مع تنامي المخاوف المتعلقة بتدخين السجائر الإلكترونية (فايبنج)، بدأ الباحثون ومسؤولو الصحة العامة بالتحقيق في الأسباب الكامنة وراء حدوث أكثر من 40 حالة وفاة، ونحو 2000 إصابة يُعتقد أنها مرتبطة بها. حيث ما يزال الأمر محيراً حتى بالنسبة للخبراء.
يشير مصطلح «السجائر الإلكترونية» إلى جهازٍ يعمل بالبطارية، يُستخدم لاستنشاق الأبخرة التي تحتوي عادةً -ولكن ليس دائماً- على النيكوتين، إلى جانب بعض المنكّهات والمواد الكيميائية الأخرى، لكنّها لا تحتوي على التبغ. تعرّف السجائر الإلكترونية وفقاً لكل من المعهد الوطني لتعاطي المخدرات (نيدا)، ومركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها؛ بأنها: فئةٌ واسعة من المنتجات التي لها نفس آلية العمل، وتحتوي على مكوّناتٍ مماثلة في نفس الوقت.
لذلك تشير كلٌّ من المصطلحات «جوول، فابز، السجائر الإلكترونية، فاب بينز، وغيرها» إلى نفس فئة المنتجات. ويستخدم مصطلح «السجائر الإلكترونية» إلى المُنتج نفسه، بينما يشير تعبير فايبنج إلى استخدام ذلك المنتج أو تدخينه. يمكن أن يكون للسجائر الإلكترونية بهذا المفهوم استخداماتٌ مختلفة.
بالرغم من أن السجائر الإلكترونية مصنّفةٌ في الولايات المتحدة على أنها تندرج ضمن منتجات التبغ، وليست كوسيلةٍ للاقلاع عن التدخين، إلا أنّ أكبر شركة مصنّعةٍ لهذه المنتجات تروّج لمنتجاتها على أنها وسيلةٌ للإقلاع عن التدخين، حيث يقول موقع الشركة على الإنترنت أن منتجاتها «بديلٌ عملي عن السجائر»، ومع ذلك، هناك الكثير من منتجاتها مصممةٌ لكي نستنشق المزيد من أبخرة مادة «تي إتش سي» التي توجد أساساً في القنّب.
ما سبب أمراض الرئوية المرتبطة باستنشاق الأبخرة؟
يُشار أحياناً إلى الأمراض الرئوية وحوادث الوفاة المرتبطة باستخدام هذه المنتجات اختصاراً بـ «إفالي». وتشير الاحصائيات أن 84% من حالات الوفاة صُنّفت على أنها ناتجةٌ عن تنشّق أبخرة تي إتش سي، إما لوحدها أو مترافقةً مع أبخرة التبغ العادي. يحصل الكثيرون على منتجات الفايبنج التي تحتوي على تلك المادة -المادّة الفعّالة في القنّب- من مصادر غير رسمية، كالأصدقاء أو الأشخاص الذين يتعاملون معهم، أو عبر الإنترنت.
وقد اكتشفت الاختبارات التي أجراها مركز السيطرة على الأمراض على عيناتٍ سوائل مرضى إفالي، والمأخوذة من الرئة المصابة لديهم عن وجود مادةِ خلّات فيتامين E (وهو شكلٌ صناعي من فيتامين E). ومع ذلك، هناك حاجةٌ لإجراء المزيد من البحوث لاستبعاد احتمال أن تكون حالات إفالي مرتبطةً بمكوناتٍ كيميائية أخرى.
وبالرغم من الحاجة لإجراء المزيد من الاختبارات، يظهر أنّ خلات فيتامين E أكثر شيوعاً في المنتجات التي تحوي مادة تي إتش سي. يقول مصنعّو منتجات القنّب القانونية؛ أن خلّات فيتامين E تُستخدم في السوق السوداء لتمديد زيت مُستخلص تي إتش سي المُستخدم في السجائر الإلكترونية، لأنه يشبه المُنتج الأصلي وأرخص بكثير.
وقد بيّن تقريرٌ حديث أنّه من بين 19 حالة من مرضى إفالي في ولاية يوتا، كان هناك 17 حالة (أي 89%) استخدم أصحابها المنتجات الحاوية على خلّات فيتامين E، بينما لم تكن هناك أي حالة من بين 20 حالةٍ اُستخدمت فيها منتجاتٍ تحتوي على النيكوتين.
يوصي مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها بعدم استخدام السجائر الإلكترونية التي تحتوي على مادّة تي إتش سي، كما دعت الجمعية الطبية الأميركية إلى فرض حظرٍ على جميع منتجات السجائر الإلكترونية والفايبنج التي لا تُصنّف كمنتجاتٍ تساعد على الإقلاع عن التدخين. لكن حالياً، لا يوجد في الأسواق أيّ من منتجات السجائر الإلكترونية والفايبنج مُصنّفةٍ على أساس أنّها من المنتجات التي تساعد على الإقلاع عن التدخين.