أول فيلم تحت الماء يظهر بعد ضياعه لعشرات السنين

1 دقيقة

لم يتضمن أول فيلم تحت الماء مشاهد بحرية خلابة من النوع الذي قد تتوقعه، وإنما يتضمن تصويراً لحصان ميت، وصانع أفلام شجاع، إضافة إلى مقتل سمكة قرش.

في 1914، اخترع صحفي شاب اسمه ج. ويليامسون ما يسمى "كرة التصوير"، وهي أداة لتصوير المشاهد تحت سطح البحر. كان والد ويليامسون قبطاناً بحرياً، وقام ببناء أنبوب حديدي متراكب مع غرفة ذات نافذة لمساعدته في البحث عن المخلفات القيمة في البحر. وأدرك ويليامسون أنه إذا أضاف مصباحاً، وقام بتوسيع غرفة المشاهدة، فسيصبح من الممكن تزويد الأنبوب بكاميرا وتسجيل ما لم يره أحد من قبل.

بعد إجراء تجربة باستخدام كاميرا للصور الفوتوغرافية، قرر ويليامسون أن ينتقل إلى الهدف التالي، وهو تصوير فيلم متحرك. ولكنه كان بحاجة إلى المال، ولهذا قدم وعداً لمموليه بتصوير المعركة الكبرى: الإنسان ضد القرش. انطلق ويليامسون نحو جزر الباهاماس على متن جول فيرن، وهو زورق مسطح سيستخدم لاحقاً في أول فيلم تحت الماء في العالم: "ثلاثون فرسخاً تحت سطح البحر"، وقد عرف لاحقاً باسم "أهوال الأعماق".

لقطات ثابتة من الفيلم المفقود، والذي عثر عليه اليوم.
مصدر الصورة: متحف آي للأفلام، هولندا

نفذ ويليامسون وعده بالضبط في ذروة هذا الفيلم الوثائقي الذي بلغ طوله ساعة من الزمن. ومن عين كرة التصوير، يمكنك أن ترى حصاناً ميتاً معلقاً بالمقلوب تحت مياه المحيط الدافئة، وهو يتحرك صعوداً وهبوطاً بإيقاع ثابت، وكأنه يحاول أن يفوز بسباق بطيء تحت الماء. التقط القرش الطعم، فيما كان ويليامسون ينتظر. ويتذكر ويليامسون ما حدث في مذكراته على النحو الآتي: "أمسكت بزعنفة الوحش، وأحسست بيدي وهي تشد عليها. وبحركة ملتفة، أصبحت تحت بطنه البيضاء ذات المسحة الرمادية قرب المكان الذي كنت أحاول الوصول إليه. وضربت بكل ما بقي في جسدي من قوة، وشعرت بسريان القشعريرة والارتجاف في ذراعي عندما أحسست بالنصل يخترق اللحم وصولاً إلى المقبض، وبعد ذلك أحسست بغشاوة، وارتباك، وفوضى عارمة".

تحول هذا المشهد العنيف تحت الماء إلى سابقة لفيلم "20,000 فرسخ تحت الماء" المأخوذ عن رواية لجول فيرن بنفس الاسم، ولكنه دخل حيز النسيان بعد قرن من الزمن، واختفى مثل كنز غارق. تقول جوزي والترز-جونستون، أخصائية في تنظيم المكتبات في مركز بحوث الصور المتحركة في مكتبة الكونجرس: "فيما يتعلق بالأفلام، وفقاً لمعلوماتي، فإن فيلم " ثلاثون فرسخاً تحت سطح البحر" ما زال يعتبر فيلماً مفقوداً".

ها هو ذا الفيلم قد عاد إلينا، بمثابة نافذة سحرية لقصة حقيقية حدثت على عمق ثلاثين فرسخاً تحت سطح البحر.

المحتوى محمي