هل تحلم الحيوانات أثناء نومها؟

تتشارك الحيوانات مع الإنسان في العديد من طرق الحياة؛ مثل الأكل والشرب والنوم أيضاً، لكن هل تحلم مثل الإنسان؟ كان هذا التساؤل مصدر بحث للعديد من العلماء الذين حاولوا إيجاد إجابة له، خاصة أن أي شخص لديه حيوان في منزله؛ يمكنه ملاحظة حركات غريبة للحيوان أثناء نومه، مما جعل فرضية أحلام الحيوان أمر مثير للبحث.

ملاحظات عادية وبحث مستمر

لاحظ بعض العلماء أنَّ الحيوانات الأليفة قد تؤدي حركات غريبة أثناء نومها، ويمكنهم ملاحظة تغّير طريقة تنفّسهم أو تأدية بعض الحركات مثل الركض أثناء النوم. وعلى الرغم من أنَّ الحيوانات تبدو أحياناً كما لو كانت في منتصف الحلم، فإننا لا نعرف حقاً ما إذا كانت تحلم أم لا. أقرب ما يمكن قوله هو أنّها تظهر بعضاً من نفس حالات النوم التي يفعلها البشر.

الحركة الجسدية لم تكن هي الطريقة الوحيدة لملاحظة هل تحلم الحيوانات أم لا، حيث تمكن الباحثين من الاطلاع على الأنشطة الكهربائية والكيميائية لخلايا مخ الحيوانات أثناء نومهم. وفي عام 2006 سجل باحثين من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا نشاط الخلايا العصبية في جزء من دماغ الفئران يُسمى «hippocampus»، وهو هيكل يُعرف بأنه مشارك في تكوين وتشفير الذكريات. سجلوا أولاً نشاط خلايا الدماغ أثناء ركض الفئران في متاهات، ثم نظروا إلى نشاط الخلايا العصبية ذاتها أثناء نومهم، واكتشف الباحثون أنماطاً مماثلة من نشاط الدماغ أثناء الركض وأثناء حركة العين السريعة. أي أن الفئران بدت كما لو أنها تركض داخل متاهة على الرغم من أنها نائمة.

حركة العين السريعة وأحلام محتملة

كل ليلة، وبعد حوالي ساعة ونصف تقريباً من بدء نوم الإنسان، تبدأ مقلتاه بالتحرك في كل مكان تحت الجفون المغلقة. تسمّى هذه المرحلة من النوم «نوم حركة العين السريعة» (ريم)، وقد بيّن العلماء أن هذا يعكس النشاط في الدماغ. فبينما تتحرك العيون؛ يكون الجسم ساكناً، وفي نفس الوقت يكون الدماغ نشطاً تماماً. تمر معظم الثدييات والطيور بنفس حركة العين السريعة أثناء نومهم كما الإنسان، ومثل أن الإنسان يحلم في هذه المرحلة من النوم، فإن العلماء يعتقدون أن الحيوانات أيضاً تحلم في نفس هذه المرحلة.

يقول «ستانلي كورن» طبيب في علم النفس ومؤلف كتاب «ذكاء الكلاب»: «تمر الكلاب بنفس مراحل النوم الذي يختبرها الإنسان ولكن بطريقة أسرع، فبعد نحو 20 دقيقة من النوم، تدخل الكلاب مرحلة حركة العين السريعة، وهي المرحلة التي تكون فيها الأحلام أكثر وضوحاً وأكثر قابلية للتذكر عند الاستيقاظ».

وجد العلماء أن القاسم المشترك لكل من الثدييات (غير البشرية) والبشر؛ هو وجود حركة العين السريعة، وهي حالة النوم المرتبطة بالأحلام، ويصاحب جميع الثدييات نفس المستوى من نشاط الدماغ، وزيادة تغيّر معدل ضربات القلب أثناء نوم «الريم». على سبيل المثال؛ تنبح الكلاب في كثيرٍ من الأحيان أثناء نوم حركة العين السريعة، كما يجعل خُلد الماء حركاته تحاكي عملية قتل فريسة القشريات قبل تناولها. وغالباً ما يتحدث البشر في نومهم.

هل تنام جميع الحيوانات بمعدل واحد؟

تختلف جداول النوم أيضاً اختلافاً كبيراً من حيوان لآخر، وهذه الاختلافات تستند إلى معدل الأيض في الدماغ لدى الحيوان. تميل الحيوانات الأصغر حجماً إلى مزيد من النوم، بينما تنام الحيوانات الأكبر حجماً أقل منها. جميع الحيوانات التي تنام أقل من 4 ساعات في المتوسط؛ ​​هي ثدييات بريّة كبيرة؛ مثل الفيلة، البقر، الزرافة وغيرهم، بينما تستهلك الحيوانات التي تتغذى على العشب الكثير من الوقت في تناول الطعام، لذا ليس لديها الكثير من الوقت للنوم. على سبيل المثال؛ تقف الخيول بنسبة 98% من الوقت، مما يجعل من الصعب العثور على وقت كافٍ للحصول على نوم مصحوب بحركة العين السريعة. يعتقد علماء آخرون أنَّ جداول النوم غالباً ما تتحدد بناءً على الخطر الذي يواجهه كل حيوان.

وختاماً، لا يزال العلماء لا يعرفون -وربما لن يعرفوا- ما إذا كانت الحيوانات تحلم فعلياً أثناء نوم الريم كما يفعل البشر أم لا، ومع ذلك يعلم العلماء أن نشاط الدماغ أثناء نوم حركة العين السريعة بين الحيوانات؛ يشبه البشر.