اكتشاف حفريات لحوت مصري قد تملأ ثغرات في تطور الحيتان

2 دقائق
حوت مصري, وادي الحيتان, مصر, اكتشاف, إجيكتوس جهيني,جيولوجيا, حفريات
صورة أرشيفية لوادي الحيتان في مصر — حقوق الصورة: اليونسكو

بإلقاء نظرة سريعة على السجل الأحفوري للحيتان، سنجد أنها عاشت منذ نحو 50 مليون سنة في عصر الإيوسين، وتطورت من مخلوقات برّية إلى برمائية، ثم أصبحت تعيش في المياه (المحيطات). وفي بحث نشر في دورية «POLS ONE» في 11 ديسمبر/ كانون الأول الجاري؛ يشير إلى اكتشاف جديد لحفريات حوت مصري في منطقة وادي الحيتان، قد يكون الحلقة المفقودة في سجل تطور حركة الحيتان من كونها مخلوقات برمائية، إلى مخلوقات تستوطن المحيطات.

يقول «فيليب جينجيرش» عالم الحفريات بجامعة ميشيجان:

«يمثل الحوت الأحفوري الموصوف حديثاً نوعاً جديداً وخطوة مهمة في تطور حركة الحيتان». الجدير بالذكر أن البحث قام عليه جينجيرش من جامعة ميتشجان، والذي بدأ رحلته في دراسة الحيتان منذ السبعينيات، والباحث المصري «محمد سامح»، و«إياد زملوت»، بالتعاون مع وزارة البيئة المصرية.

يظهر جينجيرش في هذه الصورة عام 2007 في منطقة وادي الحيتان في مصر، حيث يقوم بتسجيل المعلومات عن الحفريات هناك.

حكاية «إجيكتوس جيهيني»

الحوت المكتشف هو «إجيكتوس جيهيني - Aegicetus gehennae»، هو حوت حديث غير معروف من فصيلة الحيتان الأولية (البروتوسيتيد - Protocetidae). يعتقد العلماء أن هذه الفصيلة كانت شبه مائية (برمائية)، حيث استخدمت أطرافها للتحرك على اليابسة وفي المياه، بدلاً من الذيول كما هو الحال بالنسبة للحيتان الحديثة.

صورة توضح 7 فقرات من الحوت الجديد في تكون جهنم منطقة وادي الحيتان في مصر
صورة توضح 7 فقرات من الحوت الجديد في تكوين جهنم - منطقة وادي الحيتان في مصر

اكتشف الحوت جهيني عام 2007 لأول مرة في تكوين جهنم «Gehannam Formation» في وادي الحيتان في الصحراء الغربية لمصر. يرجع تاريخه إلى حوالي 35 مليون سنة، حيث تنتمي فصيلة «البروتوسيتيد» إلى منتصف عصر الإيوسين في إفريقيا وآسيا وأميركا الشمالية والجنوبية.

يكشف الهيكل العظمي الكامل للحوت المكتشف عن هيئته الخارجية، والذي يشبه إلى حدٍ كبير شكل الحيتان القديمة التي تواجدت خلال عصر الإيوسين؛ مثل الحوت الشهير «باسيلوسورس - Basilosaurus». كانت هذه الحيتان القديمة تتبع طريقة سباحة التماسيح اليوم، حيث كانت تستخدم أطرافها في السباحة.

أما الحوت جهيني، فيتضح من خلال شكل جسده المميز بأطراف صغيرة وجسد الممتد لثلاثة أمتار ونصف، وذيل أكثر استطالة، وعدم وجود اتصال قوي بين الأرجل الخلفية والعمود الفقري؛ أنه استخدم جسده في السباحة أكثر من الأطراف بخلاف أسلافه القديمة. ولهذا يعد قالب لسد الثغرة بين تطور حركة الحيتان من السباحة باستخدام أطرافها إلى جسدها وذيلها. يؤكد جينجيرش أن هذا الاكتشاف الجديد يشير بالفعل إلى حدوث تغيرات تطورية مماثلة خلال عملية الانتقاء، وهي تغييرات أدت إلى ظهور الحيتان الحديثة لأسلاف الحيتان القديمة؛ مثل الباسيلوسوريات.

يقول جينجيرش: «الحيتان المبكرة التي تنتمي إلى فصيلة البروتوسيتيد، والتي عاشت قبل 47 إلى 41 مليون عام؛ استخدمت أطرافها في السباحة، وفي وقت لاحق، منذ حوالي 37 مليون عام، تطورت الحيتان من نفس الفصيلة وأصبحت تستخدم ذيلها للسباحة».

أما عن اسم الحوت، فهو مكون من كلمتين «إجيكتوس - Aegicetus»، وتعني عظمة الصدر القوية التي تشبه الدرع، و«gehennae» أو جهنم، نسبة إلى تكوين جهنم الذي وجد به في وادي الحيتان.

ختاماً، يجب الإشارة إلى أن البحث في مصر تم تحت رعاية المتحف الجيولوجي المصري، والهيئة المصرية لشئون البيئة، وهيئة الموارد المعدنية المصرية، أم في الولايات المتحدة فكان تحت رعاية متحف علم الحفريات بجامعة ميتشجان، والمؤسسة الأميركية الوطنية للعلوم، والجمعية الجغرافية الوطنية.

المحتوى محمي