مصدر الصورة: آل بريس
كان خبراً مؤلماً ذاك الذي فجع به الوسط العلمي سنة 1934، فقد ورد خبر وفاة السيدة ماريا سكلودوفسكا والتي اشتهرت باسم ماري كوري بعد معاناة طويلة مع سرطان الدم (اللوكيميا)، وكان لرحيل ماري كوري تأثير كبير على علماء الفيزياء والكيمياء حيث أنها كانت أول شخص يحصل غلى جائزتي نوبل بهذين المجالين، وكان له تأثير أيضاً على الأوساط النسوية، حيث أن هذه العالمة كانت ولا تزال رمزاً لقدرة المرأة على اجتياح العوالم التي كانت حكراً على الرجال، وبالتأكيد ظلت هذه العالمة أيقونة للكثيرات من طالبات العلم.
واليوم يجتمع عدد كبير من العلماء سنوياً ومنذ 19 سنة وفي نفس المدينة (باريس) لاختيار العالمات المتميزات، وكذلك الشابات الرائدات اللواتي يطمحن لاحتلال مراكز مهمة على خارطة البحث العلمي، ويتم اختيار 5 عالمات و15 شابة سنوياً، وقد نالت اثنتان من اللواتي تم اختيارهن جائزة نوبل، وتنظم هذه الجوائز التي تعرف باسم جوائز "لوريال-يونيسكو من أجل المرأة في العلم" برعاية شركة لوريال ومنظمة اليونسكو. وقد تميزت النسخة الأخيرة بظهور العالمات العرب بين الشخصيات المكرمة.
تم اختيار البروفسور نيفين خشاب الأستاذ المشارك في علوم الكيمياء والهندسة الفيزيائية في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا، كإحدى العالمات الخمس الأكثر تميزاً وذلك تقديراً لأبحاثها التي تتعلق بالجسيمات النانوية القادرة على تحسين الكشف المبكر عن الأمراض وتطوير تقنيات جديدة لرصد النشاطات المضادة للأكسدة داخل الخلايا.
ومن ضمن الشابات الـ 15 الأكثر تميزاً تم تكريم طالبة الدكتوراه في معهد "مصدر" في أبوظبي نازك الأتب بفضل أبحاثها أيضاً بمجال تقنيات النانو، لكن هذه المرة بمجال رقاقات الذاكرة حيث عملت على تطوير أجهزة ذاكرة عالية الكفاءة وأكثر محافظة على الطاقة الكهربائية وذات أداء أكثر ديمومة.
وقد أتى هذا التكريم بعد أيام من فوز اللبنانية هدى زغبي بجائزة "أوسكار العلوم" والتي تقدمها مؤسسة Breakthrough التي يملكها مارك زوكربرغ مؤسس موقع فيسبوك، وهي أول امرأة تفوز بهذه الجائزة، فهل سيذكر التاريخ ربيع سنة 2017 بوصفه ربيع العالمات العربيات؟ قد لا نبالغ إن أجبنا بنعم.