عطاس وتثاؤب وسعال: لماذا نشعر بهذه الأشياء؟

3 دقائق

هناك العديد من الوظائف الفسيولوجية للجسد التي نتعرض لها في حياتنا اليومية، قد لا ننتبه إلى حدوثها بسبب تكرارها على مدار اليوم. على سبيل المثال، نعطس عند الإصابة بالزكام، نشعر بالحكة عند لدغة بعوضة أو من دون سبب، ونتثاءب عند اقتراب النوم، لكن كل هذه الأسباب هي الظاهرة فقط لكل عرض من هذه الأعراض، لكن هناك بعض الأسباب الخفية وراء هذه الوظائف الجسدية، إليك بعض هذه الأسرار.

التثاؤب

إذا فكرت في التثاؤب ذاته، فقد تبدأ بالتثاؤب الآن، ولست وحدك، فالكثير من الكائنات الحية تتثاءب، وحاول ألّا تكتمها لأن جسمك في هذه الحالة يكون بحاجة إليها. هناك العديد من الأسباب التي تجلعنا نتثاءب، فقد اعتقد البعض قديماً أن التثاؤب يحدث ليزوّد الجسم بالأكسجين، لكن دُحضت هذه الأفكار.

هناك عدّة أسباب لذلك، فالتثاؤب عندما تكون متعباً يكون بسبب تباطؤ عمل العقل، ومن ثم انخفاض درجة الحرارة، أما التثاؤب عند الملل يكون بسبب أن عقلك لا يُحفّز ويبدأ في الركود، وهناك تثاؤب يتم لأنك ترى شخصاً آخر يتثاءب، وهذا بسبب وجودك في البيئة ودرجة الحرارة نفسها.

النظرية الأكثر اقتراباً للصحة أن التثاؤب وسيلة لتنظيم درجة الحرارة، فالتثاؤب يبرد الدماغ، ويتسبب في استنشاق عميق يسحب الهواء البارد إلى الفم، ما يؤدي إلى تبريد الدم المتجه إلى المُخ. يعلل مؤيدو هذه النظرية ارتفاع درجة حرارة المخ قبل التثاؤب، وانخفاضها بعض التثاؤب.

عطاس

يقع «مركز العطاس» في جذع الدماغ، وهو الجزء السفلي من الدماغ المتصل بالحبل الشوكي، والمسؤول عن تنظيم العديد من الأنشطة التلقائية، مثل التنفس وحساسية الألم والعطاس. يمكن للعطاس أن يطرد 40 ألف قطرة في الهواء بسرعة تفوق 160 كم في الساعة. يعد العطس استجابة فسيولوجية لتهييج البطانة التنفسية للأنف.

تبدأ عملية العطس بإطلاق مواد كيميائية مثل الهستامين (مادة كيميائية موجودة في بعض خلايا الجسم تسبب أعراض الحساسية)، التي يتم تصنيعها بواسطة خلايا التهابية، ويُمكن لبعض المثيرات، مثل الفيروسات والدخان والتلوث والعطور، وغيرها إطلاق هذه المواد الكيميائية.

أما في حالة العطاس الناجم عن الحساسية، فإن الأوعية الدموية في الأنف تقوم بتسريب السوائل، التي بدورها تسبب الإحساس بالحكة، وتحفز النهايات العصبية، وهذا ما يُنتج رد فعل منعكس في الدماغ.

السّعال

السعال رد فعل طبيعي من الجسم لمكافحة بعض الفيروسات، أو طرد الملوثات خارج الجسم، مهما كان ألمها في الحلق أو الصدر.

ليس هناك سبب واحد للسعال، لكن الغرض من أي سعال قد تتعرض له هو أن يحميك. فمثلاً إذا استنشقت ملوثاً أو مهيجاً من الهواء، فقد يؤثر في الرئتين أو الجهاز التنفسي. لذا يبدأ الجسم بالسعال لطرده خارج الجسم. كما ينطبق الشيء نفسه على السعال المرتبط بفيروس أو مرض، فإذا كنت مصاباً بالزكام، فرد فعل الجسم هو السعال؛ لطرد المخاط أو البلغم الذي تعيش به الجراثيم.

هناك أسباب أخرى للسعال، منها التدخين، والالتهابات الصدرية والرئوية، وتوقف التنفس خلال النوم. وفي جميع الحالات، يكون السعال رد فعل لطرد المصدر المزعج خارج الجسم. يحدث السعال عندما تقابل القصبة الهوائية أي مُهيّج أو عائق لعملية التنفس، كأن يكون هناك ماء زائد، أو قطعة من الطعام تعوق تدفق الهواء.

حكّة الجلد

قد نشعر أحياناً بالحكة دون أي سبب، وهو شعور نصاب به عند تهيج خلايا الجلد، أو الخلايا العصبية المرتبطة به. قد تكون الحكة مصدر إزعاج للبعض، لكنها تعد آلية مهمة للحماية من بعض العوامل الخارجية الضارة، وقد تصبح أمراً لا يُطاق إذا تطورت ولم يتم علاجها.

مهما تنوعت أسباب الحكة، مثل ارتداء سترة صوفية، أو لدغة بعوضة، أو شيء ما احتك بجلدك؛ فهي تظل شيئاً بغيضاً، وخاصة إذا أتت من تلقاء نفسها بدون أي سبب معلوم. فهناك ما يقرب من 15% من البشر يعانون من الحكة المزمنة، التي غالباً ما يكون سببها التهابات جلدية، مثل الإكزيما أو الصدفية، وترتبط كذلك ببعض حالات الفشل الكلوي والكبد واضطرابات الأعصاب.

على الرغم من الشعور الجيد المُصاحب للحكة، فقد يسبب بعضها ألماً خفيفاً في بشرتك. حيث تجبر الخلايا العصبية عقلك بوجود شيء مؤلم، وهذا يصرف انتباه الشخص إلى الحكة. وقد يؤدي الألم الناتج عن الحكة إلى إطلاق جسمك للسيترونين الكيميائي المضاد للألم، ويجعلك تريد زيادة الحكة أكثر فأكثر.

هذه الوظائف الفسيولوجية، تحدث أحيانًا بسبب ما وقد تحدث بلا أي سبب، لذا فحاول أن تحمي نفسك إذا أصابك أي شيء منها بصفة متكررة وأكثر من الطبيعي، فقد يكون ذلك عرضاً لأحد الأمراض.

المحتوى محمي