⁩ما هي متلازمة هافانا التي تتهم أميركا دولاً معادية بالتسبب بها؟

متلازمة هافانا
حقوق الصورة: ميهميت تورغوت كيركغوز/ بيكسلز.
استمع الى المقالة الآن هذه الخدمة تجريبية
Play Audio Pause Audio

خلُص خبراء من وكالة الاستخبارات الأميركية في تقرير نُشر في 20 يناير/كانون الثاني 2022 أن معظم حالات ما يدعى بـ «متلازمة هافانا» لم تتسبب بها على الأرجح روسيا أو أية قوة خارجية أخرى. يمكن تفسير أغلب الحالات والأعراض بأسباب بيئية، ونفسية مثل التوتر، أو بسبب حالات طبية سابقة لم تُشخّص.⁧

تقوم الوكالة الآن بإجراء دراسة شاملة على الـ 1000 حالة أو نحو ذلك التي تم الإبلاغ عنها من هذه المتلازمة. تستبعد النتائج الأولية لهذه الدراسة الأسباب غير الطبيعية في معظم الحالات، لكن الوكالة ستستمر في تحقيقاتها، وستركز على بعض الحالات التي لا تزال غير مفسّرة.⁧

ما هي أعراض الإصابة بمتلازمة هافانا؟

قال مسؤول في وكالة الاستخبارات الأميركية طلب عدم الكشف عن هويته ⁧⁩للإذاعة الوطنية العامة⁧⁩: «لا تزال بعض أشد الحالات غير مفسّرة»، وأضاف: «لم نجد حتى الآن أي أدلة تبيّن انخراط قوى خارجية في أية حالة».⁧

تتسبب متلازمة هافانا، والتي أُبلغ عنها لأول مرة في 2016 في مدينة هافانا، كوبا، بأعراض تشمل الدوخة والصداع وطنين مؤلم في الأذنين ومشاكل في التوازن. عندما بدأ عشرات من الدبلوماسيين الذين يعيشون في العاصمة الكوبية يبلّغون عن الأعراض التي شعروا بها، كان الأطباء والعلماء في حيرة من أمرهم، ولم يتمكّنوا من تفسير المتلازمة التي ظهرت أعراضها بطرق مختلفة لدى العديدين. ازداد عدد الحالات المبلّغ عنها ببطء بمرور الوقت، وخصوصاً في السنوات الأخيرة الماضية.⁧

تفسيرات مبهمة لهذه الإصابة

انتشرت العديد من ⁧الفرضيات⁧ لتفسير هذه الظاهرة، من الأطباق الطائرة إلى الأسلحة الحيوية إلى الهجمات بالموجات الميكروية. اقترح بعض الخبراء غير الأميركيين أن الأعراض هي ردود أفعال نفسية- جسمية نتجت عن التوتر. وصرح بعض المصابين بهذه المتلازمة بأنهم يعتبرون أن هذه التفسيرات مهينة.⁧

في دراسة أجرتها الأكاديمية الوطنية للعلوم في ديسمبر/كانون الأول 2020 بتكليف من وزارة الخارجية الأميركية، ⁧⁩أبلغت لجنة⁧ أن «الموجات الراديوية الموجهة النبضية تبدو أنها الآلية الأكثر منطقية في تفسير هذه الحالات» من بين الآليات المقترحة.

تُعتبر الفرضية التي تنص على أن متلازمة هافانا ناتجة عن هجوم خارجي على الدبلوماسيين شنته دول مثل روسيا أو الصين أو كوبا رائجة للغاية، ولكنها تبقى غير مثبتة. قال مسؤول في وكالة الاستخبارات الأميركية لشبكة ⁩سي بي إس⁧ الإخبارية إنه بالنسبة للحالات التي لم تُفسّر بعد، «لم تستبعد الوكالة انخراط دول خارجية». أبلغت صحيفة ⁩ذا واشنطن بوست⁧ في نوفمبر/تشرين الثاني 2021 أن «ويليام بيرنز»، مدير وكالة الاستخبارات الأميركية، وجّه تنبيهاً سريّاً لوكالة الاستخبارات الروسية ينص على أنها ستواجه «عواقباً» إذا كانت مسؤولة عن هذه الحالات. بينما تنكر موسكو انخراطها بأي شكل.

عدم رضا بين المصابين وتعويضات مالية

شعر العديد من المصابين بعدم الرضا عن تقرير الوكالة الأخير الذي يفيد بأن معظم الحالات يمكن تفسيرها بأسباب طبيعية، وخصوصاً بعد المعاناة من الأعراض لسنوات. قال المسؤولون عن مجموعة «مناصرة ضحايا متلازمة هافانا» في تصريح، إن نشر وكالة الاستخبارات الأميركية لهذه النتائج يعتبر خيانة للثقة، وأن التقرير «يجب ألا يكون نهائياً».⁧

بغض النظر عن سبب هذه المتلازمة، فإن الأشخاص الذين يعانون منها يعيشون مع حالة صحية حقيقية. قال مسؤول في وكالة الاستخبارات الأميركية لشبكة ⁩سي إن إن⁧ الإخبارية: «لا تثير هذه النتائج التساؤلات حول إبلاغ بعض المسؤولين الأميركيين عن تجارب واقعية ومعاناة أعراض حقيقية». ⁧

وقّع الرئيس الأميركي «جو بايدن» على قانون يُعوّض بموجبه المصابون بمتلازمة هافانا السنة الماضية، وتقيّم وكالة الاستخبارات الأميركية الآن مَن مِن الضحايا يعتبر مؤهلاً لتلقّي التعويضات المالية، والطرق التي ستُصدر فيها هذه المدفوعات.⁧