هل شعرت من قبل، بعد أن أكلت الكثير من الطعام، بذلك الشعور الغريب بأن معدتك ستنفجر، وكأن كائناً غريباً قد تسلل في حبات البطاطا وقِطع اللحم التي أكلتها؟
كلنا شعرنا بهذا الشعور من قبل. لكن بغض النظر عن هذا الشعور، كم كمية الطعام التي يمكن أن تتحملها المعدة؟
ستكون فكرة مغرية أن تقارن معدتك ببالون. فكلاهما يكون صغيراً عندما يكون فارغاً، وكلاهما يكبر عندما يدخل شيء إليه، وكلاهما له نقطة انفجار.
ولكن ما الفرق بينهما؟ إذا نفخت البالون، فإن العلاقة بين الضغط والحجم علاقة طردية. فعندما يزداد الضغط يزداد الحجم. ولكن هذه العلاقة في المعدة غير موجودة بالضرورة. وذلك لأن حالة المعدة تتحدد ليس بما يوضع فيها فقط، ولكنها في الغالب تسيطر عليها مدخلات الأعصاب (والهرمونات أيضاً، ولكن من الصعب قياس تأثيرها على المعدة). وتستطيع المعدة المرتاحة الفارغة أن تستوعب 192 مل فقط فوق حد الـ 295 مل. وهذا أقل حتى من علبة كولا. وهذا الحجم يمكن أن يكون أكثر من ضعف الحجم الموجود أصلاً عندما تبدأ الأكل، حتى لو كنت بدأت إفراز اللعاب وكنت تفكر بالطعام. ويخبر الرد الفعل المنعكس للدماغ عبر العصب المبهم المعدة "بورود طعام". ويمر الطعام باتجاه المعدة التي تسترخي لإفساح المجال لاستيعابه.
وبخلاف البالون، فإن زيادة الضغط بسبب الطعام أو السوائل لا تسبب استرخاء المعدة أو تمددها. كل ذلك متوقع، كنتيجة لما يرسله الدماغ إلى أعصاب المعدة. وهذا التمدد لا يشبه تماماً امتلاء البالون بالهواء، ولكنه أقرب إلى الانتشار. فالمعدة في الحقيقة مغطاة بثنيات - أو غضون- تنفتح مع نمو المعدة. ولكن هذه الثنيات لها حدود. وتحد طبقة من الخلايا العصبية جدران المعدة. وبمجرد أن يصل المرء إلى الحد الذي تحتوي فيه المعدة على الكثير من الطعام والسوائل، فإن هذه الأعصاب ترسل إشارات إلى الدماغ تقول: "أرجوك توقف عن الأكل".
لذلك، كم هو الحجم الذي يمكن أن تصل إليه المعدة؟ حسنٌ. تذكر أن المعدة لها منفذ خروج. ويستغرق الأمر حوالي 10 إلى 15 دقيقة فقط قبل أن تبدأ جميع الأطعمة والسوائل بالمرور عبره. ولذلك، فقد يكون من الأفضل أن تسأل: كم هو حجم المعدة الذي يمكن أن تصل إليه خلال 10 إلى 15 دقيقة؟ يعتمد الأمر بالطبع على عدة عوامل: العمر، والصحة، وعادات الأكل، والهرمونات... ولكن الأكثر أهمية، هو أن تستمتع إلى ما تخبرك به معدتك.
بالنسبة لمعظم الناس، فإن إحساسهم بأنهم قد أفرطوا في الأكل يأتي بعد أن تحتوي المعدة ما بين 475 مل إلى 1475 مل. ولكن المعدة يمكن أن تتمدد أيضاً مع مرور الزمن، خاصة مع الإفراط في تناول الطعام وتجاهل مناشدة جسمك لك بالتوقف عن ذلك. فعلى سبيل المثال، في عام 2017 ابتلع بطل منافسة ناثان لأكل الهوت دوج 72 شطيرة. وتعادل هذه الكمية 7.5 ليتر من الطعام في معدته. ببساطة، يملك دماغك الكلمة الفصل في الكمية التي تستطيع أن تأكلها.
ولكن ما تتساءل عنه هو على الأرجح: هل يمكن أن تنفجر المعدة التي تتمتع بصحة جيدة بسبب الإفراط في الأكل؟ هناك فقط ست حالات موثقة لذلك، ولذلك فإن الجواب، إلى حد كبير: لا.
المعدة عضو مدهش وعجيب نتجاهل وجوده كل يوم. كن صادقاً، كم مرة استمعت إليها؟ خذ دقيقة من وقتك لتشكرها. وامنح بطنك تربيتة لطيفة. لأنها دائماً تهتم بك.