل الحكومي والمجتمعي يمكن أن يحسّن الوضع.
لاحظ الفريق البحثي أنّ القلق والاكتئاب هما أكثر أشكال الأمراض العقلية شيوعاً في جميع أنحاء العالم، وأظهرت الدراسات أنّ الأغنياء والفقراء على حد سواء يعانون من هذه الأمراض، على الرغم من أنّ الأدلة الحديثة أظهرت أنّ الفقراء أكثر عرضة للمعاناة من أحدهما أو الآخر.
نشر الفريق البحثي مقالهم الاستعراضي لتسليط الضوء على دليل العلاقة السببية ثنائية الاتجاه بين الأمراض العقلية والفقر، واستكشاف الفوائد المحتملة لجهود رعاية الصحة العقلية، واقترح الفريق البحثي أنّ المكان المنطقي للبدء هو فهم الآليات المعنية. وأشاروا إلى أنّ هذا سيتطلب بعض الأبحاث؛ والتي كانت ذات أولوية عالية لصانعي القرار تاريخياً. وأشاروا إلى أنّ العديد من الدراسات أظهرت ما يمكن أن يحدث عندما يتلقى الأشخاص المصابون بأمراض عقلية الدعم الطبي؛ غالباً ما تتحسن أعراضهم جنبًا إلى جنب مع قدرتهم على تحسين أوضاعهم المالية.
يجادل الباحثون بأنّ هناك حجة اقتصادية قوية للاستثمار في الخدمات الصحية لأولئك الذين يعيشون في فقر، وأشاروا إلى أنه إذا خرج الناس من دائرة الفقر، فإن المجتمع يستفيد، لأنهم لن يعودوا بحاجة إلى أنواع أخرى من المساعدة مثل الرفاهية، وسيستفيد أطفالهم أيضاً، لأن مثل هذه البرامج يمكن أن تكسر سلسلة الفقر التي لا تزال قائمة في البلدان حول العالم.
استنتج الفريق البحثي أنّ جائحة فيروس كورونا أظهرت أنّ مثل هذه المساعدة ضرورية لحماية الأشخاص الأكثر تعرضاً للخطر في المجتمع.