ما سبب أصوات فرقعة الأصابع!

2 دقائق
OLYMPUS DIGITAL CAMERA

سواءً كانت عادةً مزمنةً أو حادثاً عرضياً، فإن معظم الأشخاص يفرقعون أصابعهم بين الحين والآخر. ولكن المفارقة هي أن السبب الكامن وراء صدور تلك الأصوات من مفاصل الأصابع، والآثار بعيدة المدى المترتبة عليها، بقيت محط جدلٍ ونقاش بين العلماء لفترة طويلة من الزمن. ولكن بفضل تقنيات التصوير الحي بالرنين المغناطيسي، تمكنت مجموعة من العلماء الكنديين والأستراليين إلى حسم هذا الخلاف بشكل نهائي، والتوصل إلى نتائج مؤكدة قاموا بنشرها في مجلة المكتبة العامة للعلوم (بلوس ون).

تُعد المفاصل الزليلية المفاصل الأكثر شيوعاً في الجسم البشري، إذ إنها توجد في أصابع اليدين والقدمين والمرفقين، والمعصمين، والكتفين، والورك.
يتكون المفصل الزليلي من نهايتين عظميتين تُغطى كلٌّ منهما بقبعة غضروفية، وتُحاط النهايتان بسائل يُعرف باسم السائل الزليلي، تكون مهمته تزليق الحركة في المفصل. ومع الوقت تنحل بعض الغازات ضمن المفصل، مثل غاز ثاني أوكسيد الكربون، مما يؤدي إلى تشكل فقاعة تدفع النهايتين العظميتين بعيداً عن بعضهما بشكل محدود. وعلى الرغم من أن العلماء طالما اعتقدوا بأن فرقعة الأصابع هي نتيجة لتحرر تلك الفقاعات، أو انفجارها بمعنى آخر. إلا أن أحداً لم يتمكن من إثبات ذلك بشكل قاطع، مما فتح الباب أما تكهنات ونظريات أخرى. كما باءت جميع المحاولات السابقة لالتقاط صور عالية الدقة للحظة انفجار تلك الفقاعات، وذلك بسبب عدم توفر تقنيات تصوير تتمتع بسرعة ودقة عالية، إذ يستغرق انفجار الفقاعة الغازية أقل من 310 ميلي ثانية.
وفي هذه الدراسة، أراد الباحثون الحصول على صور حية وعالية الدقة للمفاصل عند صدور أصوات الفرقعة منها. ولإنجاز هذه المهمة قاموا بربط أصابع يد أحد المتطوعين إلى جهاز خاص يقوم بسحبها واحداً تلو الآخر إلى أن يصدر صوت الفرقعة منها، ثم تصوير هذه العملية بالرنين المغناطيسي. وكما توقع العلماء، أدى سحب الأصابع إلى مباعدة عظمي المفصل عن بعضهما البعض إلى أن بلغت المسافة حداً أعظمياً تشكلت معه فقاعة غازية، ثم عادت النهايتان العظميتان إلى وضعيتهما وارتطمتا ببعض. ولكن الاستنتاج الذي توصل إليه الباحثون كان مختلفاً عن فرضية الفقاعات آنفة الذكر، فبعد عودة النهايتين العظميتين، كانت المسافة بينهما أكبر مما كانت عليه قبل سحب الإصبع. وأن المسافة الزائدة شغلتها تلك الفقاعة التي بقيت موجودة لفترة معتبرة بعد صدور صوت الفرقعة.

وقد افترض الباحثون بأن تشكل الفقاعات الغازية هو ما أدّى إلى صدور صوت الفرقعة، على الرغم من أن الباحثين لا يزالون غير متأكدين من سبب ارتفاع الصوت إلى تلك الدرجة.

وبالتالي، بدلاً من أن يكون صوت الفرقعة ناجماً عن انفجار فقاعات غازية، وجد الباحثون بأن الصوت ناجم عن تشكل فقاعات غازية جديدة.

وأنت عزيزي القارئ، إذا كنت مغرماً مثلي بفرقعة أصابع يدك، وقمت بذلك أكثر من عشرين مرة في أثناء قراءتك لهذا المقال، فقد تتساءل ما إذا كانت هذه العادة مضرة أم لا، وهل ستزيد من خطر إصابتك بأمراض مفصلية مثل متلازمة النفق الرسغي؟ وأود أن أجيبك بأن عدة دراسات أظهرت عدم وجود آثار سلبية لهذه العادة، رغم أن تلك الاستنتاجات قد تحتاج إلى إعادة تقييم في ضوء النتائج الحالية.

المحتوى محمي