تبدو هذه الصورة وكأنها عولجت بسرعة على فوتوشوب، أو أنها ناتجة عن عمل حضارة سرية في القطب الجنوبي من عبدة الزوايا القائمة. ولكن في الواقع، فإن هذا الجبل الجليدي مستطيل الشكل طبيعي بالكامل.
حسناً، إنه ليس مستطيلاً كامل الدقة، ولكن هذه الصفيحة الجليدية العائمة قريبة بما يكفي لإثارة نوع من الخوف. وقد اكتشف علماء ناسا هذه القطعة من الجمال الهندسي قرب شبه الجزيرة الشمالية في القطب الجنوبي، أثناء مسح المنطقة في وقت سابق من شهر أكتوبر الماضي في إطار عملية آيس بريدج، وهي أطول مبادرة أطلقتها ناسا لمسح الجليد القطبي.
يقول جيريمي هاربيك (وهو أحد علماء ناسا في آيس بريدج) في تصريح صحفي: "إن هذا الشكل مثير للاهتمام، فأنا غالباً ما أرى جبالاً جليدية ذات حواف شبه مستقيمة، ولكن لم يسبق لي أن رأيت واحداً بزاويتين شبه قائمتين بهذا الشكل".
ويتمتع هذا الجبل الجليدي بحواف شديدة الانحدار وشكل مسطح، ولهذا فهو ينتمي إلى فئة "الجبال الجليدية اللوحية". ولم تصرح ناسا عن القياسات الرسمية حتى الآن، ولكن تيد سكامبوس (وهو عالم وباحث أساسي في جامعة كولورادو بولدر) أخبر ناشيونال جيوغرافيك أنه يقدر طول القطعة الجليدية بحوالي أربعين متراً، وعرضها بحوالي 1.6 كيلومتر أو أكثر.
ونظراً لهذه الزوايا الحادة الجميلة والشكل المسطح، فمن المرجح أن هذا المستطيل انسلخ عن الصفيحة الجليدية لارسن سي مؤخراً، كما أوردت ناسا في تغريدة على تويتر. وتبلغ مساحة لارسن سي حوالي 52,000 كيلومتر مربع، وهي صفيحة جليدية عائمة قرب البر الأساسي في القطب الجنوبي. وفي خلفية بعض الصور التي التقطها هاربيك من الطائرة، يمكنك أن ترى الجبل الجليدي الشهير الذي يعادل في مساحته ولاية ديلاوير، والذي انسلخ عن لارسن سي في يوليو 2017.
وعلى الرغم من جمال هذا الجبل الجليدي، إلا أنه يحمل نواحي سلبية أيضاً. ويشعر الخبراء بالقلق من كون الجبل الجليدي الكبير إشارة أخرى تدل على خطر الاحترار العالمي على مستقبل الصفيحة الجليدية. ونظراً لكون هذا الجليد مرتكزاً على اليابسة، فإن انفصاله أو ذوبانه في المحيط سيؤدي إلى ارتفاع مستوى سطح البحر.