يقوم معظم الناس عندما يستشعرون مَوجة بردٍ قصيرة مفاجئة، بالتزام منازلهم ولا يخرجون. لكنكم أنتم، يا
قراء مجلة بوبيولار ساينس الأعزاء، جازفتم بالخروج وإنجاز بعض الأعمال اليدوية.
فخلال فصل الشتاء هذا، غامر المصور الفوتوغرافي الكندي كريس راتزلاف بالخروج للمساحات المفتوحة
الخلابة لتصوير فقاعات الصابون وهي تتجمد. بطبيعة الحال أخبرناه عن كيف صنعنا فقاعات الصابون
المتجمدة خاصتنا ليصنع مثلها بنفسه. في مقالنا عن الموضوع، قدمنا للقراء تعليمات من نمط (افعلها
بنفسك)، وأنت كذلك على الرحب والسعة لتجريب نفس الفكرة، ومن ثم مشاركتنا بالنتيجة بارسال الصور
والفيديوهات على البريد الإلكتروني التالي: [email protected].
وهذا ما فعله بعض قرائنا الشجعان عندما انخفضت درجات الحرارة في الآونة الأخيرة، لقد تحدوا البرد!
أما النتائج فهي تحبس الأنفاس حقاً من روعتها!
لكن وعلى الرغم من أننا أوصينا في مقالنا السابق راتزلاف وبقية القراء بأن ينتظروا درجات حرارة أقل من -25 درجة مئوية، إلا أن عالم الأحياء البرية وهاوي فن التصوير الفوتوغرافي فرانك موث أنجز المهمة بنجاح في ظل طقس أدفأ من ذلك في منطقة إنوود، فيرجينيا الغربية. فقد اكتشف السيد فرانك أن بلورات الثلج تتشكل أيضاً في درجات حرارة أكثر دفئاً مما أوصينا به تصل حتى -8 درجة مئوية.
وبغية التقاط صور لما صنعه بيديه تكون واضحة وضوح البلّور، طلب السيد موث من زوجته جين أن تضع الفقاعات فوق مرآة في ذات الوقت الذي كان يعد فيه آلة التصوير لالتقاط صورة مثالية. وذلك لأنه كما يقول السيد موث "لو حاولتُ أن [أضع الفقاعات بنفسي]، في نفس الوقت الذي أركز فيه العدسات الكِبْرية ذات النطاق 100 ملليمتر، لن ألحق على التقاط صورة لها لأنها ستتجمد وقتئذ" كما كتب لنا عبر البريد الإلكتروني، والعدسات الكِبرْية هي عدسة معدّة للتَبْئير Focalization على مسافة قصيرة جدّاً، ربما لا تتجاوز ميللمتراً واحداً، من الموضوع المُراد تصويره، وبالتالي فإنها تقدم ما يُعرف بالصور الكِبْرية، وهي صور كبيرة جدّاً لأشياء صغيرة الحجم جدّاً، مثل الحشرات أو الأجزاء الدقيقة لنبات ما، وهي في حالتنا هنا: فقاعات الصابون المتجمدة.
لم يكتفِ السيد موث بهذا وحسب بل جرّب إضافة صبغة غذائية للمحلول الذي يستخرج منه فقاعات الصابون. وبهذا الصدد يقول "أنني وجدت أن صبغات الأغذية باللون الأحمر والأخضر والأصفر والأزرق أبلت حسناً في تلوين الفقاعات. مع ذلك فلا زلت أفضّل الأبيض الناصع".
في مكان آخر، تحدّت المعلمة كاثرين راينهارت طقس كالغاري القارس في كندا والذي تتراوح درجة حرارته من -25 إلى -30 درجة مئوية لتعدّ فقاعات الصابون المتجمدة خارج المنزل. وكتبت المعلمة كاثرين راينهارت في رسالة إلكترونية لمجلة بوبيولار ساينس "ما من شيء يدفعني للخروج من المنزل في ظل درجات حرارة تناطح -30 درجة مئوية، لكن هذه التجربة دفعتني لذلك فعلاً. ووجدت أن أصعب شيء ضمن التقاط صور فقاعات الصابون المتجمدة يتمثل في إمساك أنبوب إخراج الفقاعات وأنت ترتدي القفازات!".
يعمل السيد بريان ديلينجر، الذي يقطن أوهايو، وفق ما أخبرنا به، "في قطاع تقنية المعلومات نهاراً، وأمارس التصوير الفوتوغرافي كهواية جانبية"، حيث أضاف شراب الذرة الخفيف إلى المزيج الصابوني للفقاعات كما اقترحنا ذلك في مقالنا حول الموضوع. مع ذلك فقد كان حريصاً على ترك لمسته الخاصة في الوصفة. "لقد انتظرت الوقت المناسب لأجرب مجدداً نفس التجربة لكن مع الغليسيرين" كما كتب لنا في رسالة إلكترونية، "لأرى ما إن كان هناك أي تحسن في التبلور أو تماسك الفقاعات".
