يعتبر وحش «لوخ نس» من أكبر ألغاز علم دراسة الحيوانات الخفية شهرة، وأكثرها غموضاً منذ أن نُشرت أولى مشاهدة له عام 1933، ومثله مثل مخلوقات الـ «بيغ فوت» و«اليتي»، لا يوجد دليل علمي قاطع على وجودها، حتى الآن.
يُعتقد أن وحش لوخ نس سليل مجموعة باقية من البلصورات، ويقال إنه يسكن بحيرة لوخ نس في اسكتلندا، والتي تعتبر أكبر بحيرة مياه عذبة في بريطانيا العظمى.
حصل هذا الوحش على شهرة علمية عالمية كبيرة منذ أن قام السير «بيتر سكوت» بإطلاق اسم «نيسيتيراس رومبوبتيريكس» على وحش البحيرة في مجلة نيتشر. هذا الاسم معناه «وحش نس ذي الزعانف ماسيّة الشكل». وعلى الرغم من أن العديد من الناس حول العالم يؤمنون بوجود هذا الكائن، لكن لم يجد العلماء أي أدلة تدعم وجود هذا الوحش المخيف.
أطلق السكان المحليون اسم مؤنث على وحش البحيرة هو «نيسي»، والذي تصفه التقارير كوحش كبير طويل العنق. لكن نيسي ظلت محيرة، وبعيدة المنال بشكلٍ غريب عن عمليات البحث العلمي الجادة.
ثعبان البحر العملاق
تم إجراء فحوصات سونار متعددة في البحيرة، ولكن لم يظهر للوحش أي أثر، ولهذا قام فريق دولي من العلماء بقيادة جامعة أوتاغو في نيوزيلندا بإجراء تحليلات الحمض النووي البيئي لعينات مياه من مواقع متعددة في بحيرة لوخ نس.
وأفاد العلماء بأنه لا يوجد دليل على الإطلاق على وجود أي حمض نووي حيواني من العصر الجوراسي، في أي من العينات التي تم اختبارها. كما أنهم لم يعثروا على الحمض النووي لسمك القرش أو سمك السلور، وهما نظريتان أخريان حول هوية «نيسي» ظهرتا في السنوات الأخيرة.
كانت هناك نظرية أخرى طرحت في وقتٍ مبكر جدًا أن الوحش قد يكون ثعبان البحر العملاق، وتم رفضها، لكن الأبحاث التي أجراها الفريق مؤخراً تظهر أن الفكرة قد يكون لها أصل.
وكتب الباحثون على موقع المشروع: «لقد وجدنا كمية كبيرة من الحمض النووي لثعبان البحر. إن الثعابين وفيرة للغاية في بحيرة لوخ نس، مع وجود بقايا الحمض النووي في كل موقع يتم أخذ عينات منه، حيث يوجد الكثير منها».
وهناك تقارير مستمرة عن ثعابين كبيرة جداً من قبل عدد من الشهود، وأثبتت التحليلات وجود حمض نووي لثعابين الأنقليس الأوروبية، مما يمثل مشكلة جديدة لأن هذه الأسماك لا تنمو أطول من حوالي 1.5 متر. هذا الطول أقل من المتوقع للوحش، ولهذا سيتعين إجراء مزيد من البحوث لفهم كيف يتوافق ثعبان البحر مع مشاهد «نيسي».
مفاجآت جديدة
https://www.youtube.com/watch?v=IUJOP00_wHw&feature=youtu.be
أدت النتائج التي توصل إليها الفريق إلى استبعاد بعض الكائنات المرشحة لتكون «نيسي»، وعثر الفريق حتى الآن على عدد غير قليل من الأنواع داخل وحول البحيرة. وحدد الفريق الحمض النووي لـ 11 نوعاً من الأسماك، و3 أنواع من البرمائيات، و22 من الطيور، و19 من الثدييات.
وكتب الباحثون: «من أكثر النتائج المثيرة للاهتمام هو وجود كمية كبيرة من الحمض النووي من الأنواع البرية في نظام بحيرة لوخ نس».
وشملت مستويات عالية من الحمض النووي من البشر، ومجموعة متنوعة من الأنواع المرتبطة بنا مثل الكلاب والأغنام والماشية. واكتشفوا أنواع برية محلية في المنطقة مثل الغزلان والغرير والثعالب، والأرانب والفئران وأنواع طيور متعددة.
تظهر هذه النتائج أن مسوح الحمض النووي البيئي (eDNA) الخاصة بالمجاري المائية الرئيسية؛ قد تكون مفيدة للمسح السريع للتنوع البيولوجي على المستوى الإقليمي.
وكانت هناك مفاجآت جديدة أخرى أيضاً، حيث تم اكتشاف الكثير من التنوع الميكروبي غير المعروف سابقاً في الحمض النووي، بما في ذلك ميكروب يعيش عادة في المياه المالحة. ولا يزال هناك الآلاف من أنواع الميكروبات المكتشفة في العينات لم يتم تحديدها بعد.
لا يزال هناك بصيص من الأمل لجميع المعجبين بفرضية «نيسي»، نظراً لأن بحيرة لوخ نس شاسعة، ونظراً لأن علامات الحمض النووي البيئي في الماء تتبدد بسرعة، وتستمر من أيام إلى عدة أسابيع على الأكثر، فلا يزال هناك احتمال بوجود شيء ما لم يكتشفه العلماء.
وسيصدر الفريق ورقة بحثية تفصل النتائج التي توصل إليها عما قريب. وكتب الباحثون: «لدينا نظرية أخرى لاختبارها، وهي ثعبان البحر العملاق، وقد يكون من المفيد استكشاف هذا بمزيد من التفصيل».