هذه القصة ترويها لورا ليفي، باحثة في مرحلة ما بعد الدكتوراه في مجال علوم الأرض، جامعة آرهوس، الدنمارك
تتناقص رقعة الجليد في غرينلاند بسرعة تفوق التوقعات، لكن هذا لا يعني أن التغيرات لم تكن قد بدأت منذ فترة طويلة. إنني أدرس كيف تأثرت هذه الرقعة الجليدية بالتحولات المناخية في الماضي، وذلك كي نتمكن من مقارنة ما كان يطرأ من زيادة أو انكماش بما هو حاصل اليوم. وهذا يعني أن أتخلى عن الجو الربيعي الدافئ هنا في الدنمارك وأسافر إلى جرينلاند.
حين يسافر فريقي إلى أقصى الشمال من أجل الحصول على عينات الرواسب الأساسية من البحيرات، فإن الجو يكون بارداً جداً إلى درجة أن وجبات الطعام الجاهزة التي تكون معهم تتجمد في غضون دقائق. إلا أن التغير المناخي يعمل على تقليص ذلك الموسم البارد، مما يعني مستوى أقل من جليد البحر. وبما أن الدببة القطبية تستعين بالجليد عند اصطياد فرائسها، فإن درجات الحرارة الدافئة تعني أن تلك الدببة تكون أكثر عرضة للجوع، وهذا يزيد من خطورتها.
قبل حوالي ثلاث سنوات، حين كنا نعمل من قارب شراعي ونتنقل في مجاري المياه الضيقة، سبح نحونا واحد من تلك الدببة الجائعة وسحب صندوقاً فيه مستلزمات الطوارئ من طوف مربوط بقاربنا. فأكل الدب ألواح الشوكولاتة ولم يلبث أن عاد ثانية سابحاً نحونا بحثاً عن المزيد من الغنائم.
في البداية كانت رؤية دب قطبي عن قرب أمراً مثيراً، ولكن سرعان ما أدركنا أنه لو أراد ذلك الدب أن يصل إلى قاربنا ويصعد إليه لفعل، وهي فكرة مخيفة. فقمنا بإضاءة شعلات الإنارة، وأخفناه حتى ابتعد. لكن بعد عدة ساعات ظهر مرة أخرى فاستخدمنا شعلات الإنارة مجدداً. وفي اليوم التالي كان الدب جالساً على اليابسة يراقبنا، كأنه كلب ينتظر أن تُلقى إليه بقايا الطعام، وحينها قررنا الابتعاد من هناك، فأنت حتماً لا تريد أن تكون الوجهة المفضلة لغداء ذلك الدب إن قرصه الجوع مجدداً.
نشر هذا المقال في عدد يوليو/ أغسطس 2017 من مجلة بوبيولار ساينس.