إليك خرافات شائعة عن جسم الإنسان دحضها العلم

إليك أشهر الخرافات حول جسم الإنسان دحضها العلم
حقوق الصورة: shutterstock.com/ mapush
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

يميلُ الناس إلى مشاركة المعلومات المضللة في كل ما يتعلق بالحياة والتي يُساء فهمها بمرور الوقت وتتحور على أنها حقيقة. وجسم الإنسان ليس استثناءً، فمثلاً كان يُعتقد سابقاً أن الكحول يدفئ الجسم، كما كان يُقال إن الأطفال حديثي الولادة لا يشعرون بالألم، وهذه الخرافات ليست سوى نتيجة لحكايات قديمة أو جديدة تكررت لدرجة أننا صدقناها، أو أوشكنا على اعتبارها من المُسلّمات إن صح التعبير.

الأمر الجدير بالذكر أن الحقائق الخاطئة عن الصحة والجسم البشري تنتشر بسرعة الإنترنت ولا يمكن تصور العواقب الوخيمة لنشر مقال بريء لكنه غير موثوق حول الصحة. لذا، إليك حقيقة 10 من أكثر الخرافات شيوعاً حول الجسم البشري.

1. الإنسان يستخدم فقط 10% من دماغه

الكلمة الأقرب لتوصيف كيف لمجموعة كبيرة من الخلايا العصبية أن تتحد بطريقة ما لتحقق العاطفة والتفكير العقلاني والوعي الذاتي هي “السحر”، لكن مع ذلك يُقال إن الإنسان يستخدم فقط 10% من دماغه، إلّا أن هذه خرافة.

إذ يبدو واضحاً من عمليات المسح الدماغي أن المناطق الدماغية كافة تُستخدم بصورة متفاوتة على مدار اليوم. ولأنه من المستحيل حالياً مراقبة كل خلية من مليارات الخلايا الدماغية على حدة، لا يمكننا أن نعرف بالضبط عدد الخلايا النشطة في لحظة معينة، وعلى المنوال نفسه لا توجد طريقة علمية لإثبات أن 10% من الخلايا العصبية الدماغية تنشط لدى الإنسان.

اقرأ أيضاً: ممَّ يتكون الجهاز العصبي المركزي وكيف تتم الحركة؟

2. الزائدة الدودية عديمة الوظيفة 

شاع الاعتقاد بأن الزائدة الدودية عضو غير مفيد ولا دور له في جسم الإنسان، وهذا غير صحيح؛ فالزائدة الدودية جزء من الجهاز المناعي وتؤدي دوراً في مكافحة الأمراض لغناها بالخلايا الليمفاوية، كما أنها تساعد على تشكيل خلايا الدم البيضاء وأنواع معينة من الأجسام المضادة لمكافحة الإنتانات، ومؤخراً أصبحت تُستخدم أنسجة الزائدة الدودية بعد تعديلها وتكيُّفها بديلاً للأقنية البولية، وبذلك تفتح آفاقاً أمام العلوم الجراحية مستقبلاً.

3. السكر يجعل أجسام الأطفال أكثر نشاطاً

هناك العديد من الأسباب الوجيهة لتحديد كمية السكر التي يتناولها أطفالنا، إلّا أن تسببها بحالة من فرط النشاط ليس واحداً منها، حيث تناولت ما لا يقل عن 12 دراسة البحث في ذلك. نصت نتائج إحدى الدراسات التي نُشرت في الأكاديمية الأسترالية للعلوم، أن الأطفال الذين يتبعون نظاماً غذائياً خالياً من السكر لم يبدوا أي علامات مختلفة مرتبطة بفرط النشاط عن أقرانهم الذين يتبعون نظاماً يحتوي على السكر.

4. بصمات الأصابع فريدة تماماً

تؤدي بصمات الأصابع دوراً رئيسياً في تحقيقات الطب الشرعي، ويتم الاعتماد على ذلك بشكلٍ كبير في وقتنا الحالي لدرجة أن بصمة واحدة في المكان الخطأ يمكن أن تكون كافية لإدانة جنائية. ومع ذلك ليست هناك طريقة تُثبت بشكلٍ قاطع أن كل بصمة تختلف بشكلٍ تام عن غيرها، إذ يقولمايك سيلفرمان“، وهو منظم علوم الطب الشرعي في المملكة المتحدة: “من المستحيل إثبات أنه لا توجد بصمتان متماثلان، إنه أمر غير محتمل، ولكن لا يمكن الجزم القاطع أيضاً. فعلى الرغم من أن الفوز باليانصيب يبدو مستحيلاً فإن الناس يفوزون كل أسبوع”.

إضافة إلى ذلك، تحليل بصمات الأصابع حدث وإن كان خاطئاً، حيث توجد 22 حالة معروفة لأخطاء بصمات الأصابع في تاريخ النظام القانوني الأميركي، الأمر الذي يدفع لضرورة معالجة هذا المفهوم الخاطئ لكيلا يجد المزيد من الأبرياء أنفسهم متهمين أو حتى مدانين بجرائم لم يرتكبوها.

