جمجمة عمرها 13 مليون عام قد تظهر لنا الشكل الذي كان يبدو عليه أسلافنا

2 دقائق
لا يزيد حجم الجمجمة "أليسي" عن حجم حبة ليمون، ولكنها قد تعود إلى سلف مشترك للقرود والبشر قبل 13 مليون عام.

أدى إطفاء إحدى السجائر في سبتمبر من عام 2014 إلى اكتشاف شديد الأهمية لجمجمة مكتملة تعود لسلف مشترك للبشر والقرود.

وكان إشعيا نينجو من معهد حوض توركانا في جامعة ستوني بروك وكلية دي أنزا في كوبرتينو بكاليفورنيا، والمؤلف الرئيسي للدراسة، قد قام بفحص أحد المواقع في منطقة نابوديت، الواقعة غرب بحيرة توركانا في شمال كينيا، مع مجموعة من ستة مكتشفي متحجرات محليين، عندما اكتشف أحدهم عظماً وهم وشك العودة في نهاية عملهم في ذلك اليوم.
يقول نينجو: "حان موعد عودتنا، وكنا في طريقنا لنستقل سيارة العمل، ونحن في مزاج سيئ. ثم قام أحد مساعديّ، واسمه جون إيكوسي، بإخراج بعض التبغ وبدأ بلفه ليحوله إلى لفافة. ابتعدنا عنه قائلين إنك تخنقنا برائحة دخانك، اذهب ودخن في مكان آخر. لذلك بدأ يسرع مبتعداً عنا. عندما اقتربنا من السيارة، رأيناه وقد توقف، ليبدأ بالدوران. عندها أدركنا أنه لا بد وأنه قد وجد شيئاً ما".

وعند التحقق عن قرب، أصبح واضحاً لنينجو أن هذا الشيء الذي وجده هو جمجمة حيوان من الرئيسيات.

جمجمة الحيوان الذي ينتمي إلى الرئيسيات بعد تنظيفها جزئياً.

والجمجمة التي أطلق عليها اسم أليسي، تعود إلى قرد صغير ينتمي إلى الرئيسيات، عاش قبل حوالي 13 مليون سنة. وقد تكشف لنا هذه الجمجمة الشكل الذي كان عليه السلف المشترك لكل القرود والبشر الموجودين حالياً.
والقرود التي تشمل الشمبانزي، والغوريلا، وإنسان الغاب، وقرود الجيبون، هي الأكثر ارتباطاً بالإنسان من بين جميع الرئيسيات التي ما تزال تعيش اليوم. حيث عاشت أقرب أنواع الشمبانزي للإنسان في إفريقيا قبل 6-7 مليون سنة.
يقول نينجو: "لقد اكتشفنا مع مرور السنوات، عدداً كبيراً من الأحافير التي تساعدنا على فهم مراحل التطور البشرية بشكل أفضل، من الوقت الحالي إلى ما يقرب من ستة أو سبعة ملايين عام مضى. لقد وجدنا بعض الأحافير المذهلة، فهناك الطفل الذي وجد في إثيوبيا، وهناك لوسي، وهناك صبي توركانا، كان هناك بعض الأحافير المذهلة التي تمكننا من فهم البشر. ولا يزال هناك الكثير جداً لنتعلمه".

ولكن عندما يتعلق الأمر بمراحل التطور التي سبقت ظهور الإنسان، فإن ما نعرفه -وفقاً لنينجو- قليل جداً، ولا يتجاوز اكتشاف بعض العظام والأسنان. ونأمل أن يغير اكتشاف هذه الجمجمة الصغيرة التي قد تعود إلى حيوان يشبه قرد الجيبون من هذا الواقع.

يقول نينجو: "نحن بحاجة الآن إلى تحقيق أكثر عمقاً، لفهم أفضل لتلك المراحل السابقة من التطور. وآمل أن تكون "أليسي" بداية لجهود أكثر تضافراً لفهم مراحل التطور التي سبقت ظهور البشر بشكل أفضل".

المحتوى محمي