أجسام كروية شفافة، تحب الارتفاع إلى الأعلى، حساسة للغاية لدرجة أنها تتلاشى عند لمسها، لكنها تضفي جواً من الرومانسية والطفولة في المكان الذي تتواجد فيه. ربما كان هذا ما نعرفه عن فقاعات الصابون التي لعبنا بها في طفولتنا. وهذه الأجسام السريعة الزوال قد أصبحت مثالاً يحتذى به، فيقال فقاعة إعلامية عن أي ضجة متوقع زوالها خلال فترة قريبة. لكن ما صدر مؤخراً عن الجامعة الأميركية في بيروت لم يكن فقاعة إعلامية بل فقاعات علمية، وتحديداً كيميائية، يمكن التحكم بها وبحركتها.
في بحث أجراه البروفسور فؤاد عزيزي المهندس الكيميائي في كلية مارون سمعان للهندسة والعمارة في الجامعة الأميركية في بيروت، بالتعاون مع طالب الدراسات العليا في الكلية خالد أبو حويج، تم تطوير نظام يعمل على تدعيم عملية خلط الغازات والسوائل، وذلك بطريقة أكثر فعالية سواءً من ناحية نواتج المزج أو من ناحية حجم أجهزة الخلط.
تقوم هذه التقنية على إدخال الغازات إلى السائل من خلال أنبوب يحول الغاز إلى فقاعة ويدفع بها إلى داخل السائل، تؤدي هذه الطريقة إلى زيادة مجال التلامس بين المادتين (السائل والغاز) وبالتالي زيادة فعالية الخلط. ولتحقيق ذلك طور الباحثان جهازاً يتم التحكم من خلاله بفتحة الأنبوب الذي يولد الفقاعات، كما يسمح الجهاز بإبقاء المواد المراد خلطها لفترة طويلة وهي بحالة فقاعة. مع العلم أن هذا الجهاز أصغر من الخلاطات المعتمدة في المنشآت الكيميائية بألف مرة.
يذكر أن للخلاطات الثابتة تطبيقات مهمة لمعالجة السوائل والغازات على حد سواء، فقد تستخدم لتنقية الغاز من الشوائب التي يحملها وبالتالي جعله أكثر كفاءة وفعالية، كذلك يمكن استخدامها لإزالة الغازات من السوائل (تنقية الماء من غاز ثاني أوكسيد الكربون على سبيل المثال). لذلك سيكون لهذا النوع الجديد من الخلاطات نتائجه الفورية التي ستظهر في المعامل وخطوط التنقية والتحلية والمعالجة.
نشر البحث في شهر أبريل الماضي في مجلة المعهد الأميركي للمهندسين الكيميائيين هذا العام، في العدد الرابع من السنة الثالثة والستين.