تتأثر بشرتنا بقدوم الشتاء وتذبل، وخلال هذه السنة، يبدو أنّ الأمور أسوأ من ذي قبل. تنبّأت الوكالة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي بشتاءٍ أبرد وأكثر رطوبة في مناطق متفرقة من العالم، والنصف الشمالي من الولايات المتّحدة، كما أنّ الجائحة تجعل الأمر أسوأ، إذ أنّ قضاء وقت أطول في الأماكن الداخلية الجافة، وغسل اليدين المتكرر كانا بمثابة سيف ذو حدّين يؤثّر حتى على البشرة بأنواعها. يمكن أن تكون النتائج مكدِّرة بعدّة أشكال، بدءاً من الجفاف المزعج والطفيف إلى الجفاف الحاد، التقشّر، وحتّى تشقّق البشرة.
بسبب الظروف الصعبة التي نمر بها، قد ينبغي عليك أن تغيّر بعض عاداتك هذه السنة، لكن من المحتمل أن تساعدك بعض هذه النصائح في الحفاظ على صحّة يديك.
1. بدّل الصابون بغسول اليدين
الصابون فعّال للغاية في قتل الجراثيم والبكتيريا وحتى بعض الفيروسات، لكنه يمكن أن يتسبب في خربشة الجلد، كما يفيد الصابون في إزالة الدهون، فإنّ العوامل الفعّالة السطحية فيه تتفاعل مع الشحوم والزيوت، وتجعلها ذوّابة في الماء حتى نتمكن من غسلها.
لا مشكلة في هذا إذا كانت يديك مغطّاة بالدهون، لكن لسوء الحظ، فإنّ الحاجز الوقائي الخاص بالجلد يتشكّل من الزيوت أيضاً. عندما تستخدم الصابون المخرّش بشكلٍ متكرر، يمكن أن تتسبب في إتلاف الحاجز الدفاعي الطبيعي هذا، مما يجعل بشرتك أقل كفاءة في الحفاظ على الرطوبة. هذا الأمر ليس مزعجاً فحسب، بل إنه يجعل الأيدي أكثر عرضة للتشقّق.
تنصح الدكتورة «مون جوهارا»، أستاذ سريريّ مشارك في علم الجلد في مدرسة جامعة ييل للطب، بتبديل الصابون بغسول لطيف يرطّب البشرة، ويخلّصك من الجراثيم بنفس الوقت. الأنواع الطبيّة مثل «سيرافي»، «سيتافل»، و«أفين» كلها خيارات جيّدة جداً.
يحدث جفاف مشابه بسبب استخدام مُطهّرات الأيدي. ينصح مركز السيطرة على الأمراض باستخدام مطهرات الأيدي التي تحتوي على نسبة من الكحول تساوي 70% على الأقل، لكنّ الكحول يمتص الرطوبة من البشرة بشكلٍ كبير. المنتجات التي تحقق معايير المركز تكون فعالة في التخلص من الفيروس، لكنّها ستجفّف بشرتك بشكل بشع، لذا فأنت تحتاج لاستخدام منتج يحتوي أيضاً على مكونات مرطّبة.
تحقق من قائمة المكوّنات للمنتجات وابحث عن كلمات مثل السيراميد، الجلسرين، والزيوت المعدنية. هذه المواد ستُنعش بشرتك وتجعلها تجذب وتحتفظ بالرطوبة عن طريق حصرها بطبقة غشائية.
2. استخدم الغسول عدة مرات
حالما تشعر بأنّ بشرتك تجفّ، قد تقرر فركها بقليل من الغسول بشكلٍ تلقائي. هذه ليست فكرة سيئة، لكنّ تطبيقها مرة واحدة يومياً لن يفيد شيئاً. يجب عليك أن تفرك الغسول بعد غسل اليدين كل مرة، وفي أي مرة تشعر فيها أن بشرتك مشدودة.
الحفاظ على الغسول جاهزاً للاستخدام في كل الأوقات سيسهّل عليك الأمور. احمل علبة في حقيبتك، وعلبتين في المطبخ ومغاسل الحمامات، وعلبة على مكتبك أو بالقرب من مكان عملك. لا بأس بأن تحمل علبة في جيب معطفك أيضاً.
يجب الانتباه إلى المكونات نفسها التي يهمّك وجودها في الغسول، السيراميد، الجلسرين، والزيوت المعدنية. إذا لم تكن تعلم ما عليك أن تختار أولاً، جرّب الأنواع المخصصة لحالات محدّدة، «يوسيرين» هو خيار جيد، بينما يمتلك كريم اليد الذي تنتجه العلامة التجارية البرازيلية «ناتورا» طائفته الخاصة من الأتباع لسبب وجيه. إذا كانت بشرتك متشققة أو تالفة، قد يجب عليك التركيز على الترميم باستخدام منتجات مثل كريم اليد «سيكابلاست» من شركة «لاروش بوزيه» أو باستخدام خيار كلاسيكي مثل مرهم شركة «أكوافور» العلاجي.
