10 حقائق يجب أن تعرفها عن تجربة استنساخ الناقة «إنجاز» في الإمارات

10 حقائق يجب أن تعرفها عن تجربة استنساخ الناقة «إنجاز» في الإمارات
الناقة إنجاز. تعديل الصورة: بوبيولار ساينس العربية.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

تقنية الاستنساخ من أصعب التقنيات الحيوية التطبيقية وأكثرها إثارة للجدل، واشتهرت هذه التقنية مع النعجة دوللي التي كانت أول كائن ثدي يُستنسخ في المختبر عام 1996. لكن تمكنت أيضاً دولة الإمارات العربية المتحدة من استنساخ أول ناقة في العالم عام 2009، ودُعيت باسم “إنجاز”، نظراً لأهميتها في فتح الطريق أمام المزيد من التطور في تقنيات الاستنساخ العربية والعالمية.

كيف استُنسخت الناقة “إنجاز”؟

وفقاً لبحث الدكتور نزار أحمد واني، مدير البحوث في مركز التكنولوجيا الحيوية الإنجابية في دبي، المنشور في دورية بيولوجي أوف ريبرودكشن (Biology of Reproduction) عام 2010، استُخدِمَت تقنية نقل نواة الخلية الجسمية لإنتاج نسخة مطابقة وراثياً من والدة “إنجاز”، وكانت من عائلة الإبل “كاميلوس دروميداريوس” (Camelus dromedarius) ذات السنام الواحد. 

تطلب العمل نحو 5 سنوات من التجارب المستمرة التي استخدمت عدة أنواع من الخلايا الجسمية المجمدة مخبرياً بالنيتروجين السائل مثل:

  • الأرومات الليفية للجلد البالغ (Adult Skin Fibroblasts).
  •  الخلايا الركامية في المبيض (Cumulus Cells).
  • الأرومات الليفية الجنينية (Fetal Fibroblasts).

وحُقنت نواة هذه الخلايا التي تحتوي على المادة الوراثية الكاملة للناقة الأصل في بويضات ناضجة تم الحصول عليها من الجريبات قبل مرحلة الإباضة بعد إزالة النواة الأصلية لهذه البويضات، ونمت البويضات المخصبة صنعياً لمدة 7 أيام مخبرياً، ثم حُقنت في رحم أم بديلة وتم تأكيد حالة الحمل ومراقبة تطور الجنين باستخدام الأمواج فوق الصوتية.

حقوق الصورة: shutterstock.com/ Nixx Photography
حقوق الصورة: shutterstock.com/ Nixx Photography

بعد ولادة الناقة “إنجاز” تم التأكد من أنها نسخة وراثية طبق الأصل عن الناقة المأخوذة منها من خلال اختبارات البصمة الوراثية، إذ اعتُمدت 25 علامة جينية فارقة أكدت صحة الاستنساخ وأن الناقة لم تكن ناتجة عن ولادة إخصاب طبيعي أو أنها تختلف عن الناقة الأصل.

فتح هذا الإنجاز الباب أمام جهود التحسين والحفاظ على الحيوانات الثديية ذات القيمة الجينية المهمة في الاقتصاد لإنتاج الألبان عالية الجودة واللحوم ذات الصفات الغذائية المطلوبة، بالإضافة لاستدامة أنسال الإبل التي تتمتع بصفات مرغوبة لدى مربي الإبل للمشاركة في السباقات وغيرها من المنافسات.

وأثبتت هذه التجربة أيضاً لأول مرة أنه يمكن زراعة خلايا الأرومات الليفية البالغة وتجميدها دون فقدان قدرتها على دعم تطوير أجنة مستنسخة عن الأصل، وقد تفيد هذه التقنيات في أبحاث استعادة الحيوية بعد التجميد في المستقبل.

