الملابس القطنية هي الاختيار المفضّل خلال فصل الصيف الحار، لكن قد تظهر قريباً أقمشةٌ أخرى أفضل بكثير؛ من ناحية الحفاظ على برودة الجسم.
ضمن دراسةٍ جديدةٍ نُشرت مؤخراً في مجلة ساينس (Sience)، أعلن باحثون عن اختراع القماش الجديد الذي أطلقوا عليه اسم "نانوبوروس بولي إيثلين" (واختصاراً "نانوبي").
هذا القماش مصنوعٌ من شيءٍ بارد: هو الأكياس البلاستيكية الحافظة. نعم، إنها الأكياس التي تستخدمها لحفظ الطعام. إن هذه الأكياس الحافظة غير معروفةٍ بخصائص التهوية الجيدة، كما أن ارتداء هذه المادة بشكلٍ خامٍ يعدّ زيّاً غريباً لأصحاب القلوب الجريئة. تتميز الأكياس البلاستيكية الحافظة بأنها تسمح بمرور الأشعة تحت الحمراء بسهولة، وهو ما لا يمكن أن تفعله الأقمشة الأخرى كالقطن. لذا بدأ كاتب الدراسة الرئيسي، يي كوي، ورفاقه بإجراء التجارب، وقد وجدوا بأن مادة البولي إيثلين المُصمَتة المستخدمة في البطاريات تسمح بمرور الأشعة تحت الحمراء. قاموا بعدئذٍ بمعالجتها لتصبح مليئةً بالمسامات، الأمر الذي سيسمح بتبخر العرق المتكون على الجلد من خلالها. الجزء الأخير مهم جداً، لأن تبخر العرق هو ما يسمح بتبريد الجسم خلال الطقس الحار.
في النهاية قام الفريق بتطوير ثلاث طبقاتٍ من القماش، اثنتان منها مكونتان من مادة بولي إيثلين المعالجة، والثالثة هي عبارةٌ عن شبكةٍ قطنيةٍ تفصل بينهما لتشكيل البنية. عندما قارن الفريق بين قطعتي قماشٍ بنفس السماكة، إحداهما من مادة نانوبي والأخرى قطنية، وجدوا بأن قماش نانوبي رفع درجة الحرارة بمقدار 0.8 درجة مئوية فقط، بينما رفعها القطن بأكثر من 3.3 درجات مئوية.
إذن، سيكون ارتداء قميصٍ من قماش نانوبي أفضل بكثيرٍ من ناحية البرودة. لكن في البداية يجب تغيير شكله الحالي:
طبعاً ليس هذا قماشاً على الموضة، لكن فريق البحث يسعون إلى تطوير القماش بأشكالٍ وألوانٍ مختلفة لكي يصبح أكثر جاذبية.
قال كوي: "إذا أردنا إنتاج النسيج، علينا التمكن من صنع هذا القماش بأحجامٍ كبيرةٍ وبتكاليف معقولة".
إذا تمكنت هذه المادة الجديدة من الانتشار، فستساعد الناس على مقاومة الحرارة المرتفعة دون استهلاك الكثير من الطاقة على وسائل التكييف؛ كما استهلكت نيويورك منذ عدة أسابيع خلال موجة الحر.
قال كوي: "إذا استطعت تبريد الشخص بدلاً من البناء الذي يقطنه أو يعمل فيه، فإن ذلك سيوفر الكثير من الطاقة".