رحلت القطة الغاضبة الشهيرة أو الـ «Grumpy Cat» التي اشتُهرت بشكلها المميز على مواقع التواصل الاجتماعي في مارس/ آذار 2019، عن عمر 7 سنوات، وخلَّفَ الخبر حزناً شديداً في قلوب عشاقها ومتابعيها على مواقع «فيسبوك» و«إنستجرام»، وأثار الخبر سؤالاً قديماً: لماذا لا نقوم باستنساخ «القطة الغاضبة» كي لا تموت أبداً، خاصةً أننا نمتلك بالفعل التقنية اللازمة للاستنساخ؟
كلنا نريد القطة الغاضبة
بدأ طَرْح السؤال في عام 2014، على موقع «كورا» على يد أحد مرتادي الموقع، باستنساخ القطة الغاضبة لكي يمتلكها الجميع، وكانت هذه القطة قد عانت طفرة جينية تسبب لها التقزم، وهي السبب في أن تكون بهذا الشكل، وهي حالة قد تُورثها إذا استُنْسخِت، وهذه الطفرة سبب شهرتها في الوقت ذاته؛ فقد جعلت عشاقها ينتظرون ساعات لكي يحصلون على صورة بجانبها.
ما هو الاستنساخ؟
فكرة الاستنساخ ليست بعيدة عنا تماماً؛ فنحن نأكل طوال الوقت نباتات مستنسخة عن طريق عملية تُسمى بــــــــ "الإكثار الخضري. أما الحيوانات فيخلق الاستنساخ صورة مماثلة لها، وكأن الأصل والصورة المُستَنْسخة توءم، جاء أحدهم متأخراً، ولا يُغيِّر الاستنساخ التركيبة الجينية للحيوان، ولا يتلاعب بجيناته.
كيف يتم استنساخ الحيوانات؟
إحدى شركات استنساخ الحيوانات كتبت على موقعها أنها قامت باستنساخ آلاف الأبقار، وتمت الولادة بنجاح وسعادة. وتشرح خطوات الاستنساخ؛ أولها: حفظ خلية من الحيوان وتجميدها، وتؤخذ بعدها بويضة من أنثى الحيوان، من مبيض الأنثى المُضِيفة، وتُزال النواة التي تحتوي على الجينات. وثانيها: إضافة نواة الخلية المنزوعة من الحيوان المراد استنساخه إلى البيضة، بعد عدة خطوات في المعمل ستتحول البويضة إلى جنين، يُزرع في رحم أنثى تُضيفه من أجل إنتاج الحيوان المستنسخ.
بدأ استنساخ الحيوانات منذ 20 عاماً؛ لذا فإن الأمر ليس جديداً. فقد ولدت النعجة دوللي أول حيوان مستنسخ عام 1996، وتوفيت عام 2003. تلا استنساخ النعجة دوللي آلاف المحاولات لاستنساخ 20 فصيل من الحيوانات تقريباً. بعدها بعقدين استنسخ علماء صينيون قردين توأم يدعيان: «تشونج تشوج» و«هوا هوا»، وأكد العلماء حينها أنه لا نية لاستنساخ البشر.
لماذا تُستنسخ الحيوانات؟
سيكون استنساخ الحيوانات المهددة بالانقراض مفيداً بالطبع، ومضاعفة عدد حيوانات المزرعة ذات الجودة العالية أيضاً، وكذلك إنتاج الحيوانات المُعدَّلة وراثياً التي تستخدم في الاختبارات والأبحاث الطبية، لكن عندما يتعلق الأمر باستنساخ حيوانات المنزل الأليفة، لابد أن تُذكر حقيقة أن المُستَنْسَخ منها في أغلب الأحيان يعاني مشكلات صحية؛ لأنها تتعرض كثيراً -إذا لم تُجهض- للموت بعد الولادة مباشرةً، وأظهرت الفئران المستنسخة ميولاً عالية للسمنة.
وإن أراد شخص ما استنساخ حيوانه الأليف، فلابد من أن يعرف أن هذه العملية ليست رخيصة؛ لأنها تتكلف آلاف الدولارات، وإن استطاع تكبد هذه المصاريف، فلن يعجبه الحيوان المُستَنْسَخ؛ لأنه لن يكون بالضرورة متماثلاً شكلياً لحيوانه الأليف. فقد يتغير لونه، بالإضافة إلى أن الحيوان الجديد لن يمتلك شخصية الحيوان السابق نفسه؛ لأن الطبيعة وطريقة النشأة تلعب دوراً مهماً في تكوين سلوك الحيوان، ولا يكون ذلك في الجينات فقط، وقد يُضطر الشخص إلى أن يودع حيوانه المُستَنْسخ -مع تغير شكله وسلوكه- ينعم بالسلام، ويُنفق أمواله في رعاية حيوانات أخرى.
ختاماً، بالتأكيد لا شيء يعود كما كان إذا رحل، وفقدان حيوانك الأليف سيكون مؤلماً، لكن هل ستقوم بهذه الخطوة؟