الاتّساق في الممارسات ضروري أيضاً. الغسول خفيف وهو مزيج مائي عادة، بينما الكريمات والمراهم الأكثف تحتوي على نسبة مئوية أعلى من الشحوم والزيوت، والتي تفيد في الترطيب والإنعاش. عموماً، يتطلّب الطقس الشتوي استخدام كريمٍ أثقل، لكن إذا كان هذا يزعجك أو إذا كنت تكره أن تُغطّى يداك بالزيت، فقد تناسبك الأنواع الأخف هلامية القوام أكثر، إلّا أنّها أقل فاعلية مع ذلك.
3. احم كفّيك
هذه نصيحة سهلة: قم بارتداء القفّازات، لا أكثر.
المبيّضات وصابون الصحون ومنظّفات الغسيل ومواد التنظيف المنزلية الأخرى قد تكون قاسية على اليدين، وحتى إذا لم تلحظ شيئاً عادة عند ملامستها. قد تكون بشرتك حساسة أكثر من العادة هذه السنة. ارتداء قفازات مطاطية ستحميك من أي مواد كيميائية مخرّشة ومن الماء الزائد، لذا حافظ على زوج جاهز دوماً للاستعمال وبدّله إذا تمزّق. يجب عليك أن تحافظ على أصابعك جافة وبحالة جيدة في كل الأوقات.
القفّازات مفيدة أيضاً خارج المنزل بغض النظر عن ظروف استخدامها، فلا تنتظر حتى يصبح الجو قارس البرودة حتى ترتديها. يضر الهواء البارد بالجلد كثيراً (هل سمعت بالتثليج من قبل؟) لذا حتى ولو اعتقدت أنه لا حاجة لاستخدامها، ارتديها، حتى القفازات الرقيقة توفّر القليل من الحماية ضد العوامل الجوية.
4. استخدم الزيوت
إذا رغبت باتّباع مقاربة أكثر طبيعية لترطيب بشرتك، ففركها بالزيوت مباشرة هو خيار مناسب. لكن خذ في عين الاعتبار أن دهون اللحوم ليست مثل الزيوت التي نتحدث عنها، الزيوت ليست مثل بعضها.
يتحدّت الناس كثيراً عن فوائد زيت جوز الهند، لذا فهذا خيار أول مناسب. زيت الأرجان، زيت اللوز الحلو، وزيت ثمر الورد، وزيت الجوجوبا كلها مفيدة طالما لم يكن لديك أي تحسس منها. لتكتشف إذ كنت تتحسس، قم بإجراء الاختبار الرّقعيّ عن طريق فرك قطرتين من أي نوع من الزيوت السابقة على الجزء الداخلي من معصمك وراقب ظهور أي تهيّج أو رد فعل. إذا لم يحدث شيء بعد 10 إلى 20 دقيقة، يمكنك تدليك يديك بالزيت الذي تختاره.
الزيوت المعدنية مثل تلك التي توجد في الفازلين (الهُلام النفطي) حظيت بسمعة سيئة، لكن حسب موهارا، لا يوجد سبب مقنع وراء هذا. إذ تقول: «الزيوت المعدنية تدعم الحواجز الجلدية وتقوّيها، طاردة العوامل المهيّجة وتحافظ على وجود الماء».
5. تغييرات نمط الحياة العلاجية خلال الليل
عندما تفشل كل المحاولات الأخرى، فقد تضطر للقيام بعلاج ليليّ مرطّب. باستخدام كمية وافرة من الزيت أو المرهم، أو الكريم الذي تختاره، دلّك يديك بأي نوع من المرطبات لمدة 30 ثانية لتزيد الامتصاص.
قم بارتداء قفّازات قطنية قبل أن يجف المنتج الذي استخدمته. نسيج القطن سيحمي مفارش السرير والبطانيات، ويُبقي المادة على يديك، لكنه سيساعد بشرتك على التنفّس خلال الليل أيضاً.
في الصباح، انزع القفازات واغسل يديك كما تفعل عادة، باستخدام الماء الدافئ والغسول غير الصابونيّ. يجب أن تشعر بأن يديك ناعمتين ومنتعشتين ومرطَّبَتين. كرر هذه العملية مرتين أو ثلاث مرات أسبوعياً حسب الحاجة، وانتبه لأي شكل من التهيّج.
تذكّر أنّ هذه الحيلة تساعدك على التخلّص من الجفاف الذي يرتبط عادة بالطقس البارد والغسل المتكرر لليدين، لكنها لن تساعدك إذ كنت مصاباً بحالة طبية جلدية. إذا كانت يداك جافة أو تحكّك بشكل مفرط، أو إذا عانيت من أي نوع من الآلام الجلدية أو التشقق، أو إذا ظهرت أي علامات للإصابة بعدوى ما، استشر طبيب الجلدية خاصتك.