زراعة الأزهار البرية قد تُنقد النحل الطنان من خطر الانقراض

2 دقائق

تواجه أسراب النحل الطنان في القارتين الأمريكية والأوروبية خطراً متزايداً بالانقراض. وعلى الرغم من أن المشرّعين يبحثون في تصنيف هذه الكائنات مع الأصناف المهددة بالانقراض، إلا أنه من غير المتوقع أن يساهم هذا الإجراء كثيراً في حل المشكلة. ولكن الخبر السار يكمن في أن إجراءً معيناً قد يكون الأمل الوحيد لهذه الكائنات للبقاء على قيد الحياة.

ففي دراسة جرى نشرها مؤخراً في مجلة الطبيعة، توصل باحثون إلى أن استيطان النحل الطنان في المناطق الغنية بالأزهار البرية يزيد من احتمالات بقائه على قيد الحياة حتى العام التالي بمعدل يصل إلى أربعة أضعاف، وخاصةً إن احتوت المنطقة على نباتات متنوعة تُنتج أزهاراً في فصلي الربيع والصيف.

ويبدو أن هذه النتائج غير مفاجئة لعلماء البيئة، فقد دأب الإنسان على استثمار السهول والغابات وتحويلها إلى مزارع، مما قلّص من تنوع الأزهار التي يقتات النحل عليها، فمن الطبيعي أن تساهم استعادة تلك الأزهار البرية في حل المشكلة. وقد أكدت ذلك الدراسة الحديثة التي اعتمدت على تقنيات دقيقة لجمع عينات من النحل الطنان، وخلُصت إلى أن زراعة تشكيلة من الأزهار البرية بأعداد كبيرة قد تساعد على زيادة أعداد النحل الطنان عاماً بعد عام.

يقول سام دروجي، اختصاصي علوم الأحياء، ومدير المختبر الأمريكي الجيولوجي لتحري النحل ومراقبة أعداده، مُعلقاً على نتائج الدراسة التي لم يشارك في إعدادها: "من الصعب مراقبة النحل بالطرق التقليدية، وإن كثرة أعداده وأنواعه تزيد من تعقيد تلك المهمة".

قامت المعدة الرئيسية للدراسة كلير كارفيل وزملاؤها بدراسة ثلاثة أنواع من النحل الطنان المتوزع على مساحة 20 كيلومتراً مربعاً في مدينة باكينجهامشاير في المملكة المتحدة. وقد استخدم الباحثون طريقة التحليل المكاني لتحديد المساحات المزروعة، والمساحات العشبية، والغابات، والقرى، والأزهار المُحببة للنحل، والأماكن الصالحة لبناء الخلايا. كما لاحظ الباحثون أن مُلاك بعض الأراضي المزروعة قد قاموا باستنبات أزهار برية على طول مزارعهم وبين الحقول.

قام الباحثون بجمع عينات من حمض الدنا من أكثر من ألفي حشرة نحل طنان، وذلك بهدف معرفة أي فصائله التي تمكنت من العيش حتى العام التالي، وأي الأزهار التي ساعدت أكثر على إطالة عمره.

يقول ستيفن بوشمان، عالم الحشرات والأستاذ بجامعة أريزونا بمدينة توسون الأمريكية: "لا أعلم أن فريق بحثٍ في أي مكان في العالم قد قام بجهودٍ مماثلة".

يقول جيفري لوزير، اختصاصي علوم الوراثة السكانية: "على الرغم من أن نتائج الدراسة بحاجة لتأكيد من خلال إجراء دراسات أخرى على أعدادٍ أكبر من أنواع النحل المختلفة وعلى مساحات جغرافية أوسع، إلا أنها توفر دليلاً قوياً على العلاقة بين إعادة تهيئة مواطن النحل الطنان وقدرته على الحياة لفترة أطول، وهو ما يدعم جهود حماية هذا النوع من النحل من الانقراض".

ويُضيف لوزير: "يمكن لجميع الناس أن يُساهموا في هذه الجهود، فما عليهم سوى تخصيص بضعة أمتار مربعة من حدائق منازلهم لزراعة تشكيلة من النباتات البرية التي تُزهر في فصلي الربيع والصيف، مع توفير بعض الأماكن التي تصلح لتعشيش النحل، مثل بيوت الطين الصغيرة أو مساحات من الأرض الفارغة".

يقول دروجي: "يتغذى النحل الطنان على أنواع شتى من طلع الأزهار، وإنه ليستفيد من الحفاظ على تشكيلة واسعة من الأزهار البرية في بيتها الطبيعية. فكيف إذا فكرنا بأنواعٍ أخرى من النحل أقل تنوعاً في مصادر غذائها، فقد يؤدي القضاء على تشكيلة الأزهار البرية إلى انقراض تلك الأنواع بشكل كامل".

المحتوى محمي