الموت بسبب قشرة موزة؟ الثقب الأسود؟ رأي العلم بكوابيسنا العبثية

2 دقائق

تعلم أن الموت آت لا محالة، ولكن هل أنت على استعداد للحديث عنه؟ لا أظن ذلك، خاصة إذا كان الحديث هو عن موتك أنت، ولكن ماذا لو كان الحديث عن موت الآخرين؟ أو الحديث عن الموت الافتراضي بطريقة غريبة لشخص ما؟ تريد أن تعرف جميع التفاصيل؟ هذا هو الموضوع الذي نراه في المسلسلات البوليسية كسلسلة CSI أو في قصص أدب الجريمة، ولكن هل هناك أي حقيقة علمية وراء هذا الموت الخيالي أو الوهمي؟ نعم، فقد صدر كتاب جديد بعنوان: "ها قد أتاك الموت" يستكشف ماذا سيحدث لجسمك إذا قضيت عطلتك في كوكب الزهرة أو دخلت في متاهة الثقب الأسود أو تزحلقت بقشرة موز.
يقول كودي كاسيدي أحد مؤلفَي هذا الكتاب" :"كشخص واجه حظه العاثر وتزحلق بقشرة موز في شارع مظلم آخر الليل ونجا بنفسه، لقد شعرتُ بالمكيدة. إن قشرة الموز زلقة جداً حتى أكثر من الجليد، وقد صورتها رسوم الكاريكاتير بطريقة صحيحة. وإذا تزحلقت بقشرة موز ولم تستطع أن تتحكم بطريقة سقوطك قبل أن يرتطم رأسك بالأرض فقد تموت، وإنه لمن الواضح أن قشور الموز هذه أشياء قاتلة موجودة على مرأى من الجميع".
كاسيدي وشريكه في تأليف الكتاب بول دوهيرتي كبير العلماء في متحف إكسبلوراتوريوم في سان فرانسيسكو قضيا عدة أشهر في استكشاف أكثر الطرق التي يموت بها الناس عبثية لمعرفة ما الذي قد يحدث للجسم البشري في أكثر حالات الموت غرابة.
يقول دوهيرتي: "كان الأمر ممتعاً للغاية، إن علينا أن نفكر ملياً في الطرق التي يمكن أن يموت بها الناس". قد يبدو الأمر مروعاً، ولكن هناك الكثير من الحقائق العلمية التي تفسر قضية مثيرة للانتباه كالموت نناقشها ونحن على مائدة العشاء.
يقول دوهيرتي: "لدي الكثير من الأصدقاء من عشاق الدراسة، ولذلك فإن مثل هذه المحادثات تكون طبيعية على العشاء"
وقد قام المؤلفان بإجراء البحث على عدد كبير من أصدقائهما وأفراد عائلتهما، ليس فقط لقياس ردود الفعل، ولكن أيضاً لجمع الأفكار. لقد وردت الكثير من الأسئلة من أشخاص آخرين، وقد جاءني سؤال من جدتي عن الموت بسبب الطعام الفاسد، فهناك الكثير من الأسئلة التي يسألها الناس لأنفسهم دائماً ولا يجدون لها أجوبة". ويقول كاسيدي عن تجربة مواجهة سيناريوهات الكوابيس التي يرويها الناس: "ربما كان علاجاً تطهيرياً بطريقة غريبة إلى حد ما".
وقد حاول المؤلفان في بحثهما إيجاد حسابات لأشخاص واجهوا هذه المخاطر ونجوا منها (الانحدار على شلالات نياغارا في برميل، أو وصل جزء من الجسم بجهاز مسرع الجسيمات وهو في حالة التشغيل ...). وكان دوهيرتي قادراً على الاستفادة من التجارب الشخصية في بعض فصول الكتاب بما في ذلك فصل يتحدث عما يمكن أن يحصل لو انفجرت بك نافذة الطائرة وأنت في الجو. ولكونه عضواً في القوى الجوية فقد خضع لتجربة تدريب وتعامل مع هذا الكابوس على وجه التحديد.
لا يمكن للولع المرَضي أن يتغلب على جوانب الموت الأكثر إثارة للقلق، والأشياء التي قد تحدث كثيراً للناس (تحطم السيارة، النوبات القلبية) يتم وضع حد لها وبسرعة. يقول كاسيدي: "لقد قضينا بعض الوقت في محاولة جعل النار أمراً مستساغاً ولكن ذلك كان مستحيلاً ولذلك طرحنا الأمر جانباً". وهناك أمر آخر تم التركيز عليه هو الموت بثلاثي فلوريد الكلور وهي مادة كيميائية تشعل الزجاج والرمل، ويقول دوهيرتي أنهم وجدوا أن هذه المادة قد تصهر العظام وتحطم الأعصاب وتترك الجسم ككومة من اللحم اللزج". ويختم بقوله: "لقد كان هذا أمراً فوق الاحتمال".

المحتوى محمي