ستيفن هوكينج ينشر أطروحته للدكتوراه لتكون متاحة للجميع

2 دقائق
كتابة بخط يد ستيفن هوكينج على الصفحة الأولى من الأطروحة

تعطل الموقع الإلكتروني لجامعة كامبريدج بسبب الإقبال الشديد على تحميل أطروحة ستيفن هوكينج عن الآثار المترتبة عن الطبيعة التوسعية للكون. ستيفن هوكينج هو واحد من أكثر علماء الفيزياء الفلكية الأحياء تميزاً، وقد أظهر قراره بجعل أطروحته للدكتوراه متاحة لمن يريد الوصول إليها تقديره لحركة الوصول الحر للمعلومات.

وقال هوكينج في تصريح له: "من خلال جعل أطروحتي للدكتوراه متاحة للجميع، آمل أن يلهم ذلك الناس في جميع أنحاء العالم للنظر إلى النجوم وليس إلى أقدامهم، وأن يتساءلوا عن مكاننا في الكون ومحاولة إيجاد معنى لهذا الكون ".

من جهته، أضاف وكيل الأبحاث العلمية في جامعة كامبريدج، آرثر سميث، أن كل أطروحة لطلاب الدراسات العليا ملتزمة الآن بتقديم نسخة رقمية من الأطروحة مع الوثيقة الأصلية. ويأمل أن ينتهزوا الفرصة لإطلاق أبحاثهم للجمهور. وفي الولايات المتحدة، تعهد العلماء والمكتبات بالتزامات مماثلة لإتاحة الرسائل، على الرغم من أنهم غالباً ما يدفعون ثمنها كاملاً.

وتبلغ عائدات صناعة النشر الأكاديمي حوالي 10 مليارات دولار كل سنة، ويكلف نشر كل مقالة في إحدى المجلات ثلاثة آلاف دولار. واختار بعض العلماء مثل جون ويلينسكي من مشروع المعرفة العامة في جامعة ستانفورد أن يدفع ثلاثة آلاف دولار للناشر ليجعل بحثه متاحاً للجميع. ولكن الأكاديميين الذي يحصلون على منح أصغر - والتي تكون غالباً في العلوم الإنسانية- لا يستطيعون تحمل هذه التكاليف دائماً. ولذلك فقد بدأت المكتبات بالمساهمة في هذا العمل أيضاً. ففي أبريل 2017، اتفقت ثلاثة آلاف مكتبة على دفع تكاليف وصول المؤسسات إلى رسائل فيزياء الجسيمات. ومع ذلك، وبدلاً من إبقاء الأمر سراً مع جامعتهم، قاموا بنشر هذه الرسائل للعامة. يقول ويلينسكي: "لا تحصل المكتبات على أية مكاسب من حقوق النشر الحصري. ولدينا التزام أمام الجمهور، وسوف يكون ذلك وسيلة جيدة لدعمهم".

ويدعو الكثير من الجامعات والعلماء وحتى شركات النشر الأكاديمية التقليدية، مثل إلسيفير وسيج لدعم حركة الوصول الحر للمعلومات. ومع ذلك، فقد ربحت دار إلسيفير للنشر 15 مليون دولار في دعوى قضائية عام 2016 ضد موقع "ساي هب" Sci-Hub الذي كان قد نشر عشرات الملايين من الكتب والرسائل الأكاديمية دون اشتراط الدفع. كما لا يقبل بعض الناشرين نشر ورقة بحثية أتيحت على شبكة الإنترنت قبل تحكيمها علمياً، والتي ينشرها الباحثون تحت عنوان "مسودة ما قبل الطباعة". يقول ويلينسكي: "هناك الكثير من الأسباب التي تدعو إلى التفاؤل، ولكن المشكلة تكمن في كيفية إكمال هذا المشروع. هل نشهد نقطة تحول؟ أعتقد ذلك".

إن الوصول الحر للرسائل الأكاديمية هو جزء من حركة أكبر نحو جعل المعرفة والتعليم أكثر سهولة. وتتيح الموارد التعليمية المفتوحة أدوات لتدريس العامة في جميع أنحاء العالم. وقد قام جيل من المبرمجين بتأسيس الإنترنت على برمجيات الوصول الحر للمعلومات، كما جعلت كل من شركتي جوجل وآي بي إم  كل شيفراتها متاحة للجمهور. ويملك مشروع البيانات المفتوحة أهدافاً مماثلة، ولكن لكمية هائلة لا يمكن اختراقها غالباً من البيانات المتوفرة الآن في عالمنا الرقمي الحالي. يقول ويلينسكي: "إذا قمنا بمشاركة ذلك، يمكننا جميعاً أن نكون أكثر إنتاجية".

ويوفر الوصول الحر للمعلومات ميزات خاصة لمحبي مجلة بوبيولار ساينس، وهذا ما يؤكد عليه ويلينسكي دائماً. فإذا أراد محبو القراءة أن يتعرفوا على المزيد عن الخلفية العلمية لستيفن هوكينج بعد أن قال إن أمام البشرية مائة عام حتى تجد كوكب آخر قبل أن يكون مصيرها الفناء، أو بعد أن قدم نظرية جديدة يعارض فيها فرضية الثقوب السوداء، فبإمكانهم أن يتصفحوا أطروحته التي نشرت أخيراً.

ويأمل ويلينسكي أن تصبح الدوريات والرسائل العلمية متاحة بسهولة كما هو الحال مع المجلات العلمية الجماهيرية، ويعلق قائلاً: "نحاول أن نفعل الشيء ذاته في البحث والمنح الدراسية".

المحتوى محمي