تتعرض النباتات لأنواع مختلفة من الميكروبات والأمراض؛ وفقاً للبيئة التي تعيش فيها وأجواء نموها، وبالتالي يطور كل نوع من أنواع النباتات استجابة مناعية مختلفة. وجد باحثون من برنامج تكساس إيه أند إم أجري لايف الأميركي؛ أن البحث خلف هذه الاستجابات المناعية يمكن أن تطور طرق جديدة للاستجابة المناعية عند البشر، لذا أجرى الباحثون دراسة على استجابة النباتات المناعية، ونشرت النتائج في دورية نيتشر العلمية مايو/أيار الجاري، ولكن ماذا وجدوا؟
المناعة الطبيعية
يمتلك البشر والحيوانات نوعين من الأجهزة المناعية تساعدهم على محاربة الفيروسات والبكتيريا الضارة، النوع الأول هو جهاز المناعة الفطري ويتواجد أيضاً عند النباتات؛ وهذا الجهاز ينشط بعد دقائق معدودة من الشعور بوجود مسببات الأمراض المختلفة، ويعمل كخط الدفاع الأول ضد الأمراض، وبجانب ذلك يساهم في تطوير النوع الثاني من الأجهزة المناعية؛ وهو الجهاز المناعي التكيفي والذي ينشط على مدار عدة أيام من الشعور بوجود مسببات الأمراض ويعمل على القضاء عليها سواء ميكروبات أو فيروسات أو حتى الجزيئات الغريبة السامة.
يمكن لجهاز المناعة الفطري عند البشر والحيوانات أن يفقد فعاليته وقدرته على مقاومة الأمراض، بسبب وجود عدوى شديدة، وبالتالي سيؤثر على تطوير الجهاز المناعي التكيفي كذلك، ومن هنا برزت الحاجة لدراسة هذا الجهاز عند النباتات أملاً أن يلقي الضوء على طرق جديدة لتحسين جهاز المناعة الفطري عند البشر.
اقرأ أيضا: أسباب الزلازل.
استجابة مناعية مبكرة
اختار الباحثون نبتة «الأرابيدوبسيس» لإجراء التجارب عليها لسهولة زراعتها والتحكم بها جينياً، وتوصل الباحثون إلى خطوات الاستجابة المناعية في تلك النبتة ضد العدوى البكتيرية، والتي تبدأ بوجود نوع متخصص من البروتينات على جدار الخلية، يراقب اقتراب البكتيريا الضارة، وحين يكشف البروتين عن اقتراب البكتيريا، يلتصق بها ومن ثم يرسل المعلومات إلى نواة الخلية وبدورها ترسل تعزيزات إلى جدار الخلية وخارجها.
يوجد أكثر من آلية لإرسال المعلومات عند اقتراب البكتيريا الضارة إلى نواة الخلية، أحد هذه الآليات والتي تطرقت إليها الدراسة هي لصق بروتين حامل الرسالة الذي يدعى «يوبيكويتين» للبروتين المرسل الذي يدعى «بي آي كاي 1»، وعند وصول الرسالة إلى نواة الخلية ترسل النواة قوى داعمة إلى جدار الخلية للحماية ضد البكتيريا الضارة.
البشر والزراعة
يرى الباحثون أن الإشارة السريعة التي اكتشفوها، قد تساعد في تطوير آليات مختلفة لمراقبة الاستجابة المناعية عند البشر والحيوانات أيضاً وبالتالي اكتشاف الأدوية المناسبة لأنواع الحساسية المختلفة وأمراض نقص المناعة، ويأمل الباحثون أن تضع الدراسة الأساس لفحص أهداف الأدوية المشاركة في تعديل بروتين «يوبيكويتين».
ربما تساهم هذه الدراسة أيضاً في الأبحاث الزراعية، ويمكن أن تساعد في تربية نباتات تتمتع بمناعة أكبر تجاه العدوى البكتيرية، ومقاومة أقوى لطائفة واسعة من العدوى.