تقدم العمر يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض العين؛ وعلى الرغم من أن هناك مشاكل صحية شائعة تحدث في العين والرؤية بسبب السن، إلا أنه يمكن تلافي تلك المشاكل أو تجنب تفاقمها بخطوات بسيطة مثل استخدام مصابيح أكثر إنارة، وزيارة الطبيب فور الشعور بأعراض أي من تلك المشاكل؛ والتي نلخصها في النقاط التالية.
1. التنكس البقعي: الرؤية ضبابية
يتعرض المتقدمين في العمر إلى مرض التنكس البقعي ويعرف طبياً باسم «AMD»؛ ويحدث عادةً بعد سن الخمسين، وهذا المرض يصيب بقعة العين الموجودة في الشبكية، والمسئولة عن الرؤية المركزية، وتؤثر هذه الحالة على مدى وضوح رؤية الوجوه، و القيادة، والقراءة.
التنكس البقعي لا يسبب فقدان الرؤية تماماً، لكن مع تقدم الحالة يعاني الشخص من رؤية ضبابية في مركز نظره، ولتجنب هذه الحالة يُنصح بالامتناع عن التدخين، وممارسة الرياضة، والحفاظ على مستوى صحي لضغط الدم، والكوليسترول، وتناول الخضروات.
2. اعتلال الشبكية السكري
يرتبط هذا المرض بالشخص المصاب بمرض السكر لفترة طويلة، حيث يؤثر مرض السكر على العين، ويسببه تدمير الأوعية الدموية الدقيقة في العين، كنتيجة لارتفاع سكر الدم، ومن أعراض اعتلال الشبكية المرتبطة بمرض السكر هي فقد الرؤية المركزية، وضبابية الرؤية.
يتطور مرض اعتلال الشبكية السكري إذا لم يُعالج؛ وقد يسبب نزيف في العين، أو الإصابة بانفصال في الشبكية، وهي عبارة عن إنفصال الشبكية عن طبقية الأوعية الدموية المغذية للعين المعروفة باسم «المشيمة»، وإذا لم يُعالج انفصال الشبكية في خلال ساعات ربما يسبب في فقدان نظر دائم.
3. المياه الزرقاء تجلب العمى
المياه الزرقاء أو الجلوكوما؛ هو مرض يدمر العصب البصري للعين، ويحدث هذا عادة حين لا تقوم العين بتصريف السوائل؛ ويتراكم السائل في الجزء الأمامي من العين، ويزيد هذا من الضغط في العيني ، مما يؤدي إلى إتلاف العصب البصري.
الجلوكوما سبب رئيسي للعمى لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عامًا، ويمكن الوقاية منه في الغالب عن طريق العلاج المبكر، ومن العوامل التي تزيد فرص الإصابة بالجلوكوما الوراثة، والعِرق، والإصابة بمرض السكر؛ وعلى الرغم من خطورة المرض فلا يعاني المريض من ألم في مراحله المبكرة.
4. قصور البصر الشيخوخي: مراحل ما بعد الأربعين
قصو النظر الشيخوخي واحد من أشهر حالات تدهور النظر، فبمرور العمر يبدأ المرء تدريجياً في المعاناة من عدم القدرة على قراءة الطباعة الصغيرة، أو رؤية الأشياء القريبة، والبعض يصابون بالصداع بسبب القراءة، وحل هذه المشكلة يكمن في ارتداء نظارات للقراءة.
يقدر الباحثون أن ما يقرب من 2 مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من طول النظر الشيخوخي، وهو تغيير طبيعي في أعيننا مع تقدمنا في العمر، ويلاحظ أغلب الناس آثار قصو النظر الشيخوخي في وقت ما بعد سن الأربعين.
5. جفاف العين: أن لا تدمع
تتسبب عدم قدرة الخلايا الدمعية على إنتاج الدموع في جفاف العين، وهي حالة تسبب حكة العين، واحمرارها، وشعور بألم حارق، بالإضافة إلى ضعف في الرؤية، و تستدعي تدخل طبي، وعادةً يوصي الطبيب باستخدام قطرة مرطبة، وقد تحتاج بعض الحالات الخطرة لإجراء جراحي.
أيضاً يؤدي ضعف إفراز دموع كافية إلى مشكلة بالعين، وكذلك الإفراز المبالغ فيه للدموع يعد مشكلة أو علامة على الإصابة بحساسية الضوء، أو الرياح أو تغيرات درجة الحرارة، وقد تدل أيضاً على وجود عدوى بالعين، أو انسداد بالقناة الدمعية.
6. المياه البيضاء: غمامة أخرى
تُعتم العين بمرور العمر؛ وتتكون المياه البيضاء ببطء، وهي عبارة عن سحابة تغشى العين، دون أن تسبب ألم، أو احمرار، أو دموع في العين، لكنها تؤثر على الرؤية، ونظراً لأن عدسة العين شفافة فإن المياه البيضاء تمنع الضوء من المرور بسهولة خلال العدسة إلى الشبكية؛ وعلاج هذه الحالة هو الإجراء الجراحي لإزالة المياه البيضاء، وهي أحد أكثر العمليات انتشاراً في العالم.
وختاماً فإن كثير من أمراض العين لا تظهر آثارها في مراحلها المبكرة، لذا يجب فحص العين سنوياً بشكل دقيق، وإجراء فحص قياس النظر، وفحص الجلوكوما، وعضلات العين، لأنه من الأفضل علاج أمراض العيون في مرحلة مبكرة.