اقرأ أيضاً: أستراليا تبدأ عملية إعدام آلاف الإبل

10 حقائق عن “إنجاز”

يمكن تلخيص أهم الحقائق عن الناقة “إنجاز” بما يلي:

  • وُلدت “إنجاز” في أبريل/ نيسان 2009 بعد حمل غير معقد استمر 378 يوماً.
  • بلغ وزن “إنجاز” عند ولادتها 30 كيلوغراماً.
  • استُنسخت من خلايا مبيض ناقة ذُبحت لأكل لحومها عام 2009.
  • توفيت إنجاز بعدما كانت حاملاً بحُوارِها (صغير الجمل) الرابع، وحظيت ولادتها الأولى بالإشادة في جميع أنحاء العالم.
  • كانت كل ولادات “إنجاز” طبيعية ولم يتم الإخصاب فيها باستخدام التقنيات المساعدة، ما أثبت أن الناقات المستنسخة قادرة على الحمل والولادة بشكلٍ طبيعي، عكس ما كان يُعتقد سابقاً.
  • تعتبر الإبل من أصعب الحيوانات التي يمكن استنساخها، إذ تستغرق فترة حملها 13 شهراً أو أكثر أحياناً.
  • نَفقت “إنجاز” في 12 يناير/ كانون الثاني 2021 لأنها كان حاملاً بحُوار كبير بالنسبة لها، ما أصابها بعسر ولادة في مرحلة متقدمة من الحمل، وعلى الرغم من محاولة العلماء إنقاذها وإنقاذ صغيرها فإن كليهما نفقا.
  • لا تعد “إنجاز” الناقة الوحيدة التي استُنسخت، فهناك من بعدها العشرات من الناقات المستنسخة ومنها ناقة ذات سنامين (Bacterian) مهددة بالانقراض استُنسخت بنجاح عام 2017 من قبل الدكتور واني وزملائه.
  • عاشت الناقة “إنجاز” حياة صحية أكثر مقارنة بالنعجة دوللي التي عانت من أمراض المفاصل والأمراض الرئوية والتي لم تنفق بشكلٍ طبيعي.
  • كان استنساخها مكلفاً، ويمكن أن تكون كلفة استنساخ “إنجاز” قد تجاوزت الـ 200,000 درهم؛ أي 54,500 دولار.

اقرأ أيضاً: ما هي عملية تجميد الأجنة؟

لماذا تنتشر تقنيات استنساخ الإبل في الإمارات؟

من أهم أسباب انتشار استنساخ الإبل في الإمارات ما يلي:

  • تُستخدم هذه التقنية لإعادة إنتاج حيوانات النخبة مثل أبطال السباقات والفائزين في مسابقات الجمال لحصد الجوائز وإنتاج الحليب بكميات كبيرة وجودة عالية.
  • يعد الاستنساخ طريقة أكثر شيوعاً وأقل تكلفة نسبياً لاستمرار الخط الوراثي للإبل السريع أو المرغوب.
  • تسمح هذه التقنية بإنتاج يتراوح بين 10 إلى 15 من الإبل الصغيرة في موسم واحد من سلالة واحدة، بينما التزاوج التقليدي يستغرق وقتاً أطول بكثير، ومن المحتمل ألّا يظهر النسل الناتج حاملاً للصفات المرغوبة فيكون الانتظار لفترة الحمل غير مجدٍ.
  • تعد هذه التقنية غير جراحية ولا تتطلب تخديراً عاماً للحيوان ولا تؤذِه وتحافظ على استمرارية نسله.
  • يستخدم البعض البوتوكس وحقن الفيلر وغيرها من الإجراءات لتجميل الإبل في مسابقات الجمال، وتعتبر هذه العمليات غير قانونية عند التحكيم، بينما يعد استنساخ سلالة طبق الأصل من الإبل قانونياً في هذه المسابقات.

