بعض المواد الكيميائية تلاحقها سمعة سيئة؛ كالحديث عن إصابة مستخدمها بالسرطان أو الأورام، وربما استندت تلك المزاعم إلى بحث أُجْرِيَ في ظروف معينة، وقد لا تستند إلى شيء، ورغم أن أبحاثاً ودراساتٍ أخرى بَرَّأتْها، فإن الصورة الذهنية العالقة في أذهان الناس أنها مُضرِّة، ولا يمكن استخدامها.
1. «الأسبارتام» معركة المياه الغازية والسرطان
مادة الأسبارتام صالحة للاستخدام، وهي ثاني أكثر أنواع التحلية الاصطناعية استخداماً في العالم، وتَضم الحمضين الأمينيين؛ «الأسبارتيك» و«الفينيل ألانين»، ولها مذاق أكثر حلاوة من السكروز «سكر القصب» بنحو 200 ضعف، وتدخل في صناعة المشروبات الغازية، ووُجِّهَتْ إليها اتهامات على العديد من مواقع الإنترنت؛ كالحديث عن أنها تُسبِّب السرطان، وتساقُط الشعر، والاكتئاب، والاضطرابات السلوكية.
وعلى الرغم من حصولها على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأميركية، منذ عام 1981، فإن الاتهامات تزايدت بعدما أجرى مركز «سيزار مالتوني» لأبحاث السرطان اختباراً حيوياً طويل المدى عليها، في عام 2006، وأجريت الأبحاث على الفئران، وأظهرت النتائج أن تناولها يزيد من فرص ظهور الأورام الخبيثة وسرطان الدم، وذلك عند تناول الجرعات اليومية التي تبلغ 20 ملجم/ كجم من وزن الجسم، وهي نسبة قليلة للغاية.
ووفقاً للجمعية الأميركية للسرطان، فإن الدراسات الوبائية التي أجريت على مجموعات من الأشخاص لم تتأكد بعد من وجود رابط بين استهلاك الأسبارتام ومرض السرطان، وهذا ما يجعله آمناً للاستهلاك وفقاً لتصنيف إدارة الغذاء والدواء الأميركية، والهيئة الأوروبية لسلامة الأغذية، وخلصت دراسة تقييمية، نُشِرَتْ في عام 2019، لتقييم ما توصلت إليه عدد من الدراسات السابقة، إلى أنه لا يوجد أي ارتباط بين استهلاك الأسبارتام وزيادة خطر الإصابة بالسرطان.
2. «السكرين» محلّ مثالي دون سعرات حرارية
السكرين أحد المحليات الاصطناعية واسعة الانتشار، ويُستخدم عادة بديلاً للسكر؛ لأنه لا يحتوي على السعرات الحرارية، أو الكربوهيدرات، كما لا يمكن للجسم تحطيمه؛ لذلك يترك الجسم دون تغيير، بالإضافة إلى أنه أحلى من السكر العادي بنسبة تتراوح بين 300 و400 مرة؛ لذا يدخل في صنع العديد من الأطعمة والمشروبات.
وسبق أن أُدرِج ضمن قائمة المواد المُسبِّبة للسرطان[1] في الولايات المتحدة الأميركية عام 1981؛ وذلك لوجود دليل على أنه يُسبِّب تسرطناً في الحيوانات التجريبية. وفي عام 2016، أزاله البرنامج الوطني الأميركي لعلوم السموم من قائمة المواد المسببة للسرطان؛ بناءً على دراسة تشير إلى أن سرطان المسالك البولية الذي أصاب الفئران يرتبط بدرجة الحموضة ووظائف أعضائها، كما أشار ملف أسباب شطبه من المواد المسرطنة إلى أن الدراسات الوبائية لم تؤكد نتائجها وجود علاقة واضحة بين استهلاكه وسرطان المسالك البولية.
3. «لوريل كبريتات الصوديوم» لا أصل لعلاقته بالسرطان
مادة كيميائية تُستخدم في صناعة الصابون والشامبو ومواد التنظيف، وزُعِمَ أنها تصيب بالسرطان دون دعم تلك المزاعم، في حين أشارت مراجعة علمية، نُشِرَت في عام 2015، أن تلك السمعة السيئة التي تلازم ذكرها تأتي بسبب التفسيرات غير الدقيقة للمصطلحات العلمية، والخلط بينها وبعض المواد الكيميائية التي تحمل أسماء شبيهة.
وخلصت تلك المراجعة العلمية إلى أن هذا المركب ربما يُسبِّب تهيُّج العين والبشرة، ويمكن تفادي حدوث هذا بإجراء اختبار للحساسية. أما ما يخص السُّمية، فقد أشارت المراجعة إلى أن المركب آمن للاستخدام في منتجات التنظيف، ولا يُشكِّل خطراً على صحة الإنسان أو البيئة.
4. «بولي إيثيلين جليكول» الشوائب ألحقت به الضرر
وهي عبارة عن بوليمر صناعي، تستخدم على نطاق واسع في العديد من المجالات، وقد أثيرت حولها مزاعم بأنها إحدى المواد المستخدمة في مستحضرات التجميل رغم سُميتها، وتستند تلك المزاعم على استخدام مادتي أكسيد الإيثيلين، و 1.4 ديوكسان في التصنيع، وكلتاهما مادتان مسرطنتان، يسهل على الجلد امتصاصهما.
وعلى الرغم من أن هذه المادة معتمدة من إدارة الغذاء والدواء الأميركية، ويمكن استخدامها في العديد من التطبيقات الطبية، فإنه بعد الاستخدام الواسع للمستحضرات التي تحتوي هذا المركب، لم تُسجَّل سوى حالات بسيطة من الشكاوى، وكان من الممكن تجنُّبها في حالة اتباع النصائح التوعوية؛ كمنع الاستخدام لمن يعانون التهاب الجلد.
وفي تقييم السلامة الخاص بالمادة، ذُكر أنها آمنة للاستخدام في مستحضرات التجميل، ولا تُشكِّل خطراً على صحة الإنسان؛ أما عن وجود شوائب المركبات المسرطنة في التصنيع، فأوصى التقييم مُصنِّعي المركب ومشتقاته بضرورة بذل أقصى الجهود لإزالة الشوائب والمركبات الثانوية.
المصادر:
[1] Appendix B: Substances Delisted from the Report on Carcinogens