عندما يصبح الخروج صعباً بسبب الطقس الشتائي، يبدو اللجوء إلى الأريكة والمطالعة أمراً مغرياً. ولكن فكر بالتالي: إذا بدأت بالتنظيف الربيعي الآن، فسوف تكون قادراً على الاستمتاع بأولى أيام الربيع الدافئة وأنت تتنشق عبير الأزهار في الخارج بدلاً من أن تحبس نفسك في الداخل وأنت تفرك الأرضيات. إضافة إلى هذا، إذا بدأت بالتنظيف الآن، يمكنك أن تستفيد من زخم العام الجديد، وتجديد حماسك لطريقة كونماري في تنظيم المنزل.
لم يجب أن أجري تنظيفاً عميقاً؟
وجدت دراسة من برينستون أن الغرفة المليئة بالخردة تتسبب بزيادة التوتر والإحباط عن طريق زيادة تحميل ذهنك بالمحفزات. أي أن أي مكان تنظر إليه سيذكّرك بشيء يجب أن تفعله. ويتفاقم الأمر عندما تكون محبوساً في أمسيات الشتاء الطويلة مع كومة الكتب التي تحتاج إلى تنظيم والموقد الذي يحتاج إلى تنظيف.
يبدو أيضاً أن فوضى الأغراض المتراكمة تؤثر سلباً بشكل خاص على المزاج والصحة، وكما أوردت مقالة في مجلة Psychology Today في 2017: "يؤثر الترتيب بشكل إيجابي على الرضا عن الحياة والصحة البدنية وسلامة الإدراك".
إضافة إلى هذا، يبدو أن من يرتبون منازلهم بشكل منتظم يحصلون على مقدار جيد من النشاط البدني الخفيف. لا شك في أن هذا أمر جيد لدعم قرارك بمواجهة تلك الإضافات التي تراكمت حول خصرك بدون شك، ولكن التنظيف يتيح لك أيضاً مساحة إضافية لفعل أشياء أخرى، مثل الاستفادة من حصيرة اليوجا، أو تشغيل ذلك الفيديو للتمارين الرياضية، ومضاعفة الفوائد البدنية.
أيضاً، إذا بدأت بهذا الآن، فسوف تحصل على زخم إضافي قبل وصول الربيع. حيث أن ثلاثة أرباعنا يستقبلونه بجولة مكثفة من التنظيف، مع مهام تستهلك الكثير من الوقت، مثل تنظيف الحواف السفلية للجدران وإزالة الغبار عن المراوح السقفية. وبالتالي، فإن القيام بما أمكن من أعمال التنظيف منذ الآن يعني أنك ستمضي وقتاً أقل في التنظيف عندما يكون الخروج أكثر بهجة. بطبيعة الحال، هناك بعض المهام التي يجب أن تنتظر قدوم الربيع، حيث أن غسل النوافذ مثلاً ليس بالفكرة الجيدة في الجو المتجمد.
نظم أشياءك وتبرع بما يمكن أن يحتاجه الآخرون
من أفضل المهام التي يمكن أن تفتتح بها رحلة التنظيف الشتائي هي الأشياء التي لم تعد بحاجة إليها، والتي يمكن أن يحتاجها الآخرون، وفي مقدمتها الملابس الشتائية والأطعمة المحفوظة (لا شك في أن الأطعمة المحفوظة تعتبر مادة جيدة للتبرع بغض النظر عن الفصل).
بعد ذلك، تفقد ما لديك من مواد النظافة الشخصية غير المفتوحة، مثل الصابون والشامبو وغير ذلك (حتى لو كانت عينات تجريبية). كما يجب أن تتأكد من أن الملابس التي تريد أن تتبرع بها نظيفة وبحال جيدة. تفقد الملابس التي كانت مخزنة لفترة طويلة بحرص، حيث يمكن أن تبقى الحشرات لفترة طويلة إذا توافر الغذاء، أو من المحتمل أنها وضعت بيوضها فيها قبل التخزين. أما بالنسبة للملابس المعطوبة (التي تحمل البقع أو ذات القماش المهترئ أو المثقوب)، فحاول أن تتفقد مشاركة حكومتك المحلية في أعمال إعادة التكرير للأنسجة.