تظهر بعض الصور التي التقطها السيد ديلينجر ملونة (واصل التمرير نحو الأسفل لترى المزيد من صوره). إلا أنه وخلاف ما تبدو عليه صور السيد موث، التي أضاف لمزيجها الصابوني صبغات الأغذية، اكتسبت فقاعات السيد ديلينجر ألوانها من تفاعل الضوء مع الجليد.
من آيوا، لم يكتفِ تشاد وبري سواب بصنع فقاعاتهم الصابونية الخاصة فحسب، بل شاركوا مشروعهم كذلك مع بعض الفتيان المتحمسين الآخرين ضمن برنامج مخيم البومة الثلجية (Snowy Owl) الذي تديره جامعة آيوا.
بهذا الصدد، كتب تشاد سواب في رسالة إلكترونية لنا "لقد حظينا بوقت ممتع في مخيم البومة الثلجية ونحن نعد الفقاعات، ونحفر ثقوباً في البحيرة، ونشيّد الكوينزي!" (نوع من أنواع البيوت الثلجية) .
كانت درجات الحرارة في كالغاري في كندا منخفضة جداً لدرجة أن الزوجين: كين شيلتون، مدير في مجال تقنية المعلومات، وروناي تانر، خبيرة في رعاية الأطفال، تمكنا من صنع فقاعة جليدية صلبة دامت لعدّة أيام. قرر الزوجان تجربة هذه الفكرة عندما لاحظا انخفاض درجات الحرارة، التي قد تصل حتى -26 درجة مئوية، ومع أنهم واجها متاعب الرياح أول الأمر، إلا أنهما تمكنا أخيراً من العثور على مكان هادئ إلى حد ما: وهي حجرة أدوات الحديقة الواقعة بجانب منزلهما.
من جانبه كتب شيلتون لنا في رسالة إلكترونية "أنه بطبيعة الحال، انفجرت معظم الفقاعات التي صنعناها أول الأمر، إلا أننا صنعنا واحدة بقيت ثابتة، وظلت هكذا حتى مع بدء الثلوج في الهطول مرة أخرى. ظلت هذه الفقاعة أربعة أيام وهي متماسكة قبل أن تبدأ درجة الحرارة في الارتفاع حيث ذابت وتلاشت في نهاية المطاف".
كان حظُّ مارييت ماكدونالد، وهي محللة نُظُم متقاعدة، أوفر مع الرياح في منطقة بحيرة ستيلووتر في نوفا سكوتيا. حيث أخبرتنا في رسالة إلكترونية "أن ما دفعني للتجريب هو الظروف الجوية الملائمة وفسحة من الوقت وامتلاكي لعدّة آلات تصوير . لذلك لا تتعجبوا عندما تعرفون أني التقطت 500 صورة لفقاعات الجليد المتجمدة في غضون ساعة واحدة فقط".
لم تكتفِ ماكدونالد باللهو بعدسات التصوير فحسب، بل أدخلت أيضاً تعديلات على مزيج صنع فقاعات الصابون، حيث أضافت للمزيج مقدار ملعقة كبيرة من الغلسيرين لزيادة تماسك الكُريّات. بعدئذ وضعت تلك الفقاعات على الدرابزين المتجمد خلف منزلها. وأخبرتنا "لقد حظيتُ بوقت ممتع جداً في فعل ذلك".
أما في سيراكيوز، نيويورك، فقد التقط مصور صحيفة "ذا بوست ستندارد"، سكوت تريمبل مقطعاً مرئياً يعرض لنا ثلاثة فقاعات تتجمد في الوقت الفعلي.
وأخبرنا في رسالة إلكترونية "بأن الحرارة انخفضت إلى حوالي -19 درجة مئوية فقط كما أن الرياح لم تتوقف عن الهبوب، ولذلك حاولت كثيراً جداً لدرجة أنني حاولت صناعة 2000 فقاعة تقريباً لأحصل في الأخير على ثلاثة فقاعات مناسبة دامت لما يكفي من الوقت لتتجمد" وقد نُشر ما صوّره سكوت بالفعل على موقع syracuse.com، البوابة الإلكترونية لصحيفة "ذا بوست ستندارد".
أما في سيراكيوز، نيويورك، فقد التقط مصور صحيفة "ذا بوست ستندارد"، سكوت تريمبل مقطعاً مرئياً يعرض لنا ثلاثة فقاعات تتجمد في الوقت الفعلي.
وأخبرنا في رسالة إلكترونية "بأن الحرارة انخفضت إلى حوالي -19 درجة مئوية فقط كما أن الرياح لم تتوقف عن الهبوب، ولذلك حاولت كثيراً جداً لدرجة أنني حاولت صناعة 2000 فقاعة تقريباً لأحصل في الأخير على ثلاثة فقاعات مناسبة دامت لما يكفي من الوقت لتتجمد" وقد نُشر ما صوّره سكوت بالفعل على موقع syracuse.com، البوابة الإلكترونية لصحيفة "ذا بوست ستندارد".