5. الحليمات الذوقية تتوزع في خريطة معينة

اكتشف العالم الألماني ديفيد هانيغ عام 1901 اختلافات “دقيقة” في مدى قوة حاسة التذوق في أجزاء مختلفة من سطح اللسان، إلّا أن النتائج التي توصل إليها عُممت على نحوٍ سيئ، لتُفهَم وكأن أجزاءً مختلفة من اللسان مسؤولة عن طعوم مختلفة، إلّا أن هذه خرافة؛ فمستقبلات الطعم الحلو لا تتركز على طرف اللسان وحسب، وكذلك الأمر بالنسبة لمستقبلات الطعم المُر فهي ليست بمؤخرة اللسان فقط.

جميع مناطق اللسان تحتوي على براعم التذوق وهي قادرة على اكتشاف كل طعم حيث توجد بروتينات لمستقبلات محددة على الحليمات الذوقية تُميّز وتحدد الطعوم، وتم العثور على كل من هذه المستقبلات في جميع أجزاء اللسان وليس فقط في “قسم” معين، أو وفق خارطة معينة.

6. للإنسان 5 حواس فقط

نُعلّم أطفالنا ما ورّثه أرسطو لنا عن أن للإنسان خمس حواس، وهي: البصر والسمع والتذوق واللمس والشم، إلّا أنه يبدو أن الإنسان لديه حواس أكثر من ذلك بكثير. في الواقع العلماء ليسوا متأكدين حتى من عدد الحواس التي يمتلكها الإنسان، إذ تتراوح أرقام التقديرات من 22-33 حاسة، تشمل الإحساس بالتوازن والإحساس بالحرارة والشعور بالألم والحس الحركي.

اقرأ أيضاً: لماذا نشعر بالحرارة في غرفة درجة حرارتها مساوية لدرجة حرارة الجسم أو حتى أقل منها؟

7. الأظافر والشعر يستمران بالنمو حتى بعد الموت

الموت بحد ذاته فكرة مخيفة، ويتفاقم رهاب الموت إن كللّنا ذلك بتخيل أن الشعر والأظافر يستمران بالنمو حتى بعد الموت. لا شك أن هذه خرافة، فنمو الأظافر والشعر يعني نمو خلايا جديدة، وحتى يكون الجسم قادراً على القيام بذلك عليه أن يكون حيّاً، لهذا السبب نمو الشعر والأظافر ببساطة غير ممكن بعد الموت.

8. المعدة تحتاج إلى سنوات لهضم “العلكة المُبتلعة” 

إذا كنت تعتقد أن العلكة التي ابتلعتها في أواخر عام 2010 لا تزال في جسمك وجهازك الهضمي لا يزال يعمل على هضمها فهذا غير صحيح. وعلى الرغم من أن تحديد أصل تلك الخرافة شبه مستحيل، فإن دحضها سهل إلى حد ما.

صحيحٌ أن العلكة تحتوي على مواد مطاطية صناعية غير قابلة للهضم، لكن هذا لا يعني أنها لا يمكنها إكمال رحلتها عبر الجهاز الهضمي، حيث يكون جسم الإنسان قادراً على تمرير أشياء يصل حجمها إلى حجم قطعة نقدية معدنية، لذا يجب ألّا تشكّل قطعة واحدة من العلكة أي مشكلة.

9. حرارة الجسم تُكتسب وتُفقد عن طريق الرأس بشكلٍ رئيسي

ترسخت هذه الخرافة في الخمسينيات عند تدريب الجيوش العسكرية قديماً في الطقس شديد البرودة، إذ كان يرتدي الجنود بدلات البقاء على قيد الحياة في القطب الشمالي دون خوذة، وشعروا بأن معظم الحرارة فُقِدت عن طريق رؤوسهم متجاهلين حقيقة أن الرأس كان الجزء الوحيد من الجسم الذي لم يكن محمياً من العوامل الجوية. وبعد ذلك نشأت خرافة أن 40-45% من حرارة الجسم يتم فقدها عن طريق الرأس، لهذا زاد التشديد على تغطية الرأس عند التعرض لظروف البرد عند الجنود.

لكن الحقيقة أنه لا يوجد أي جزء من الجسم له تأثير أكبر من أي جزء آخر عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ بالحرارة أو فقدها، وخاصةً الرأس، فالرأس لا يشكّل سوى 7% من مساحة سطح الجسم، لهذا لا يبدو أكثر أهمية من أي جزء آخر من الجسم عندما يتعلق الأمر بالاحتفاظ بالحرارة أو فقدانها.

10. لبعض الأشخاص مفاصل مزدوجة

من المحتمل أنك شاهدت شخصاً يحرك إبهامه للخلف ليلتقي بساعده أو يحني ركبته للأمام بشدة لدرجة أن الساق لم تعد مستقيمة. يُطلق على القليل من الأشخاص الذين يستطيعون القيام بذلك بأنهم يملكون مفاصل مزدوجة، ومرة أخرى هذه خرافة.

اقرأ أيضاً: هل تستطيع تسلق الجدران مثل سبايدر مان؟

فلا أحد يولد بمفاصل إضافية، إلّا أن 10-25% من البشر يولدون بمفاصل أكثر مرونة، وتُسمّى هذه الحالة بفرط الحركة أو تراخي المفاصل وتكون ناجمة عن ارتخاء أربطة المفاصل أو تشوه العظام.