إن الأمر الوحيد الممتع في البثور هو القيام بفقئها. إذ تلاحظ بدء ظهور نقطة بارزة، والتي تنمو لتتحوّل إلى بثرة صغيرة سيئة كاملة التشكّل وذات رأس أبيض. أخيراً، وبعد أيام من محاولة إخفائها، يمكنك فقؤها وإخراج كل ذلك القيح الذي بداخلها. فهذا الأمر هو ما تقوم به طبيبة الأمراض الجلدية الشهيرة بيمبل بوبر! ولكن لا يوصي أطباء الأمراض الجلدية بفقء حبّ الشباب، بل لا ينصحون بذلك في الواقع.
وقالت ميجان فيلي - طبيبة أمراض الجلد الحاصلة على شهادة البورد الأميركي والتي تمارس الطب في مانهاتن ونيوجيرسي: "مهما كان الأمر مغرياً، فلا تحاول فقء البثور في المنزل"، الأمر الذي أثار حفيظة كل الأشخاص في العشرينيات من أعمارهم ممّن تم إخبارهم بأن حبّ الشباب سينتهي بعد فقئه. ووافقت عل ذلك أيضاً ريبيكا باكست - طبيبة أمراض الجلد الحاصلة على شهادة البورد الأميركي والتي تمارس الطب في نيو جيرسي – بقولها: "لا تقم بفقء البثرة أبداً".
إذا تمكنت من تجاوز خيبة الأمل، فإليك أسباب عدم فقء البثور.
يؤدي ذلك إلى الإصابة بالعدوى
أكّدت كلتا الطبيبتين المتخصصتين بأمراض الجلد بأن محاولتك فقء البثرة بنفسك تؤدي إلى حدّ كبير إلى إصابتك بالعدوى. تبدو البثرات غير جذابة، وتعتقد بأنك ستحسّن مظهرها من خلال إزالة القيح الأبيض، إلا أنّ ما تقوم به فعلاً هو تحويل هذه المنطقة الملتهبة إلى جرح مفتوح. إذ أنك تخترق الحاجز الجلدي سواءً قمت بإدخال دبوس في أعلى البثرة أو بفقئها بالقوة. يقوم الجلد بشكل كبير بمنع البكتيريا المُعدية من دخول الجسم، حتى عندما يكون هناك بثور تحته. ومن خلال إحداث فتحة في الجلد، فأنت تعطي هذه البكتيريا فرصة للدخول إلى الجسم.
وحتى لو أدّى ذلك إلى عدوى صغيرة، فإن مجرد تأخير وقت الشفاء سيشعرك بالألم. سينتهي بك المطاف بمعاناتك من فقاعة حمراء ولاذعة لفترة أطول مما كنت ستعاني في حال تركتها وشأنها.
قد يؤدي ذلك إلى حدوث الندوب
يعدّ الالتهاب أحد ردود الجسم على الأجسام الغريبة، وهو صحيّ بطرق كثيرة، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى حدوث الضرر. وهذه هي الطريقة التي تحدث بها ندوب حبّ الشباب. إذ تؤدي الاستجابة الالتهابية إلى تغيّر أنسجة الجلد، مما يُحدِث منخفَضاً صغيراً أو بروزاً مرتفعاً. وإن الأشخاص الذين يعانون من النوع السيء من حبّ الشباب بشكل خاص – أي عندما تكون البثور عميقة ومؤلمة وتشبه الكيسات – يكونون أكثر عرضة لحدوث الندوب، ولكن إزالة هذه البثور أو فقأها يزيد من احتمال العلامات الدائمة من خلال زيادة الالتهاب.
وقد حذرت كلتا الطبيبتين المتخصصتين بأمراض الجلد اللتين استشرناهما من احتمال حدوث الندبات، وذكرتا بأنه يجب معالجة حبّ الشباب الشديد من قبل الطبيب المتخصص. إذ أن هناك أدوية (ترافقها آثار جانبية بالطبع) وحقن وطرق لإزالة البثور والتي يمكن لأخصائي الأمراض الجلدية القيام بها لمساعدة الجلد. إن حقيقة أن كل شخص يصاب بحبّ الشباب لا تعني أن الجميع مؤهل لمعالجته.
لن يقوم ذلك بحلّ المشكلة فعلاً
لنفترض أن فقء البثور لم يؤدّ إلى الإصابة بالعدوى أو حدوث الندوب، ولكنه لن يفيدك حتى. فحبّ الشباب ينجم عن انسداد المسام التي غالباً ما تكون ممتلئة بالبكتيريا أو غيرها من المواد المهيّجة. عندما تقوم بالضغط على البثرة، فقد تشعر بإحساس مريح بتفريغ القيح، ولكنك أيضاً تنقل كافة المواد الأخرى السيئة إلى الجلد المحيط، لأنه كان يحتويها جميعاً!
نحن نعرف بأنه من الصعب إبقاء يديك بعيداً عن البثرة. ولكن عليك الذهاب لمشاهدة بعض فيديوهات فقء البثور بدلاً من ذلك. إنه يؤدي إلى ارتياح غير مباشر، ولكن جلدك سيشكرك على ذلك.
كيف يجب أن أتعامل مع البثور؟
باستثناء مراجعة طبيب الأمراض الجلدية، هناك بعض الأمور التي يمكنك تجريبها لعلاج البثور المستعصية. أولاً، هناك الخيارات الأساسية من حمض الساليسيليك (الصفصاف) وبيروكسيد البنزويل، ويعدّ الأخير هو الأكثر فعالية لأنه يقضي على البكتيريا البروبيونية العدّية (بالمناسبة، لا تعدّ كافة مراهم المضادات الحيوية فعّالة، لذلك تجنب استخدام مرهم نيوسبورين الذي يؤدي إلى انسداد المسام). وتبيع متاجر الأدوية بعض الكريمات الموضعية ذات التركيز الأعلى من غسولات الوجه العادية.
إن الكثير من العلاجات الأخرى التي ربما سمعت عنها - مثل استخدام الكمادات الدافئة أو الباردة على سبيل المثال - لا تحتوي على الكثير من الأدلة بطريقة أو بأخرى. إذ يقلل الثلج من الالتهاب بشكل مؤقت، إلا أن الالتهاب ينبغي أن يستمر على المدى الطويل لأنه يساعدك على الشفاء. وقد تساعد الحرارة على التخلص من القيح، ولكن ليس من المفترض أن تفقأ البثرة على أية حال، وبالتالي لن يكون ذلك مفيداً أيضاً.
لسوء الحظ، إذا كنت تعاني من البثور السيئة بحقّ، فإن أفضل ما يمكنك فعله هو مراجعة طبيب الأمراض الجلدية أو الاكتفاء بالانتظار مع الاستمرار في تطبيق بيروكسيد البنزويل. يمكن للطبيب المتخصص أن يصف لك العلاجات الموضعية الأخرى لاستخدامها في المنزل، مثل كريمات الريتينويد التي تساعد في تقليل الالتهاب وتمنع انسداد المسام في المقام الأول. يمكنك أيضاً استخدام المضادات الحيوية الموضعية أو الجهازية (يتم استخدامها بشكل أقل في الوقت الحالي بسبب القلق من المقاومة للمضادات الحيوية)، أو ربما غيرها من الكريمات المضادة للالتهاب.
في الوقت الحالي، ما عليك سوى الانتظار.