اقرأ أيضاً: متى يتم اللجوء إلى التلقيح الصناعي وما شروط نجاحه؟

مزايا الاستنساخ وعيوبه

للاستنساخ المزايا التالية:

  • موازنة الموائل البيئية: وذلك عن طريق إعادة إدخال الحيوانات المستنسخة المنقرضة أو المهددة بالانقراض.
  • خلق المزيد من الأمن في الإمدادات الغذائية العالمية: فارتفاع تعداد البشر على كوكب الأرض يمثّل تحدياً كبيراً في تحقيق الأمن الغذائي، فيقدّم الاستنساخ حلاً محتملاً لأزمة الجوع وانتقاء الحيوانات المنتجة للحوم بكفاءة.
  • تعزيز الاكتشافات العلمية في مجالات أخرى: حيث يمكننا زيادة معرفتنا في كيفية إنتاج الأنسجة أو الأعضاء الجديدة للمرضى، وللتوضيح؛ يمكن أن يتم إنتاج خروف معدّل وراثياً يمتلك قلباً يعمل لدى الإنسان، فبدل أن يُعاد التعديل الوراثي المكلف وشديد الصعوبة لهذا الخروف، يُستنسخ ليفيد أكبر عدد من الناس. 
  • يمنحنا الاستنساخ الفرصة لإنتاج أكثر الصفات المرغوبة بوقت أقل: فالتربية الانتقائية التقليدية تستغرق أعواماً بينما الاستنساخ يستغرق شهوراً.
  • إكثار الكائنات المهددة بالانقراض التي لا يوجد لها شريك من الجنس الآخر: لنفرض أن هناك 3 ذكور من حيوان مهدد بالإنقراض، يمكن استنساخ الذكور لإنتاج نسل واستمرار هذا النوع.
  • استنساخ كائنات منقرضة: مثل طائر الدودو والماموث من خلال أخذ نواة خلية من إحدى بقاياها وزرعها في بويضات أحد أقاربها من الحيوانات المتبقية على قيد الحياة.

أمّا أبرز عيوب الاستنساخ ومساوئه فتتجلى في:

  • يعد أقل الطرق فاعلية في إنتاج النسل: إذ يبلغ معدل نجاح استنساخ الحيوانات نحو 1%.
  • يعتبر استنساخ الحيوانات مكلفاً: لكن قد يعادل استنساخ سلالة خيل أصيل الكلفة ذاتها لتهجين الخيول الأصيلة وتربيتها تقليدياً، ويمكن أن يكون أقل كلفة في بعض الأحيان.
  • يقلل استنساخ الحيوانات من التنوع الجيني لتلك الأنواع: فالتنوع بالصفات يساعد النوع على مقاومة الظروف المختلفة ويزيد من فرص بقائه.
  • قد يؤدي استنساخ الحيوانات في نهاية المطاف إلى إبطاء معدل التكاثر لدى النوع.
  • تفشل تقريباً نصف حالات الحمل التي تنتجها تقنيات استنساخ الحيوانات في الثُلث الثالث من الحمل: وتنتج عنها تشوهات النمو في كثير من الأحيان. 
  • قد يؤدي استنساخ الحيوانات إلى ظهور مشكلات في الحمل لديها.
  • يمكن أن يسبب استنساخ الحيوانات ظهور عواقب غير متوقعة: مثل الإخلال بالتوازن البيئي أو نشوء أمراض جديدة أو غيرها.

اقرأ أيضاً: استنساخ حيوانك الأليف مغامرة محفوفة بالمخاطر

قد يشكّل الاستنساخ قضية علمية جدلية، لكن بالوقت ذاته نحتاج إلى نشر الوعي عن هذا المجال وفهمه بشكلٍ حيادي لكي يُستفاد منه بشكلٍ عقلاني، وبالوقت ذاته يجب رسم الضوابط والحدود التي تمنع هذا النوع من العلم من أن يتحول من نعمة تسهم في حل مشكلات البشرية إلى نقمة تهدد وجودها.