بعد ذلك، تفقد ما تراكم لديك من الهدايا والأشياء المجانية من العمل والملابس والألعاب وما شابه ذلك على مدى العام، وقم بتجميعها معاً وفق وظيفتها. وعلى سبيل المثال، إذا حصلت على هاتف أو حاسوب جديد بمناسبة الميلاد، يمكنك أن تتبرع بالقديم. لا تنس أن تضع معه جميع الكابلات والشواحن الخاصة به، وإذا كان بالإمكان، فكر بإضافة بطاقة دقائق مدفوعة سلفاً.
نصائح للتعامل مع المشاريع الداخلية الكبيرة
خلال الشتاء، نمضي الكثير من الوقت داخل المنزل، وعندما يهطل الثلج ويغطي كل شيء، من الأفضل أن يكون المنزل من الداخل مرتباً ونظيفاً، وذلك حتى لا تصاب بالسأم والتوتر من الجلوس لفترة طويلة في الداخل.
ولكن هذا لا يعني أن تعلن الحرب بشكل فوري لتقضي على جميع البقع في بلاط المطبخ خلال عطلة نهاية الأسبوع. قم بتقسيم المهمة الكبيرة إلى مهام أصغر وأسهل، واقض على صف أو صفين من تلك البقع في كل مرة. إن وضع عدد كبير من الأهداف الصغيرة المتتابعة سهلة التحقيق يشكل حافزاً كبيراً، وسيعطيك مجالاً لفعل أشياء أخرى خلال اليوم.
حدد لنفسك وقت انتهاء مرناً، وغير مجال المهمة حسب الضرورة حتى يتناسب معه. وبدلاً من أن ترتب ذلك الرف وتجهز الكتب التي تريد التبرع بها بحلول اليوم الأول من الربيع، حدد لنفسك وتيرة ثابتة وعادية تتيح لك التوقف والمتابعة متى أردت. وحتى لو لم تنته المهام الكبيرة قبل عودة الطيور المهاجرة، فقد أصبحت أقرب إلى الانتهاء من ذي قبل.
أخيراً، يمكنك أن تفكر بالتعامل مع المشاريع الكبيرة بشكل متناوب. وعلى الرغم من وجود تضارب في الآراء حول الزمن الذي يمكن فيه أن نركز على مهمة معينة، فإن تغيير المهام يحافظ على الإنتاجية لفترة أطول. وبالنسبة للأعمال الرتيبة أو التي لا تتطلب انتباهك الكامل، فإن أداء مهام أخرى معها وتقسيمها إلى دفعات صغيرة يمكن أن يساعد أيضاً.
قم بالتحضيرات اللازمة لأعمال ربيعية أخرى
إذا كنت تخطط لعمل كبير محدد في الربيع، مثل بيع مجموعة كبيرة من أغراضك المستعملة، يمكنك أن تبدأ بالتحضير منذ الآن. وإذا قمت بتنظيم وتسعير الأغراض في يناير وفبراير، فهذا يعني أنه يمكنك أن تخرجها فور انفراج الطقس، وتنشر إعلانك على فيسبوك، وتبدأ بالتخلص منها نهائياً. يمكن أن تكون هذه العملية مرهقة، لأن الناس ينتظرون حتى اللحظة الأخيرة للقيام بالتسعير والتنظيم والترتيب. ولهذا، فإن استغلال ساعة أو اثنتين خلال الشتاء استعداداً لهذه المهام قد يجعلها أكثر سهولة.
في حالات أخرى، قد ترغب في البدء منذ الآن على أي حال. حيث أن إزالة الغبار، على سبيل المثال، ليست فقط وسيلة لتحسين منظر المنزل، بل إنها مفيدة لمن يعانون من الحساسية تجاه الغبار، حتى الزوار منهم. وبالنسبة لبعض المهام الأخرى، يمكنك أن تقوم ببعض الأبحاث خلال الشتاء. إذا كنت تخطط لإنشاء حديقة مستدامة، فهذا هو الوقت المناسب حتى تحدد النباتات المحلية التي تريدها، والأدوات التي ستحتاج إليها. وإذا كنت تريد أن تتخلص من سخان المياه لجعل منزلك أكثر فعالية في استهلاك الطاقة، ابدأ بالبحث عن التكنولوجيات والطرق التي تناسب وضعك المالي وحاجاتك. هل تريد أن تدهن المنزل؟ تفقد الألوان والأسعار المتاحة. فكر بالأمر بهذه الطريقة: ما أن ينتهي الجزء الممل، يمكنك أن تطلق المشروع بسرعة أكبر، وتستمتع أكثر بأشعة الشمس.