يُعد تفريش الأسنان مرتين أو ثلاث مرات في اليوم من أفضل الوسائل للوقاية من النخر السني. إلا أن بعض الأشخاص أفادوا عبر وسائل التواصل الاجتماعي بأن تفريش الأسنان يؤثر في شهيتهم للطعام، إما إيجاباً فيدفعهم لتناول المزيد من الوجبات المسائية، أو سلباً فيُفقدهم الرغبة بتناول الطعام. وبدورنا، قمنا في موقع العلوم للعموم (بوب ساي) بالتحقق من هذه الظاهرة الغريبة، وإليكم خلاصة ما توصلنا إليه:
لا يوجد أي دليل علمي يُشير إلى أن تفريش الأسنان يؤثر في الهرمونات التي تُنظم شهية الإنسان لتناول الطعام، وذلك بحسب خبيرة التغذية المعتمدة ليسلي بونسي. والسؤال إذن: لماذا يشعر العديد من الأشخاص بزيادة أو ضعف شهيتهم للطعام بعد تفريش أسنانهم؟ تقول بونسي إن السبب الحقيقي قد يكمن في توقيت تفريش الأسنان.
وتُضيف بونسي: "يميل الناس إلى تفريش أسنانهم في بداية اليوم، قبل أن يقوموا بأي شيء، أو في نهاية اليوم، كآخر عمل يقومون به قبل النوم. فإذا كُنت ممن يُفرّشون أسنانهم حال الاستيقاظ من النوم صباحاً، وكنت مُعتاداً على تناول وجبة الفطور بعد ذلك، فسيربط دماغك بين تفريش الأسنان وتناول وجبة الفطور. وبالعكس، إذا كنت ممن يُفرّشون أسنانهم قبل النوم مباشرةً، فسيربط دماغك بين تفريش الأسنان والامتناع عن تناول الطعام. وهكذا، فإن الأشخاص الذين يقولون بأن تفريش الأسنان يكبح شهيتهم للطعام، غالباً ما يكونون من أفراد المجموعة الثانية! والأشخاص الذين يقولون بأن تفريش الأسنان يفتح شهيتهم للطعام، غالباً ما يكونون من أفراد المجموعة الأولى!
تقول بونسي: "أعتقد أن تفريش الأسنان في منتصف اليوم بعد تناول طعام الغذاء سيكون اختباراً مثيراً".
من الجدير ذكره بأن نكهة معجون الأسنان قد تؤثر أيضاً في شهية الشخص للطعام، رغم أن هذا الأمر لم تجرِ دراسته بشكل متعمق. إذ تُضاف نكهة النعناع إلى معظم معاجين الأسنان المتوفرة حالياً في الأسواق. وتقول بونسي، بأن النعناع بحد ذاته يُستخدم كمادة منعشة تُساعد على تنظيف الفم وترتبط غالباً بالانتهاء من تناول الطعام. وفي الوقت ذاته، فإن بعض الناس يجدون بأن إضافة نكهة حلوة إلى معجون الأسنان قد يفتح شهيتهم إلى تناول الطعام. ولكن، وبحسب بونسي، فإن الكميات الضئيلة من النكهات في معاجين الأسنان لا تكفي لإثارة الجوع، ولا بد من إضافة أنواع أخرى من العناصر الفاتحة للشهية، مثل الروائح الزكية، لتحقيق ذلك الهدف. ومع ذلك فقد تمارس نكهة معجون الأسنان دوراً ما في إثارة الشهية.
من جهةٍ أخرى، فإن معظم معاجين الأسنان تُؤثر في حليمات التذوق بصورة مؤقتة، وذلك بسبب احتوائها على سلفات لوريث الصوديوم، وهي مادة كيميائية تجعل معجون الأسنان ذا قوام رغوي وسهل الاستخدام. ولكنها في الوقت ذاته تثبط حليمات تذوق الطعم الحلو في اللسان، وتزيد من حساسية حليمات تذوق الطعم المر. ولعل الدماغ يتذكر هذا التأثير المسؤول عن إعطاء البرتقال وغيره من الحمضيات طعماً غريباً بعد استخدام معجون الأسنان، وبالتالي تتراجع الشهية للطعام بشكل لا إرادي.
لا يمكن لأي من العوامل المذكورة آنفاً أن تكون هي السبب الوحيد. ولكنها بمجموعها قد تكون مسؤولة عن لجم شهيتك للطعام، أو دفعك للذهاب إلى المطبخ والبحث عن وجبة خفيفة تُسكت بها معدتك قبل النوم!