ماذا لو قضيت فترة الحجر الصحي في الطبيعة؟ هذه التجربة تجيبك

1 دقيقة
حجر صحي, فيروس كورونا, طبيعة, منزل

مقال في مجلة «أوت دور لايف».


فيروس كورونا أصبح هنا، لذا يجب علينا تطبيق التباعد الاجتماعي والبقاء في منازلنا. أصبح معظمنا يعمل من المنزل، وفي وقت الفراغ نجلس نترقب بقلق آخر أخبار انتشار الفيروس، أو أي تطور في حالات الإصابة والوفيّات، ... إلخ. في الواقع البقاء على اطلاع بآخر المستجدات المهمة مقبول ومهم في ظلّ هذه الظروف، لكن هناك حد لذلك. وبغض النظر عن مقدار الوسائط التي تستهلكها في متابعة آخر التطورات، فلا يمكن لأي منشور أو قصة أن تخبرك بما يخبئه لنا المستقبل.

في هذا التوقيت؛ يمتلك محبّو الطبيعة -كالصيادين ومحبّي التخييم والتنزّه- فرصة فريدة من نوعها للتعامل مع ظروف الحجر الصحي. على سبيل المثال لديهم طعامهم من لحوم الحيوانات التي اصطادوها، ومؤونة كافية حصلوا عليها من محصول حدائقهم في الصيف الماضي. كما يمتلك الكثير منهم المعدّات اللازمة للخروج إلى الطبيعة والتخييم هناك (الخيم الصغيرة ومختلف الأدوات)، والمعرفة الكافية للنجاة في مختلف الظروف، كما أنهم يعرفون كيف يستمتعون بوقتهم حتى وإن ساءت الأمور.

كما أن لديهم أعظم ميزة، وهي أنهم يعرفون تماماً كيف يبدو الشعور بالعزلة والوحدة. يقول «هنري ديفيد ثورو»، الشاعر والفيلسوف الذي عشق الطبيعة: «لم أجد رفيقاً مثل العزلة».

لطالما جلس الصيادون في هدوءٍ وعزلة تامة لساعات -في أحسن الأحوال- مترقبين الفرصة المناسبة للانقضاض على فريستهم. يجلسون وحدهم مع أفكارهم، ينتظرون لحظة قد لا تأتي أبَدَا. لذلك علينا استغلال وقت العزلة (الحجر الصحي) الآن في التأمل والراحة.

ربما يعطينا التباعد الاجتماعي فرصة للاسترخاء في الطبيعة، إما وحدك أو اصطحاب أطفالك معك، أو ربما حيوانك الأليف.

إذا وجدت فرصة للذهاب في مكان مفتوح في الطبيعة، تتبع آثار الطيور وبقايا قرون الغزلان، وربّما قد تحب مراقبة طيور الإوز والبط وهي تهاجر عائدة إلى مناطق تعشيشها. ستشعر بالراحة عندما تفكّر في هذه الطيور، وكيف استغرقت الكثير من الوقت في رحلة العودة، وكم بقي لها كي تصل.

إذا شعرت بالبرد أو الجوع أو الملل، تمشّى أبعد قليلاً. راقب الشمس وهي تغيب في الأفق. استمع بعناية إلى صوت الطبيعة، إلى صوت البوم، أو راقب أحد الذئاب وهو يتسلل بهدوء لينقضّ على فريسته. ثم عد إلى المخيّم أو المكان الذي صعنته من أجل هذه العزلة عندما يحل الظلام.

لقد مشيت هنا مراراً من قبل، لم تتغيّر هذه البراري أبداً.

مقالات المدونة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي بوبساي العلوم للعموم

المحتوى محمي