فريق بحثي من الجامعة الأميركية في بيروت يبتكر نوافذاً عازلة للحرارة

1 دقيقة

"العيون هي نوافذ الروح" هذا ما تخبرنا به الألواح الطينية المكتشفة في منطقة الشرق الأوسط، فقد أدرك الناس منذ القدم أهمية النوافذ للانفتاح على العالم الخارجي، لكن في بعض المناطق التي تلسعها أشعة الشمس الملتهبة، يتم إغلاق النوافذ بالستائر والألواح العاتمة، ردءاً للحرارة الشديدة التي يحملها ضوء الشمس. كما يتم تبريد الغرف باستخدام أجهزة التكييف.
لكن فريق بحثي من الجامعة الأميركية في بيروت يضم البروفسورة نسرين غدار والبروفسور كامل غالي والطالبين في الدراسات العليا وليد أبو حويج وألبرت التوما، قاموا بتطوير نوافذ جديدة تأخذ من أشعة الشمس نورها وتترك الحرارة خارجاً.

من المعروف بعلم الموائع أن الهواء الساخن هو أخف من الهواء البارد، لذا يرتفع الهواء الساخن إلى الأعلى ويهبط البارد إلى الأسفل، ولهذا السبب توضع أجهزة التكييف دوماً في مكان مرتفع، لكي يهبط الهواء البارد الصادر عنها نحو الأسفل فيملأ الغرفة. بالإعتماد على هذا المبدأ، قام الفريق البحثي بتطوير نافذة تتألف من لوحين زجاجيين وخزان مياه، يتدفق الهواء الساخن بين اللوحين باتجاه الأعلى ويقوم بتسخين خزان المياه، يساعد كل من المجرى الهوائي المستمر والمياه التي تتبخر بفعل الحرارة على تبريد الألواح الزجاجية، وبالتالي يتم تخفيض الحرارة التي تمر خلالها.

تمت تجربة الابتكار الجديد في أحد مباني مدينة الرياض حيث يسود المناخ الحار والجاف، وكانت النتيجة انخفاض بدرجة حرارة الغرفة، بالإضافة إلى تحسين استهلاك الطاقة بنسبة بلغت 10%. وقد تم نشر التقرير الخاص بهذا البحث في عدد آذار 2017 من مجلة الطاقة والمباني.

يشكل هذا البحث إضافة مهمة إلى عالم الهندسة البيئية التي تسعى لتوفير الشروط الصحية الأفضل للبناء والسكن، فاليوم سيتمكن كل إنسان من تلقي أشعة الشمس، ومن إراحة نظره عن طريق النظر من النافذة، دون الخوف من إزعاج الحرارة المرتفعة. كذلك يعتبر توفير الطاقة من الفوائد المهمة التي تجنيها البيئة من أمثال هذه الابتكارات. لكن الأهم من كل ذلك هو استعادة النوافذ لألقها، فنافذة لا يرى منها شيء هي فعلياً ليست بنافذة.

المحتوى محمي