ظلام دامس؛ المكان مظلم بالكامل، وفجأة أشياء تضيء تدريجياً؛ هذه الأشياء ليست سوى نباتات تضيء بيولوجياَ. ربما هذا المشهد نراه في أفلام الخيال العلمي، لكن مهلاً هل يوجد مثل هذه النباتات على أرض الواقع؟
الحيوانات تفعلها
«التألق البيولوجي» هو انبعاث طاقة ضوئية داخل الكائنات الحية تحدث نتيجة تفاعلات كيميائية، يمكن رؤية هذا التألق البيولوجي في اليراعات أو الخنافس المضيئة، وفي بعض أنواع قناديل البحر والفطر، وغيرها من الكائنات الحية. وتستخدم الكائنات الحية هذه الخاصية في العادة لإخافة الحيوانات المفترسة أو للتواصل مع الكائنات من نفس النوع.
ماذا عن النباتات؟ في الحقيقة لا يوجد في الطبيعة نباتات تتألق بيولوجياً، لكن على مدار 30 عاماً بحث العلماء عن طريقة تسمح لهم بإيجاد نباتات تتألق بيولوجياً، ويمكن زراعتها.
النباتات أيضاً تتألق
في السابع والعشرين من أبريل/نيسان الجاري؛ تمكن فريق بحثي من إيجاد طريقة جديدة لزراعة نباتات التبغ؛ لتتألق بيولوجياً، البحث المنشور أكد على أن النبات سينتج وميضاً أخضر في الظلام؛ عن طريق نقل تسلسل الحمض النووي الخاص ببعض أنواع الفطر التي تتألق بيولوجياً إلى بذور نبات التبغ.
تعتبر هذه الطريقة الجديدة أكثر كفاءة بحوالي 10 مرات من طريقة أخرى استُخدمت في الماضي؛ واعتمدت على نقل جينات نوع من أنواع البكتيريا المتألق بيولوجياً إلى النباتات، لتُنتج نباتات تتألق بيولوجياً لمدة أسبوع واحد فقط. لكن الطريقة الجديدة تضمن أن تتألق النباتات طوال دورة حياتها وإضافة إلى ذلك فإنها أقل سعراً من الطرق المقُترحة الأخرى.
كان فريق علمي آخر من جامعة إم أي تي عام 2017، اقترح حقن النباتات بجزيئات نانوية حاملة للمواد الكيماوية اللازمة لإنتاج التألق البيولوجي، لكن كان الفريق بحاجة إلى المزيد من الأبحاث.
لماذا نريدها تتألق؟
سيساهم هذا الاكتشاف في مساعدة العلماء على فهم آلية العمل الداخلية للنباتات بشكل أوضح أثناء نموها وتجاوبها للمؤثرات الخارجية المختلفة على مدار حياتها مثل الجفاف أو الجروح الخارجية. سيعمل العلماء في المستقبل على زيادة شدة الإضاءة النابعة من نباتات التبغ، مع العمل على زراعة نباتات أخرى متألقة بيولوجياً مثل الورد، وزهور البتونيا، وغيرها.
يتوقع العلماء أن تتوافر النباتات تجارياً خلال بضعة سنوات للاستخدام كنباتات للزينة أو للإضاءة بدلاً من الإضاءة التقليدية في الأماكن الخارجية.