4 اعتقادات خاطئة عن النوم

2 دقائق

كم عدد الساعات التي تقضيها في النوم العميق يومياً؟ وهل تنام هذه الساعات بشكل منتظم؟

في ظل عالم متسارع، من الصعب الحصول على نومٍ منتظم عميق كل ليلة، فمصادر الإزعاج في كل مكان بدءاً من التعرض لشاشات الأجهزة المختلفة، وصولاً لاعتمادنا على المنبهات طوال الوقت.

ولعلك تعتقد أن نظام النوم مرن بما فيه الكفاية بحيث يمكنه التكيف مع ظروفك، وقد تتذكر بعض المعلومات الشائعة عن أشخاص مثل «نيكولا تسلا»، العالم الذي يقال أنه كان ينام ساعتين فقط، أو «ليوناردو دافنشي»، الذي يقال أنه كان يحظى بربع ساعة من النوم كل بضع ساعات.

لكن نظام نوم كهذا ليس صحياً بالمرة، وكثير مما تسمعه من آراء حول النوم هو للأسف، اعتقادات خاطئة على أقل تقدير، وضارة في أكثرها.

تعتقد «ريبيكا روبينز»، زميلة أبحاث ما بعد الدكتوراه في مركز تغيير السلوك الصحي في «لانغون هيلث» التابع لجامعة نيويورك أن الاعتقادات الخاطئة المرتبطة بالنوم توارثها الناس حتى أصبحت جزءاً من القناعات الشعبية، مما جعل هناك حاجة لجمعها في قائمة ودحض الخاطئ منها بالأدلة. هذا ما قامت به بالفعل ريبيكا وزملائها، فقد قاموا بتمشيط الإنترنت بحثاً عن الخرافات المتعلقة بالنوم، ورتبوها في قائمة بعد استشارة خبراء، ثم قام هؤلاء الخبراء بتصنيف الاعتقادات في مؤشر من 1 إلى 5 وفقاً لمعيارين: درجة خطأ هذا الاعتقاد، وأهميته للصحة العامة. أما الهدف -بحسب ريبيكا- من التحليل المنشور في مجلة «Sleep Health» هو اقتلاع الاعتقادات الخاطئة لتحسين صحة الأفراد. فما هي أكثر الاعتقادات الخاطئة انتشاراً، ولماذا؟

الاعتقاد الأول: 5 ساعات من النوم يومياً تضمن الحفاظ على صحة ممتازة

وفق المقياس الذي أعده الخبراء، هذا الاعتقاد خاطئ، لأن الشخص البالغ يحتاج إلى نوم عدد ساعات بين 7 - 8 كل ليلة. فما الضرر من اعتياد النوم أقل من 5 ساعات في الليلة؟ رُبط هذا النمط من النوم بمشاكل قلبية وعائية ومناعة ضعيفة.

الاعتقاد الثاني: من الممكن اعتياد نوم ساعات قليلة

هذا الأمر مرتبط باعتقادنا أن بإمكاننا تعديل نظام النوم وحاجات الجسم وفق رغباتنا. وعلى الرغم أنه يمكننا اعتياد البقاء مستيقظين إذا كررنا ذلك، فهذا لا يعني على الإطلاق أن حاجة الجسم قد قلت للنوم، فنوم ساعات قليلة بشكلٍ متواصل قد يخفض الأداء في العمل، ويزيد خطر الأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

الاعتقاد الثالث: الشخير، مزعج وحسب

من الخطأ اعتقاد ذلك، فالشخير الناتج عن انسداد مجرى الهواء، هو عرض لتوقف التنفس أثناء النوم، ويزيد خطر الإصابة بأمراض القلب في حال تركه دون علاج. فضلاً عن ذلك، عادةً يعاني الأشخاص المصابون بالشخير من نوم سيء، ويحظون بنوم أقل من الشخص الطبيعي.

الاعتقاد الرابع: لا يهم متى تنام، المهم أن تنام

الساعة البيولوجية في الجسم، كما نعلم، هي الساعة الداخلية التي تبقي أنظمة الجسم تعمل بشكل صحيح، ويمكن أن تسبب مخالفة نظام الليل والنهار الطبيعيين اضطراباً في هذه الساعة، مما قد يسبب الإصابة بعدة مشاكل صحية كالسمنة أو مشاكل نفسية كالكآبة. نلاحظ هذا في الأشخاص العاملون في النوبات الليلية (من الغروب إلى الفجر)، وينامون نهاراً. يتعرض هؤلاء -بحسب أبحاث- بشكلٍ أكبر للإصابة بعدد من الأمراض المزمنة.

أخيراً، التحليل المنشور مفيد، لكن ما زال هناك مجال لإجراء المزيد من أبحاث النوم حول خطأ الاعتقادات السابقة، وبحسب ريبيكا، تبقى الاعتقادات الخاطئة حول النوم «منطقة رمادية ضمن الأدب العلمي». فمثلاً هناك خلاف حول صحة الاعتقاد القائل بأن النوم لفترات أطول يعني صحة أفضل، إذ جادل البعض بعدم وجود أدلة على نوم الأصحاء لفترات طويلة، وأن انتشار الاعتقاد بأهمية النوم متى أمكن ذلك سيسبب حصول تقلبات في نظام النوم لدى الأشخاص، الأمر الذي قد يكون ضاراً بالصحة.

بحسب ريبيكا، تقدم الورقة البحثية المنشورة وقائمة الخرافات الشائعة مجموعة معلومات لأطباء الرعاية الأولية الذين يتلقون أسئلة عن نظام النوم من مرضاهم، والذين يعانون من عدم توفر مناهج دراسية عن النوم. قد يعاني الأطباء أنفسهم من اضطرابات النوم نتيجة عملهم في نوبات ليلية وإقامة في المشفى طول الليل، وتختم ريبيكا قائلة: «النوم مدخل جيد للحديث عن سلوكيات صحية أخرى».

المحتوى محمي